أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - في ذكرى الربيع العراقي














المزيد.....

في ذكرى الربيع العراقي


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى الربيع العراقي
في غرة آذار مع أول خيوط فجر يوم ألجمعه, ومن ناحية الفهود النائية ,والتي تغفوا بأحضان هور الحمار, تنطلق نبرات متناغمة مع حفيف القصب والبردي لتخلق معزوفة تتراقص على الحانها كل ما ينبض بالحياة من حولها فتمتزج جميعا لتنشد أهزوجة الربيع العراقي, الذي أحال يبيس العشب وقصبه إلى نار مستعرة تحرق اقدام الطغاة والجبابره .
فتردده الحناجر والأفواه ,من سفوح ذي قار حتى ذرى جبال بنجوين من شمالنا الحبيب ,فتتهاوى القلاع والحصون والمرتكزات الامنيه والعسكريه, التي تمترس واستقوى بها النظام وأزلامه, في قمع أبناء شعبه. ويغدوا هذا الكم الهائل من هيلمان العظمة والجبروت, إلى هشيما تذروه الرياح, ويسقط الواحد تلوى الأخر, وما هي إلا ساعات الليل, لينبلج الصبح بطلعته البهية, التي أعادت البسمة على الشفاه الذابلة, وتوجت الوجوه الباهتة الواجمة بنضارتها واخضرارها الزاهر .
فمن حق المواطن العراقي ألان, ان يفتخر ويزهوا فرحا وطنبا ,لكونه أول من أشعل باكورة ما يسمى اليوم بالربيع العربي, كون العالم ومحيطنا العربي والإقليمي ,لم يعرف دكتاتورية بعنفوانها وقسوتها وجبروتها وظلمها ,كما عرفها الشعب العراقي, والذي لازال هذا الشعب وبعد عشر سنوات من الخلاص من نظامه الطاغوتي يئن من تلك الأوجاع والآلام التي تركها وخلفها له ذلك النظام البشع, ولازالت بقايا آثامه وجرائمه البشرية التي اقترفها بحق أبناء شعبه من المنتفضين الذين أذاقوه شر هزيمة وخذلان لازالت مقابرهم الجماعية التي تكتشف يوم بعد يوم, تحكي للأجيال والعالم مدى همجية ووحشية ذلك النظام.
ونحن إذ نستذكر هذه ألانتفاضه الخالدة من عمر عراقنا المثخن بالجراح, لكونها تقص لنا ملحمة تاريخية وصفحة منقوشة بنضال الشهداء الذين ارووا ارض الرافدين بدمائهم الزكية الطاهرة, فحري بنا ألمحافظه على سريرتها ونبلها وهويتها وطبيعتها وأهدافها, ونبعدها عن متناول الأيادي العابثة ,من محاولة تحريفها وتشويهها, أو مصادرتها لجهة دون أخرى, و نجنبها بعيدا عن براثن المتلاعبين والأدعياء ,من كتاب ووعاظ السلاطين, ومن المتاجرين بالقلم والضمير الذين يقلبون الحقائق والوقائع لصالح من يدفع .
ولكون ألانتفاضه لا زالت طريه, ولم تجف بعد قبور شهدائها ,ولا زال الكثير من الإحياء من رجالها الذين عايشوا دقائقها وتفاصيلها, فعليهم التذكير بمجرياتها وحقائقها ,حتى لا تختفي ويعلوها الصدئ والنسيان, أو ان تكون عرضة للتلاعب والتحريف والتزوير المغرض .
وحتى نكون منصفين لوقائعها واحداثها ,وان لا نكون من شهود الزور ومجافاة الحقيقة ,نقول وبملء فمنا ان انتفاضة شعب العراق لم تكن وليدة حزب مؤدلج, ولا حركة سياسية منظمه, او نتيجة لخطط وأفكار مطروحة مسبقا ,بل كانت نتيجة لتفاعلات عفويه تلقائية ,أفرزتها صراعات وتناقضات وظروف موضوعيه قاسية, عاشها أبناء الشعب العراقي, تحت نير القهر والاستبداد والطيش والعنجهية, من لدن سلطة جائرة باغية حمقاء .
لذا اشتركت بها كل اطياف وشرائح المجتمع العراقي ,بعربه واكراده وتركمانه, وبتنوع طوائفه وملله , وبتلون احزابه وحركاته السياسيه, ومن كل المتضررين الذين لحقهم الظلم والحيف والشرور من نظامهم البائد.
وازاء هذه الشموليه ,التي ميزت انتفاضة الشعب العراقي, والتي تبطل وتدحض, كافة الادعاءات الفارغه والواهيه التي حاولت مصادرتها وتجيرها ,لبعض الحركات والتيارات المتصدره للمشهد السياسي العراقي اليوم, والتي استثمرت قطاف هذه الانتفاضه لصالحها ,وصعدت على جماجم الاف الضحايا من ابنائها ورجالها النجباء.
ويبدوا إن هذا الأسلوب والنهج ,سليقة جبلة عليها هذه الحركات والتيارات الاسلاميه, في مصادرة نضال وجهاد الآخرين وتضحياتهم, للوصول وتسلق دفة الحكم والسلطة ,دون تعب وعناء ,وما الربيع العربي إلا صورة فاقعة مذهله لهذا الواقع المزري والمخجل, الذي أضحى بيد هذه الحكومات, التي اعتلت السلطة بغير وجه حق, في بلدان الربيع العربي ,حيث صعدت على ظهور وأكتاف الشباب العربي الناهض والحيوي والمنفتح ,على الدنيا وبهرجتها ليثور من اجل التحرر والانعتاق والخلاص من ظلم أنظمته الدكتاتورية, ليقع فريسة سهلة بيد أنظمة وحكام اشد ظلامية وسوادا وانغلاقا من أنظمتهم وحكامهم السابقون .
حمودي جمال الدين






#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملائكه هي من شاركت بالتصويت لصالح مصفحاتهم ...!!!!
- المساومات الرخيصه
- بازار المناصب...!!!
- ودّعْ البزون شحمه....!!!
- يخوطون بصف الاستكان.....!!!
- الاسلاميون وشرعنة الفساد
- تهيؤآت وهلوسات منتفض
- نكته امنيه
- الانتهازيه معول للهدم والتخريب
- امراض المعارضه متجذره في نفوس السلطه
- صدام خلافك..........إإإ
- الحيتان جاهزه لابتلاع قانون الاحزاب قبل نضوجه
- هل مقص الرقيب كان وراء حذف مقالي ...؟؟؟
- ظاهرة التفريخ والانشطار في الاحزاب والتكتلات السياسيه العراق ...
- ملينا الظلم ونريد حريه
- فصول من حكاية تتلاقح
- امام المتقين...لم نقتفيك لا طبيعة ولا تطبعا
- حقوق سجناء رفحاء امانة بأعناقكم فلا تبخسوها
- هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟
- نحن مواطنون من الدرجه الثالثه


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - في ذكرى الربيع العراقي