أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - صراع المصالح وإهمال العراق














المزيد.....

صراع المصالح وإهمال العراق


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تختلط المفاهيم في زمن الفوضى والاضطراب السياسي وتضيع معانيها ودلالاتها ويتداولها الناس دون معرفة كنهها ، فالنظام العراقي يعتبر من وجهة نظره هو ربيع الديمقراطية وواحتها الخضراء في وسط صحراء النظم العربية الفاقدة لمعاييرها وتقاليدها ؟ في حين يدرك المواطن العراقي تماما إن ديمقراطيتيه الجديدة بعد الاحتلال هي مشوهة وتقوم على أعمدة من الهشاشة ما يجعلها آيلة للسقوط عند إي امتحان أو أزمة تصادفها كما حصل في تجارب وأزمات السنوات العجاف الماضية لان تركيبة النظام السياسي تقوم على التقسيم والمحاصصة الطائفية المذهبية الضيقة وفشلت كل محاولات عبور مستنقع الأزمات الدائمة التي تتوالى عليه بين الحين والأخر ، فالديمقراطية التوافقية التي يحتكم إليها النظام جعلت منه أداة بيد قوى خارجية تتحكم فيه وفق أجندتها السياسية ومصالحها الاقتصادية من خلال مراكز (القوى ) التي تسيطر على مفاصل الحياة السياسية في العراق والتي سلبته حرية قراره الوطني المستقل ، ولذلك فالصراع المحموم على السلطة واختلاف الأجندات بين مكونات العملية السياسية ساهمت في إهمال العراق ، وإن المتتبع لأوضاع العراق الداخلية خلال السنوات التسعة المنصرمة تؤكد بما لا يقبل الشك إن الدول والقوى الخارجية ساهمت وما تزال تساهم بقوة أكبر في زيادة التوتر الداخلي بسبب تدخلها اليومي في الشأن العراقي ، وأن القوى المحلية العراقية الحاكمة من اجل ترسيخ نفوذها هي التي ساهمت وتساهم أيضاً في طلب ودعم هذا التدخل بصورة مباشرة أو غير مباشرة لتعزيز مواقعها أضحت هي محور مشكلات الملف العراقي برمته وهي نفسها تعارض وتعرقل الجهود الهادفة إلى الشروع الجاد في عمليات الإصلاح السياسي وتعديل الدستور بعيدا عن التفرد والتحزب ، والأزمة التي يعيشها النظام العراقي هي أزمة بنيوية عميقة وواسعة وهي إفرازات لعملية سياسية مشوهة تسود الوضع السياسي والقانون الانتخابي والياته بل أزاح كل المحاولات للاندماج المجتمعي وإشراك الجميع وتعبئتهم وتفعيل دورهم السياسي لإشعارهم أن لهم دورا فاعلا في بناء العراق والتجدد في إصلاحه السياسي والاقتصادي من خلال المشاركة النشطة ، ومن هنا نقول للذين يلتمسون الحلول من إيران أو غيرها والاستقواء بهم للحصول على مكاسب وامتيازات شخصية أو حزبية أو جبهوية عليهم إن يعوا أن هذا الطريق مزروع بالألغام والمخاطر ولن يوصلهم إلى مبتغاهم ( الوطني) والطريق الأسلم والأقصر هو المشاركة مع الآخرين على عبور الوضع القائم والانتقال بخطوات متقدمة من التعاون والاتفاق والانفتاح لإخراج البلاد من دوامة مشكلاتها المتفاقمة والبدء بإعادة البناء الذي ينتظره الشعب لإخراجه من دائرة معاناته المزمنة وينبغي على السياسيين الاحتكام إلى القانون لإقرار حقوقهم إذا ما اعتقد البعض منهم هناك تجاوز عليها دون اللجوء إلى طلب مساعدة الأجنبي أو استخدام أساليب التهديد والوعيد لان ذلك يزيد من تعاظم الأزمة وابتعاد حلها ويوقع الشعب في دائرة التساؤل والتشكيك في قدرات السياسيين على حل مشكلاتهم بأنفسهم ويؤشر ضعفهم إزاء مصالحهم وتغليبها على مصالح الشعب الحيوية ويعطي اليقين والبرهان على إن الديمقراطية في العراق لازالت لم تجد الأرضية الموائمة في ذاتهم وثقافتها لم تلمس فكرهم وان العملية السياسية يشوبها عدم وضوح الرؤية ونضوج الأهداف الوطنية لديهم وان معاني وإبعاد التغيير لم تتوضح عندهم وتداخلت وتشابكت المصالح لديهم ولم يعد يتبينوا أين تقف مصالحهم وعما إذا كانت مشروعة أم لا ومدى توافقها مع مصالح الشعب، كما إن العملية السياسية برمتها لا يمكن إصلاحها ما لم تتحرر من مظاهر المحاصصة والطائفية اللتين عطلتا مسيرة العمل السياسي نحو وجهته الصحيحة ، والسياسيون الذين يعلنون إدانتهم ومقتهم لها عليهم ترجمته إلى واقع ملموس من خلال الممارسة الفعلية بالتصدي إلى نتائج ممارستها من فساد مالي وأداري واسع وعميق وتسريع خطوات العمل باتجاه التغيير الحقيقي للواقع السياسي برمته لوضع حد للازمات التي يمر بها وإعلاء شأن الهوية الوطنية العراقية ، فالصراع السياسي وصل إلى شاشات التلفاز كما نراه يوميا بالمقابل يعاني شعبنا من ابسط حقوقه الإنسانية في ظل وجود اكبر ميزانية سنوية للعام الحالي 2012وأن نسبة 18% منها المخصصة للبناء والأعمار بوجود الفساد المستشري تبقى الحقوق منقوصة وإهمال متعمد باتجاه البناء والأعمار ؟ لكن الذي يحدث هو بسبب هشاشة العملية السياسية والتدخل الخارجي في العراق ، العراق أصبح اليوم مشكلة معقدة بسبب صراع المصالح والنفوذ وان ساسة مكونات العملية السياسية لا يخشون من التأريخ الوطني؟ وهل صحيح أن يبقى البعض في عالم ( بين بين) حيث الحيرة والتردد ؟ لذلك ينبغي إلى معالجة كل المشاكل العالقة في المشهد السياسي العراقي وخلاف ذلك فأن الأوضاع ستتعقد أكثر ومن جانب آخر في حالة عدم مشاركة القوى الوطنية النزيهة غير المشاركة في السلطة ومنظمات المجتمع المدني والإعلام الحر فسيكون حال ( الملتقى الوطني ) المقترح عقده أشبه بالمريض المحتضر وبالتالي فالصراع الحالي بين مكونات العملية السياسية سيبقى مستمرا لأنه بالأساس صراع على المصالح لا صراع على المبادئ والمشاريع الوطنية صراع على السلطة والأموال والنفوذ وصراع ضد مصالح الشعب العراقي وضد مستقبله



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهه نظر في الإعلام السياسي الحكومي
- توقعات فلكية للمسرح السياسي العراقي
- هل القفز على الحقائق خيار وطني
- هاكم بعض مزايدات مسرح العراق الجديد
- إلى السادة الأفاضل في التحالف الوطني
- حقوق الانسان العراقي وديمقراطية التحالف الوطني!
- للشهيد المهدي يوم اغتيالكم تاريخ لاينسى
- للشهيد المهدي يوم اغتيالكم تاريخ لا ينسى
- ميناء مبارك وتقرير لجنة الخبراء
- الرد التركي على مذكرة الاحتجاج العراقية
- لكي لا ننسى00 تقرير بيكر هاملتون مثال
- عندما يُفقد الحياء
- الشراكة الوطنية.. ومعاناة المواطن
- الشرقية وبرامجها الرمضانية الهادفة
- افعواني التمديد..لنركب سفينة العراق قبل طوفان التقسيم
- السلوك السياسي الحاكم بين الادعاء والواقع
- كلا كلا للفساد نعم نعم للفساد
- معاناة الروتين الى متى ؟
- الارقام الغير مرغوب تداولها
- رسالة من برلمان الفقراء إلى البرلمان الحكومي


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - صراع المصالح وإهمال العراق