|
؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(1)
علي عبد داود الزكي
الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 20:40
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(1)
ان الدراسات العليا العراقية اليوم بحاجة الى وقفة تامل شجاعة يتم من خلالها التبصر بحقيقة الامر وواقع الحال العراقي وما نرجوه من مستقبل لبلدنا لكي يتم وضع اسس سليمة تنهض بالتعليم العالي فعلا لخدمة الاقتصاد المحلي العراقي وليس خلق بطالة مقنعة ذات كلفة كبيرة على ميزانية البلد. ان كلف ارسال البعثات الى الخارج يجب ان يكون وفق خطة تنموية واستراتيجية تهدف الى الحصول على خبرات علمية تكنولوجية عالية توظف بشكل صحيح لكي تدعم عملية النهوض بالتكنولوجيا العراقية وتنهض بالقطاع الصناعي والنفطي والخدمي والزراعي في العراق. لا وجود حقيقي لقاعدة تكنولوجية صناعية انتاجية في العراق لاستيعاب الكفاءات والخبرات العلمية والتقنية العراقية.كما ان التعليم العالي العراقي منذ سنوات وهي تخرج عشرات الاف من الطلبة لكي يحصلوا على الوظائف الحكومية وغالبيتهم يمثلون بطالة مقعنة ولا يتم الاستفادة من تعليمهم في دعم الاقتصاد العراقي. مما يلاحظ بعد سقوط صنم بغداد اصبح هناك سباق لنيل الشهادات الجامعية والشهادات العليا لغرض الحصول على الوظائف كبطالة مقنعة او لغرض الحصول على مكاسب وظيفية اكثر بدون تقديم خدمات افضل واكثر. كما ان الكثير من الانتهازيين اصبحوا اليوم يبحثوا عن الشهادات الجامعية لغرض ان تخدمهم وتسهل لهم عملية التسلق والحصول على المناصب. ان التقييم العلمي والبحث العلمي ضعيف جدا محليا لانه لا يخدم اقتصاد البلد وما لا يخدم الاقتصاد سيصعب تقييمه كما ان البحث العلمي ما دام لا يوجد له تطبيق ولا يخدم الصناعة المحلية فانه سيبقى ضعيف واشبه بالكذبة او الكلمات الرنانة التي يتم ترديدها هنا وهناك بدون فائدة. ان اي عضو في جسد الانسان لا يستخدمه سيضعف ويضمر تدريجيا ويصبح بلا فائدة ويفقد قدرته على انجاز وظيفته التي خلق لاجلها وهذا ما يمكن ان نصف به البحث العلمي والابداع في العراق اليوم. فان الابداع يتناقص ويقل تدريجيا ويكاد يكون معدوم ان انتفت الحاجة له وكما يقال الحاجة ام الاختراع وفي بلدنا اليوم لسنا بحاجة الى الاختراع فان ما يتم استيراده اقل كلفة واكثر جودة مما يمكن انتاجه محليا كما ان اي مشكلة وحاجة تكنولوجية لا يتم البحث عن حلها في مؤسسات البحث العلمي المحلي وذلك لضعف التكنولوجيا الصناعية وعادة ما يتم سد النقص والعوز باستيراد ما يحتاجه البلد من الخارج وهذا بدوره ادى الى حصول ضعف كبير في التقييم العلمي محليا. يجب اذن ان تكون هناك دراسات حقيقية لغرض وضع اسس صحيحة للنهوض باقتصاد البلد ووضع اسس وشروط تقييم صحيحة للبحث العلمي. ويجب ان لا تمنح براءة اختراع ولا تمنح جائزة علمية لاحد ما لم توظف انجازاته في خدمة اقتصاد البلد بشكل فعلي او يتم الاستفاد منها عالميا او يتم التعاقد عليها مع شركات عالمية. كما يجب تفعيل دور المؤسسات البحثية بالاتفاق والتعاون مع المؤسسات البحثية والعلمية والشركات الصناعية العالمية لغرض دعم البحث العلمي داخل العراق وجعله فعالا ومواكبا لما يجري في العالم ومؤسساته العلمية والصناعية. ان الناتج من الدراسات العليا العراقية عادة ما تكون الحصول على تدريسين اكاديمين فقط و يلاحظ هنا وهناك محليا الكثير من الكلام حول التكنولوجيا والدراسة والبحث المحلي بدون حاجة تطبيقية فعلية لذلك محليا. ان البلد اليوم بحاجة ماسة لتوفير فرص العمل في المؤسسات الانتاجية وخصوصا الصناعية والنفطية والزراعية لذا يجب الاهتمام بالتطبيقات الصناعية والتكنولوجية. كان العراق في زمن الطاغية المقبور يمتلك خبرات صناعية وتكنولوجية كبيرة في مؤسسة الطاقة الذرية وشركات التصنيع العسكري المنحلة ولكن للاسف بعد السقوط تم تحويل اغلب كوادر هذه المؤسسات الجبارة الى كادر اكاديمي في الجامعات العراقية واصبحوا اكاديمين فقط لا يعملون على دعم اقتصاد البلد بخبراتهم وامكانياتهم التكنولوجية. كما انهم اصبحوا غير قادرين على بناء مؤسسات تكنولوجية انتاجية في الجامعات العراقية لان الجامعات العراقية لا تمتلك امكانيات صناعية وانتاجية الا بحدود ضيقة جدا. لذلك لكي ينهض التعلمي العراقي ويساهم في دعم اقتصاد البلد يجب دعم الكفاءات العلمية في مؤسسات التكنولوجيا والصناعة العراقية ويفعل التعاون العلمي الجاد بين هذه المؤسسات مع التعليم العالي. يجب اعادة فتح مؤسسات التصنيع السابقة وتطويرها لخدمة الصناعة المحلية في انتاج السلع الاستهلاكية للاغراض المدنية وانتاج ما يمكن انتاجه من احتياجات الجيش والشرطة العراقية. يجب ان يتم دعم رواتب موظفي المؤسسات الانتاجية خصوصا الخبراء وحملة الشهادات العليا بما يفوق نظرائهم في مؤسسات التعليم العالي العراقي لكي لا يهرب الخبراء والتكنولوجيين من المؤسسات الصناعية ليبحثوا عن فرص عمل في التعليم العالي ، كما ان ذلك سيساهم في استقطاب حملة الشهادات العلمية العليا للعمل في هذه المؤسسات. ان التعليم العالي العراقي اليوم وصل حالة التخمة من حيث عدد منتسبيه ومع ذلك نرى البعض اليوم يتباكى على الخبرات العراقية التي هاجرت الى الخارج وهذا التباكي ما هو الا تباكي سياسي كاذب يراد منه الاساءة للعصر الديمقراطي الجديد والحقيقة هي ان العراق اليوم يمتلك من الشهادات العليا ما يمكنه من ادارة اكثر من ضعفي الجامعات العراقية الموجودة حاليا (باستثناء الكليات الطبية). بينما الجامعات العراقية عوزها الحقيقي يتركز في عدم توفر المستلزمات والاجهزة والمختبرات الحديثة. يتحدث البعض اليوم وكأن العراق معوق بدون الخبرات التي فضلت الهجرة على البقاء في العراق. بينما الحقيقة هي ان العراق بحاجة حقيقة الى قاعدة صناعية وتكنولوجية حديثة يتم من خلالها تطوير التعليم العالي العراقي وتوفير فرص عمل للخريجين في المجالات الانتاجية. وللاسف القاعدة الصناعية لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص لازالت هزيلة ولا تقوى على دعم اقتصاد البلد وتوفير فرص عمل حقيقية. ان تطور التعليم العالي لا يتم بزيادة حملة الشهادات العليا فيه حتى لو كانت هذه الشهادات من ارصن الجامعات العالمية وانما تطور التعليم العاليم محكوم بتطور القاعدة التكنولوجية في البلد. لذلك لكي يتم تطوير التعليم العالي والبحث العلمي يجب ان يكون هناك تطوير وتوسع في التكنولوجيا الصناعية والبحثية في الوزارات الانتاجية مثل الصناعة والمعادن والعلوم والتكنولوجيا والنفط والاتصالات وغيرها من الوزارات.
قلنا كلمات قد تكون حروفها بلا نقاط نتمنى ان يساهم الاخرين في وضع النقاط الذهبية على هذه الحروف لاغناء النقاش الهادف..
د.علي عبد داود الزكي
#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشرق الاوسط ؛؛والحرب الاقتصادية الخفية ؛؛
-
تركيا-قطر محور التغيير في الشرق الاوسط الجديد:؛؛ونهاية اقزام
...
-
فوضى خلاقة وعولمة ونهاية الاقزام:؛؛سقوط سوريا تمهيدا لانهيار
...
-
؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛: الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير (5)
-
؛؛عراق ام عراقان ام ثلاثة؛؛ المالكي والقرار الصعب؟!
-
؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)
-
مافيات التسلط الديمقراطي المتدكترة ؛؛ لن تنتهي الا بانتفاضة
...
-
؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(2
...
-
؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(1
...
-
؛؛لعنة استمرار رموز السوء بالتسلط ؛؛ تكسر مبدا التغيير وتجهض
...
-
؛؛لعنة استمرار رموز السوء بالتسلط ؛؛ تكسر مبدا التغيير وتجهض
...
-
أزمة الهوية الوطنية العراقية وجذور الطائفية ؛؛اسباب ونتائج؛؛
-
؛؛مجتمعاتنا الشرقية؛؛ هي مجتمعات الازمات المتواصلة
-
حلف ايران-امريكا نهاية مرحلة وبداية ؛؛للشرق الاوسط الجديد؛؛
-
؛؛كارثة كبرى تنتظر العراق ؛؛بسبب سوء توزيع الثروة النفطية
-
الشرق الاوسط على اعتاب ؛؛انتفاضة المراة لكسر قيود الشرق؛؛
-
؛؛قرار بمنح؛؛:قطعة ارض لكل عراقي ذو جنسية مزدوجة
-
؛؛انتفاضة الورد مستقلة 100%؛؛:ارعبت حكومة المالكي
-
21 مقترح ؛؛لتشكيل الحكومة؛؛
-
دعوة للمؤسسات الدينية لتوجيه الشعب للانتفاض؛؛
المزيد.....
-
ماذا دار في أول اتصال بين وزير دفاع أمريكا مع نظيره الإسرائي
...
-
ألمانيا تحتفل بالذكرى الـ 35 لسقوط جدار برلين بعرض فني في ال
...
-
وفا: ترامب يجري اتصالا مع الرئيس عباس ويؤكد أنه سيعمل من أجل
...
-
شاهد.. أكوام من السيارات المحطمة تعود إلى شوارع إسبانيا مع و
...
-
مصر ترحب باعتماد مشروعها لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من ال
...
-
-وول ستريت جورنال-: ماكرون استجدى ترامب للحصول على تنازلات ح
...
-
زاخاروفا: زيلينسكي مستعد للتضحية بمواطني أوكرانيا من أجل الح
...
-
تايوان تسعى إلى كسب ود إدارة ترامب القادمة
-
بالفيديو.. ظهور شاهقة مائية في نابل التونسية.. ما هي وما تفس
...
-
وزير الدفاع البولندي يعلق على خطط ترامب بشأن أوكرانيا
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|