أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مرثا فرنسيس - البنت المصرية والثورة














المزيد.....

البنت المصرية والثورة


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 16:59
المحور: المجتمع المدني
    


البنت المصرية والثورة
في احدى الوقفات المرورية في أحد شوارع القاهرة الجميلة، اقتربت مني فتاتان في العشرينيات،لمحت على وجهيهما ابتسامة أمل، وفي يد كل منهما بعض الأوراق أو المنشورات، واعطتني احداهن ورقة ؛لمع امامي عنوانها"دعوة للتغير" قرأتها بسرعة وانا اشعر بقلبي يقفز فرحا ، لم تكن هذه المرة الأولى التي اشاهد فيها بنات بلدي وهن يشاركن في ثورة 25 يناير او فيما تبعها من وقفات ايجابية لاصلاح بعض آثار التظاهرات وتداعيات الثورة على الشوارع والميادين واحياء مصر المختلفة.
تعالت اصوات الفتيان والفتيات سواء بسواء مطالبة بحقهم في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية؛ وكأن هذه الثورة بداية صحوة جديدة للمرأة، لم تخف الفتيات من عواقب ارتفاع اصواتهن ولم تخش من اعتبار البعض ان اصواتهن عورة، بل بكل جرأة واصرار و وعي في وحدة منقطعة النظير من كل طوائف الشعب شابات وسيدات مع الرجال والشباب بل والأطفال من كل اطياف الشعب في اصوات ممتزجة معا ، يذكر كل منهم فقط انه انسان يحب الحياة ويعشق الحرية.
شاهدت ولأول مرة صور واسماء لشابات في قائمة الشهداء؛ وهذا في معناه دليلا ليس فقط على مجرد المطالبة بالحقوق بالمثل مع الشبان ولكن دليلا على استعدادهن لدفع ثمن الحرية حتى ولو كان الحياة نفسها.
شاهدت ايضا بنات بلدي الجميلات وهن يقفن في شوارع مصر يدا بيد مع الفتيان وهم معا يقومون بتنظيف الشوارع، يحملون ادوات النظافة وهم مبتسمين وكأن كل منهم يقوم بتنظيف بيته وغرفته ومكتبه، بكل حب واهتمام وانتماء ؛ نعم حب للشوارع ولكل شبر من تراب مصر الجميلة.
شاهدت بنات مصر وهن يشاركن الشباب في دهان الأرصفة وتنظيفها، وكأن هؤلاء الشباب فتيان وفتيات؛ كأنهم متخصصين في فن الدهانات، فقط لأنهم اصروا على اتقان كل مايقدمونه لوطنهم الغالي. لم تكن هناك رغبة أو دعوة لتقليص دور الفتاة او ابعادها عن كل مايتم داخل الوطن وهذا نتاج الثورة التي صححت المفاهيم البالية بإيمانها أن المرأة نصف المجتمع وبدونها يصبح مجتمعا عقيما جافا فاقدا لهويته.
اما الورقة التي اعطتها لي بنت بلدي فهي دعوة للتغيير؛ وتشمل تلك الورقة ماينوي شبابنا الواعي عمله والذي يدعو كل المصريين من منطلق حب الوطن والعمل على تطويره- يدعونهم للسلوك بنضج وايجابية والتزام، ومن ضمن ما احتوته هذه الورقة من ايجابيات السلوك المصري اليوم وغدا ، ما يمكن ان نعتبره تعهد معلن من شباب هذا الوطن الواعي بتصحيح ليس فقط سلوكياتهم تجاه المجتمع بل حث المجتمع ككل على التكاتف والالتزام بالسلوكيات الحضارية للنهوض بالمجتمع المصري في معظم المجالات
تحتوي الورقة التي قفز قلبي بها فرحا على تعهدات من شباب مصر تشمل الالتزام بقوانين المرور بغض النظر عن تواجد رجل المرور او عدم تواجده، وعدم اللجوء الى دفع الرشاوي والاكراميات في كل من الأقسام والمصالح الحكومية، عدم التعرض للفتيات او التحرش بهن او مضايقتهن، والابلاغ عن اي تعديات وكذلك رفض اي معاملة لا تليق من اي مسئول او ضابط، كما تعهدوا بالايجابية ومواجهة المخطئ، والابلاغ عن رفع اسعار السلع المختلفة، كما تعهد وطالب هؤلاء الشباب (شبانا وشابات) كل مصري بأن يفتخر بوطنه مصر امام العالم وطالبوا كل مصري بأن يطلع على القوانين ليعرف ماهي حقوقه الانسانية ويتابع تحقيقها. أيضا ناشدوا كل مواطن أن يسارع لمساعدة المحتاجين مسايرة للحياة الجديدة وبعثا للروح المصرية الأصيلة. ارتفع صوت المرأة كمواطن لايقل في قوته او جديته عن صوت اي فرد في المجتمع كظاهرة جديدة ترعرعت مع ثورة الشباب، بعد أن طال سكوتها سنين طويلة، منذ ان شاركت المرأة بقيادة أم المصريين السيدة صفية زغلول في ثورة 1919؛ ومنذئذ خفت واختفى صوت حواء ليعود ويغرد حبا لمصر ولتقوم وتعلن المرأة المصرية عن نفسها كجزء أصيل من ثورة 25 يناير التي قام بها شباب مصر.
شعار بنات واولاد بلدي اليوم هو ان ثورة 25 يناير ليست فقط تغيير سياسي ولكن لابد ان تكون تغييرا في داخل كل منا لنصنع معا حياة افضل.
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف الدين والمجتمع الذكوري
- أجمل وردة لمصر في عيد الحب
- هل الشهداء أفضل حالا؟
- نتائج ايجابية لثورة الشباب
- مصر تتحدث عن نفسها
- ثورة الياسمين وثورة المرأة
- ليه يابن بلدي؟
- ماسبب العنف الذي يتخلق به أهل الشرق؟
- بيت الطاعة!
- عفوا..النوايا الحسنة لاتكفي
- أيها الإرهابيون كيف تتوقعون ان تكون ردة فعلنا ؟
- تفجير امام بوابة كنيسة في ليلة رأس السنة
- إفتحوا أحضانكم للعام الجديد
- ميلادك هو ميلاد قلبي
- رسالة الى موقع الحوار المتمدن
- أنا أكرهك
- لقطة حوارية
- الرحمة
- رسالة من صديقتي العراقٌية
- احتفل


المزيد.....




- صحة غزة تطالب محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في تعذيب واغتي ...
- جنوب السودان يلغي الضرائب التي أدت إلى تعليق عمليات الإنزال ...
- برنامج الأغذية العالمي: الجماعة تتجه نحو جنوب قطاع غزة
- الأمم المتحدة تحذر الأطراف المتحاربة في السودان بشأن دارفور ...
- الانتفاضة الطلابية.. حرية التعبير تدعس في حرم أرقى جامعات ال ...
- الغذاء العالمي: المجاعة واسعة في شمال غزة وتتجه نحو الجنوب
- تونس.. إجلاء قسري لمئات المهاجرين ونقلهم للحدود الجزائرية
- تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و ...
- إسرائيل تبلغ منظمات الإغاثة بخطط إجلاء رفح وواشنطن تؤكد: لم ...
- وفد قطري يتوجه للقاهرة للمشاركة بمباحثات صفقة الأسرى بين حما ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مرثا فرنسيس - البنت المصرية والثورة