أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح كنجي - الثويني المبرقع يسوقُ بضاعة لا تنفع..















المزيد.....

الثويني المبرقع يسوقُ بضاعة لا تنفع..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 14:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في مقالاته المفككة التي لا يربطها رابط، نشر الدكتور علي الثويني، في الحوار المتمدن وعدد من المواقع الأخرى سلسلة كتابات تتمحور حول مفهوم الأمة العراقية وردَ في واحدة منها معنونة بـ.. (اللغة السومرية وعراقية اليوم والدعاوي القومية) بتاريخ 26 /2/2012..
(قرأت مقالا لكاتب قومي كردي يدعى (صباح كنجي) يشرح فيه كيف أن مفردة (يزيدي) متأتية من أسم معبد سومري مخصص للآلهة مردوخ في بورسيبا على تخوم بابل ويدعى ( Ezid ) وهي ربما تعني هنا الإله الابن، حيث أن زاد ويزيد التي أمست عند الفرس (زاده) ومعناها الابن أو المولد والمغاربة ( زيادة أي ولادة). وهكذا حاك الرجل أحجية ساذجة، حيث نسب فيها السومرية إلى "اليزيدية" حصرا دون أن تتأثر بمحيطها المترع بثقافات متشابكة ومتراكبة، وسرد خلط مشوه ومقارنات مع السومرية واردة من مصادر عربية وآرامية وفارسية وتركية وكردية لا منطق يجمعها. كل ذلك كي يستنتج أن السومرية يزيدية محضة وليس الديانة اليزيدية عراقية مكثت منذ سومر)..
سأتناول هنا بالتوضيح والنقاش ما يخصني مما كتبه، قبل أن أتطرق إلى نهجه العنصري الشوفيني المكشوف في سلسلة مقالاته المعادية لمكونات المجتمع العراقي وتشويهه لتاريخها ودورها، ابتداءً من الشيوعيين، ومن ثم الكرد بمن فيهم الكورد الفيلين، رغم تبجحه ومناداته بمفهوم الأمة العراقية المطاطي الذي جعله قناعاً يخفى وراءه وجه كاتب عنصري مبرقع، إن انطلت حيلته على البعض فهي مكشوفة لنا بحكم متابعتنا لما يكتب..
فيما يتعلق بي شخصياً، سأكون شاكراً وممتناً له لو استطاع أن يثبت أنني كاتب قومي كردي، رغم اعتزازي بكافة مكونات شعبنا وبقية شعوب الكرة الأرضية، من خلال ما وردَ في كتاباتي، إن كان اعتمدَ، عليها ويضع النص المذكور أو النصوص التي استند لها في استنتاجه العبقري لقوميتي وكرديتي كما وردَ في متن كتابه، كي يفيدني ويفيد القراء بما ذهب إليه في وصفه لي.. لأنه ليس بيني وبين الرجل معرفة سابقة ولا حتى ثمة لقاء مباشر جمعنا بالصدفة.. ومن المحتمل وجود شيء آخر استند إليه في ذلك الوصف الذي ارفضه، وأقولها بكلمات مسموعة واضحة، وهذا ما يعرفه عني كتاب وقراء الحوار المتمدن الذين ارتبط معهم بعلاقات صداقة ومعرفة تمتد لعقود، بالإضافة إلى الكثير من الكتاب في الموقع ممن تربطني بهم علاقات فكرية وصداقة تجاوزت الوصف التي ذهب إليه الثويني وأزعجه.. سأختصر الطريق لأقول له:
لست منتمياً لأي تكوين عنصري أو قومي وأرفض هذه التسميات، وإن كان هناك انتماء عرقي أنسب إليه فأنا أنتمي إلى اللاانتماء.. وفي المجال الفكري حددت هويتي كماركسي مستقل.. لذلك أؤكد أن وصفك لي بالكردي والقومي ليس دقيقاً ولا يمت بصلة لطبيعتي وتكويني إن كان هذا يهمك ويشغل بالك..
النقطة الأخرى المهمة في الموضوع..
أنت لم تستند على نص سياسي لي في نقد الأحزاب وممارساتها بما فيها الأحزاب والحكومة الكردية التي يوصفه الأصدقاء المتابعين لكتاباتي بالحاد.. بل علقتَ على موضوع تاريخي/ ديني يخص تسمية الأيزيدية ومعناها في اللغة السومرية.. وهذا الاكتشاف لا يعود لي ولا ادعيه بل يعود لآثاري سوري معروف هو الدكتور الشيخ نابو، الذي أورده لأول مرة في كتابه الدكتور خليل جندي (نحو معرفة حقيقة الديانة الإيزيدية)، وإن كان لك باع لمناقشة الدكتور نابو في مجال تخصصه لتبين خطأ ما ذهب إليه فالساحة مفتوحة لك.. هذا الميدان .. فهات بضاعتك يا حميدان.. كما يقول المثل..
أما أن تنكر وجود واكتشاف معبد إيزيدا في العراق فهذا لعمري قمة الجهل إن كان للجهل قمة، وسأحيلك لمديرية الآثار العامة في العراق لكي تقترح لهم اسماً آخر لهذا المعبد المكتشف من عقود وتغيره حسب أهوائك طالما كنا في عصر التغيير والمتغيرات، وبإمكانك أن تقترح لهم ما تشاء من الأسماء لتشطب الاسم المكتشف الذي لا يروق لك.
علماً أن الكاتب/ القاضي زهير كاظم عبود قد أورد نقلا عن جورج حبيب النص التالي في كتابه.. (ويقول الباحث جورج حبيب أن اله مدينة بورسيبا الواقعة على الفرات كان يقوم فيها معبده الذي يسمى ( إيزيدا )، بينما كانت مدينة بابل تقع على الضفة المقابلة التي كان يعبد فيها الاله مردوخ وكان له فيها معبد يسمى إيساكيلا.
وأصبحت عبادة نابو منتشرة في بلاد آشور التي تشمل منطقة الشيخان والزابين والجزيرة، فأقيمت تماثيله في مزارات بنيت لهذا الغرض في نهاية القرن التاسع قبل الميلاد، وبلغت هذه العبادة على ما يبدو أوجها، فنجد أن لنابو هيكلا في كالح النمرود وهي لا تبعد عن لالش بأكثر من 70 كيلومتر. ( جورج حبيب – اليزيدية بقايا دين قديم – مطبعة المعارف بغداد 78 ).
الثانية ..
بقدر ما يتعلق الأمر بي في هذا المجال وما كتبته عن علاقة تاريخية بين الأيزيدية كدين عريق يمتد في جذوره للعصر السومري من خلال تلك المفردات البسيطة في المشتركات اللغوية والتركيبة الدينية الطبقية، التي قد أخطأ أو أصيب في اجتهادي الشخصي، ليست بداية كتابة في هذا الشأن فقد افرد الكاتب الراحل جورج حبيب في ثنايا كتابه المعنون (اليزيدية بقايا دين قديم) الذي منع من التداول في منتصف السبعينات، الكثير مما له علاقة بالموضوع الذي استفزك وبإمكانك العودة إليه ولغيره من الكتابات الحديثة بما فيها مؤلفات الآثاري السوري المعروف مرشد اليوسف.. لكن قل لي بربك كيف استنتجت من خلال نقلي لآراء تاريخية عن الأديان أنني قومي كردي؟!..
ما هي علاقة الدين والتاريخ السومري بالنزعة القومية والفكر القومي؟!!.. الذي ترافق مع نشوء الرأسمالية في قرون لاحقة بعد الميلاد، ولا تبتعد عنا أكثر من 600 عام..
هل أصبح البحث في شؤون الدين والتاريخ بالنسبة لك دليلا لكي تستنج من خلاله الأوصاف التي ألصقتها بي؟!!.. أرجو أن تدقق في هذا إن كنت مصراً على منحي تلك التسميات أو ابحث عن غيرها لتثبيت ودعم رأيك..
إن جوهر المشكلة لدى الدكتور ثويني تكمن في جذور عقله الباطن المستفز من.. ( ينسب القوميين الأكراد السومريين إلى عنصرهم دون سواهم، مستندين إلى ساذج النظرية العرقية).. ليس لسبب إلا لأنه يعتقدُ أن الأكراد ليسوا من سكنة هذه المنطقة بل نازحين إليها وبالتالي ليسوا بعراقيين أصلاً وليس لهم حقوق تاريخية فيه.. هنا فقط بالإمكان إسقاطهم من محتوى ومفهوم الأمة العراقية لدى الثويني كما سنبين لاحقاً..
لقد ورد فيما كتبه عن الكورد بالنص.. ( أكرادنا في العراق النازحين إليه في أزمنة متأخرة، وليس من أثر حفري مكتوب يثبت تواجدهم السابق) وفي ذات السياق يؤكد.. (ولم يظهر لنا بحث عن وجود لغة كردية بعينها في مدونات التاريخ)..
في الوقت الذي يشير ويتفاخر من منطلق عنصري.. ( لقد حدث أن ذابت بعض اللغات العراقية ببعضها، فالسومرية ذابت بالأكدية.. ثم البابلية والآشورية التي انخرطت في بوتقة الآرامية ومكثت حتى الفتح الإسلامي، ثم تهاجنت الآرامية مع العربية وذابت بها)..
هذا جوهر ما يريد الوصول إليه.. العربية والعربية وحدها هي خلاصة التاريخ والفكر والمكونات التي يعتمدها في مشروعه الفكري للأمة العراقية.. لا شيء في تاريخ العراق إلا من خلال النسب العربي والتواجد العربي.. والذين سبقوا العرب في الحضارة والتكوين من سريان وآشوريين وكلدان وغيرهم فقد انصهروا وذابوا في التكوين العروبي للعراق، واللغة العربية أصبحت هي اللسان الناطق للأمة العراقية ومن يدخل في هذا المفهوم عليه أن يتخلى عن تاريخه ولغته وثقافته الدينية لصالح العروبة والإسلام، لذلك يرفض أي علاقة تاريخية تقفز على هذه المعادلة العنصرية، وحينما يجد خيطاً يربط بين السومريين وغيرهم يشهر سيفه.. سيف أمته العراقية.. في وجهه.. ليس مهماً أن يصيب الخيط ليقطعه، أو يطال الرأس ليبتره ويفصله عن الجسد، كما حدثت مذابح ومجازر تاريخية بحق مكونات أبناء الأمة العراقية وينكرها الثويني حينما يقول:..
(نشير إلى العناصر المنفتحة في الإسلام قدرت سطوة الألسنة في ثابت الثقافات، ولم تجبر شعباً ارتضى الإسلام دينا أن يبدل لسانه).. إذن كيف ذابت تلك اللغات يا ثويني ؟!.. ما سر اختفاءها؟!..
ما سر تخوف الثويني من اكتشاف علاقة تاريخية ما للسومريين مع الإيزيديين وغيرهم؟!.. ولماذا وصفني بالقومي الكردي بالرغم من أن الموضوع ليس له علاقة بالسياسة لا من بعيد ولا من قريب..؟!
يقول الثويني:..
(ثمة إشكال بأن الكل يحاول قدر استطاعته حتى من خلال تزوير الأمور أن ينسب الجذر السومري لنفسه حصراً، بعيداً عن الانتماء العراقي المشترك.. وهذا حال حمى التنافس "القومي" فالكل يريد أن يدعي أسبقية وأفضلية وتمييز.... وهذه إشكالية.. في صلب الثقافة العراقية، يجدر بالنخب مراجعتها وأخذ المبادرة حيالها ودحضها بالمنطق، كي لا تترك لكل من هب ودب أن يجتهد وينسب العراق لنفسه متفرداً ساعياً في توظيفها بالابتزاز السياسي ..)..
سنرى ونكتشف في بقية الحلقات الكم الهائل من المفاهيم العنصرية التي تقبع في ذهنية الثويني من خلال ما كتبة عن الفيلين والشيوعيين الذين وجه لهم أوصاف ونعوت لا تليق وليست لها علاقة بالحوار والبحث العلمي.. أوصاف وتسميات، لو درجت في باب التحليل النفسي ستبين إنها ناتجة من منابع كره واحتقار، تدين كاتبها وتجعله متهماً بنشر الكراهية والحقد بين مكونات الأمة العراقية التي ينادي بها وتسقطه بالفعل في بوتقة العنصرية التي ينكرها ويدعي تجاوزها في مشروعه الفكري..
أنهُ يدعو للقبول بمفهوم.. "أمة عراقية" لشعوب ومكونات بلا حقوق..
لا تختلف عن المشروع العروبي/ الإسلامي في الجوهر، المفتقد للحرية وحقوق المواطنة منذ أكثر من 1500 سنة مضت..

صباح كنجي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام إبراهيم يُبدعُ مِنْ بَاطن الجحيم..!!
- سوريا معادلة ما قبل النهاية..
- مقدمة لكتاب خليل جندي الأيزيدية والامتحان الصعب..
- كريم أحمد في المسيرة من تاريخ لمذكرات ناقصة.. 2
- التلاشي في الزمن اللا مُجدي..
- هادي محمود يهينُ ماركس مُهادنة للدين!!
- الرعبُ الإسلامي.. فيديو يوثق اعتراف بالتخطيط للإجرام
- كريم أحمد في المسيرة من تاريخ لمذكرات ناقصة..
- الإسلام المُرعب.. تداعيات الموقف ونتائجه..
- حبيب تقي.. كثافة نصٍ يجمعُ بين جمالية اللغة والسخرية
- الإسلام المرعبُ.. والدعوة للإصلاح السياسي والاجتماعي في كردس ...
- الإسلام المُرعب وهشاشة الأوضاع في كردستان..
- الإسلام المرعب.. ديمقراطية بلا حرية!!
- وقفة تأمل.. تفضي لإعادة بناء.. من اجل تفعيل دور اليسار
- الإسلام المرعب في كردستان!!..
- سوريا .. الشعب الإرهابي وحكومة البعث الوديعة!
- ثالوث عفيفي رواية تحاكي العقل..
- نداء من الباحث نبيل فياض..
- مسار الدم المراق بين أرمينيا والعراق..
- ياسين ذكرى فراق من أجل لقاء في زمن الرعب والموت!..


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح كنجي - الثويني المبرقع يسوقُ بضاعة لا تنفع..