مصر غنية بثرواتها

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ أيام قليلة , قرأت خبرا أدهشنى وأحذننى وأدخلنى فى دائرة الأسى والحزن الشديدين , وأحسست بالمرارة والأحباط الى ما أل إليه حالنا جراء عصابة المفسدين الذين أحتلوا بلدنا سنوات طوال وأستباحوا ثروات مصر لحسابهم وحدهم , هذا الخبر عن وزيرة خارجية الآتحاد الآوربى كاترين أشتون والتى أعلنت فيه , وقالت : ( إن ثروات مصر تكفى لمساعدة ربع دول أوروبا وتضعها فى مقدمة الدول الغنية , وإن هذه الثروات كانت كفيلة بأن يصبح مواطنى مصر أغنياء وفى مصاف الدول الغنية ) .

رغم ما يحمله هذا التصريح من دلائل وأثباتات قوية على أن مصر بها من ثروات وخيرات ما يكفى لجعلنا أغنياء , وهذا فى حد ذاته يفرح قلب أى مصرى , لكن هناك إحساس بالمرارة والحزن على ضياع تلك الثروات عبر السنين على عصابة لا تعرف الرحمة والشفقة , لآنها حكمت مصر منذ مئات السنين على هذا المنوال من السرقة ونهب ثروات مصر , تنهب دون هوادة ولا رحمة فى هذا الشعب المسكين , هذه الثروات كانت كفيلة بأن تجعلنا أحسن حالا ويسرا من هذه الحياة التى يعانيها شعبنا على مدار سنين طويلة , وكأننا الآن فى باخرة تغرق بمن فيها ولا مجيب , وفى نفس الوقت كنت ترى وتشاهد أن هناك وأمام عيناك أناس ينعمون بالثروة , وأنت خالى الوفاض !!!

أنا أصدق وأجزم بأن تصريح السيدة كاترين التى تعلم كل العلم بأن خيرات مصر لاتقل عن خيرات وثروات أى دولة كبرى !!! . ولو كانت هذه الثرةات أستثمرت فى مكانها الطبيعى ومن أجل أسعاد وتقدم هذا شعبنا , أعتقد ما كان هذا هو حالنا الآن ونحن نتسول من صندوق النقد الدولى وغيره من الدول التى تعيش على دخل البترول , وما كنا فى هذا الوضع الحرج الذى يعتبر كعنق الزجاجة بالنسبة لنا , إما نكون أو لا نكون , وما ألت إليه ظروفنا العصيبة التى أوصلتنا فى دائرة الخناق بفعل فاعل , بل بفعل فاسدين وبيد أثيمة لا تعرف الشفقة والرحمة .

إن نهب ثروات مصر كان عملا مدبرا من عصابة الشر التى جرفت خيرات مصر عبر مئات السنين , منذ أسرة محمد على الى أن وصلنا الى اللامبارك الآثيم والذى كان يريد توريث مصر لآبنائه من بعده , ولو كان حكام مصر على مر السنين راعوا حرمة وشرف الوطن وراعوا ضمائرهم , ما وصانا الى هذا الحال !!! . وما كنا فى حاجة الى أستجداء غيرنا كى يمد يد العون لنا أو الى دولة تهددنا بقطع المعونة عنا , وما كنا فى حاجة الى أن أولادنا يهجرون الوطن للسفر الى بلاد الغربة كى يجدوا لهم فرصة للعمل , أو أن يظلوا لسن ما فوق الثلاثون عاما دون زواج !!.

والمشكلةالآن ليست فى كيفية أستغلال مواردنا بالطريقة المثلى التى تخرجنا من الآزمة وتنهض بالمجتمع المصرى , ولكن , أتضح أن المشكلة كانت أكبر من ذلك , ألا وهو أن الحكومات المنصرمة والمتعاقبة كانت أياديها غير شريفة وغير أمينة , لآن رب البيت كان غير أمين , فثروات مصر كانت لا تصل الى خازينة الدولة , بل كانت تصل الى جيوب عصابة المفسدين القابعين الان فى السجون مع رئيسهم الآكبر . إنهم كانوا يتلاعبون بمقدرات شعوبهم دون وازع دينى أوأ خلاقى , الى أن وصل أكثر من نصف شعبنا الى تحت مستوى الفقر , ونتيجة لتلك السلوكيات المشينة وصلنا الى الآبواب المسدودة .

مواردنا كثيرة فى الصحراء مناجم للحديد والفوسفات والمنجنيز ومناجم للذهب لم نعرف طريقها نحن عامة الشعب , ومناجم للفحم كل هذا كان يصدر للخارج ويأتى به فى جيوبهم وحساباتهم وخزائنهم , وما أكثر عوائد قناة السويس والسياحة بجميع مسمياتها والضرائب وشركات الآستثمار التابع للحكومة مثل الكهرباء والماء والطيران وغيره من الشركات التى تدر دخلا محترما للبلد ,
إننا كنا مغيبون عقليا , لآن مواردنا كانت تصب فى أماكن بعيدة عن خزينة الدولة , ولا يوجد رقيب ولا حسيب , ولو كان هناك من يحاسب هؤلاء , ما وصل حالنا الى ما هو عليه الآن من غربة فى الآوطان, وفقر وحرمان .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل