أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - كيف لا أحبك؟














المزيد.....

كيف لا أحبك؟


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 01:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف لا احبك ؟
كيف لا احبك؟ كيف لا أحبك وقد أرشدتني وسط الطلام الدامس إلى نور عجيب أخاذ. لا أعرف كيف تغيرقلبي الحجري الملئ أنانية الى قلب لحم يحب، ويفرح ويتألم ويتعاطف مع مشاعرالآخرين، وفي وسط هذه المشاعر المختلفة والمشاكل المتباينة لا يفقد قلبي سلامه ولا يخسر فرحه، فهذا السلام وذلك الفرح لا يتوقفا على الجو المحيط بي ولا يتأثرا بالمتغيرات التي تعتري حياتي.
كيف لا أحبك وقد غيرت القواعد البالية والمفاهيم الجامدة التي ورثتها واعتدت عليها وتبنيتها خلال مشوار حياتي؛ لقد تغيرت هذه القواعد وتلك المفاهيم بعد ان اعطيتها أبعاد إنسانية جديدة ذات معانى وقيم لم أعرفها قبلك، فأنت الذي عرفتني ان العطاء يشبع ويفرح اكثر من الأخذ، وأنت من علمني ان الحب يغير قساوة القلب، في حين أن الكراهية تزيد جفوة القلب وجموده، أنت الذي جعلتني افهم معنى النعيم والجحيم؛ فالنعيم يكون حيث توجد انت ، اما الجحيم فهو في البعد عنك.
كيف لا أحبك وقد احببتني بلا حدود، بلا شروط، بلا ثمن، بلا مقابل واي ثمن يصلح لأن يكون مقابلا لهذا الحب؟ لقد احببتني ولم تطلب الا قلبي فقط؛ لا لتتحكم فيه بل لتقتلع من اعماقه كل انانية ومحبة للذات وكل رغبات تبعدني عنك ولتتقتلع كل جذور العنف والانتقام والتعصب.
كيف لاأحبك وقد عرفتني معنى الانسانية وقيمة الانسان وجعلتني اعيد رؤيتي لنفسي وقيمتي من جديد فغيرت اسمي وعنواني لتصبح كلمة" انسان" هي هويتي. كيف لا أحبك وقد نزعت بحبك كل مخاوف قلبي، فقد علمتني كيف اتعامل مع فصول الحياة المختلفة، أفرح بالربيع والالوان والزهور حيث تتحقق الامنيات وتسير الحياة في يسر. واقبل الخريف والشتاء حيث تتساقط اوراق ألاشجار وتختفي الثمار ويكثر هبوب الرياح وتلبد الغيوم، فأقف في صلابة وقوة وأعيش على الأمل والرجاء ولا ينزع سلامي او فرحي مني، بل اواجه الآلام وظروف الحياة الصعبة واشعر بنشوة الانتصار عندما تعبر الأزمات ويعود الربيع من جديد وفي نفسي قوة تتفوق على كل الظروف والصعاب.
كيف لاأحبك وقد أمسكت بيدي واقمتني من ضعفات ومن سقطات ومن شكوك، وغيرت التأوهات إلى ترتيل وبدلت مرثاتي إلى ترنيم واعطيتني عقلا يميز ويدرك جيدا مصدر وسبب هذه السقطات والضعفات، وروحا تتقوى فتتغلب على الشكوك ونفسا ثابتة تنطق بالآهات ولا تسقط تحت ثقلها.
كيف لا أحبك وانت تعرف مافي قلبي ولا تحتاج لأن اقوم بممارسات وطقوس معينة لكي أرضيك، فأنت تكتفي بمناجاتي ببساطة قلبي وبساطة كلماتي، لاتفرض عليّ شكل او طقس ولا يتشامخ عليك من يمارس الطقوس الشكلية في محاولة ارضائك بينما قلبه منصرف عنك بعيدا.
قد يعتبر البعض ان قوة الاله تظهر في المعجزات الخارقة للطبيعة، كاقامة الموتى وشفاء المرضى او السلطان على الطبيعة ، وقد يرى البعض الآخر قوة الاله في مدى سيطرته وقسوة تبعيته ولكني ارى قوة الاله الأكثر تأثيرا هي معجزة تغيير الحياة والقلب، معجزة تغيير الاتجاه والارتقاء بالحياة الى اعلى مستوى انساني.
تهنئة قلبية بالفصح والقيامة وشم النسيم وأعياد سيتاء
كل عام وانتم بكل خير وصحة وسلامة
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محافظ قنا ومحافظ اسوان
- لقطات بعد الثورة
- انا من الأقلية
- سأفضي لك بأسراري
- الجلسات العرفية واحترام القانون
- الثائر الحق
- رسائل قصيرة
- أمهات لم يلدن
- أنا المرأة: هل تعرفني؟
- متى ينتهي حظر قيادة المرأة للسيارة
- دكتور علاء الأسواني: لحظة من فضلك
- تعديل أو تغيير؛ أنا أرفض المادة الثانية من الدستور
- البنت المصرية والثورة
- توظيف الدين والمجتمع الذكوري
- أجمل وردة لمصر في عيد الحب
- هل الشهداء أفضل حالا؟
- نتائج ايجابية لثورة الشباب
- مصر تتحدث عن نفسها
- ثورة الياسمين وثورة المرأة
- ليه يابن بلدي؟


المزيد.....




- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...
- نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م ...
- لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي ...
- واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
- سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا ...
- سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ...
- الأردن.. توقيف أشخاص على صلة بجماعة الإخوان المحظورة
- روبيو: نعمل على تصنيف -الإخوان- كتنظيم إرهابي
- روبيو: الولايات المتحدة في طور تصنيف جماعة الإخوان منظمة إره ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - كيف لا أحبك؟