أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - خارطة العالم والوعي المأزوم














المزيد.....

خارطة العالم والوعي المأزوم


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


لربما هناك ظلال مأسوية في المشهد,عندما نريد أن نسجل هواجس اللاوعي المأزوم بالأحداث والتناقضات بتفاعلاتها.ففي المجتمعات القديمة حيث لم تكن علاقات الإنتاج ولا الأفكار متبلورة,وان قدرة الإدراك لدى الأغلبية متدنية,تلعب الأساطير والتنبؤات والأحلام دورا هاما في جعل الشرائع ملائمة لرغبات المتسلط سواء كان ملكا أو كاهنا ووفقا لتقنيات السياسة البدائية, لتبدو محمية بمشيئة الرب. إن العلوم الحديثة مكنت الإنسان من التعرف ودراسة الكثير من الظواهر بدقة عالية وتبعا لذلك أمكن للإنسان أن يلقي نظرة وبشيء فيه الكثير من التفصيل على مشاهد للأرض وهي تسبح في هذا الكون الشاسع وأصبحت خارطة الأرض غير منفصلة عن هذا الكيان اللامتناهي وأساس للمخيال الواعي لبيئته,إلا أننا نجد في الجانب الأخر الغالبية في مجتمعاتنا لا تزال تعيش التصور الميثولوجي لخارطة العالم وليس الكون, واجد هنا أن فلسفة الزهد بالدنيا قد مارست تأثيرها ,والتي يتفاعل معها معظم المؤمنين بالغيبيات مما أدى إلى إبعادهم عن سلم المعرفة والتطور.على هذا الكوكب تعيش كائنات بشرية وأخرى غير بشرية ,وكل كائن يحس ويلمس وينظر لكن ميزة الإنسان على هذه الكائنات هي الكتابة والقراءة,وهذا ما يمكنه من توسيع أفق التفكير لصالح تنظيم المجتمعات البشرية الواعية لتحدياتها,إلا أننا من الصعوبة بمكان أن نتلمس مثل هذا التصور قي مجتمعاتنا التقليدية وهذا يعزى إلى أن الفاعلين الأساسيين في الساحة الاجتماعية ينطلقون من تصور متخلف إلى خارطة العالم الجيوسياسية,وتمثل شكلا يتناغم مع برمجياتهم المسبقة والمقدرة سلفا ,والتي تناسب مصالحهم الفئوية الضيقة والتي تتبلور في مقاومة التجدد باعتبار أن الدنيا متاع الآخرة.وفي هذا السياق نجد أن هناك هوة بين الحدث التاريخي والحدث الأسطوري,هناك ثمة مساحة يجري فيها باستمرار تقدير خاطئ وكثيرا ما تحدث محاولات يقزم فيها الواقع العيني لصالح الأسطوري وبالتالي تكون الرؤية مضببة ومشوهة ,ويشارك الإنسان من خلالها رؤية الكائنات البدائية, فإما أن يكون الأخر عدوا أو فريسة, وهنا يختفي المضمون وتتهاوى القواعد التي من خلالها يمكن رسم صورة تاريخية ومعاصرة وفاعلة إنسانيا.وفي هذا الإطار نلاحظ أن اخذ الشيء على ما هو عليه يمكن القوى اللازمانية من الظهور والتجلي معتمدة على جوهر الأحداث باعتبار أن الخلق والإبداع وإضفاء القيمة هي ليست مهام إنسانية, بل هناك من هو موكل بها وتعلق الآمال على قناعته والمستقبل ليس ماثلا إلا كونه توقع فحسب, وكأن معرفة العالم بالعقل هي أخر ميزات الذهن ,وان لفت الأنظار إلى الحقيقة لا ينتمي بوضوح إلى التجربة العادية للإنسان,ورغم كل ذلك فالواقع في تدفق كامل ولا يتعرض إلى التغيير فحسب بل يسير وفق قانون الارتباط ألسببي, وان أي لحظة ستكون سببا للتي تليها,أما الطرق التي تشدد على العيش في الماضي لعلها تنتظر غزو المجموعات الشمسية الأخرى,إن العيش في الحاضر وتطلعات المستقبل تمكننا من الحصول على نظرة قريبة للأخطار الكامنة عبر صياغات حديثة مرتبطة بشكل أوثق بحاجات الإنسان وذلك بتسخير الاستبصارات المختلفة لعظمة الإنسانية, وهي العيش بصورة جيدة على الصعيد العملي والروحي.ومن الجلي أن الحكم على أي نظام أخلاقي يتمثل بالمشكلات الاجتماعية فبازديادها يتهاوى النظام ويصبح بعيدا عن رعاية الحياة الشخصية للأفراد وبالتالي أكثر بعدا عن المعرفة,والمعرفة تمكن الإنسان من تنظيم حياته,وفساد الشخصية الخاصة لا يبقى خاصا وإنما يؤثر في المجموعة البشرية بأسرها, وعندما تمزق الهموم والقلق شخصا ما أو تقهر عواطفه لا يمكن أن يتخذ قرارات عادلة,وإذا كان اللاعقلاني هو الذي يحمل الدلالة فان حظوظنا في العثور على ملك رحيم تبدو سراب,وهنا تكمن حيرة البحث عن خلاص.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شالا وغليوني.......إشكالات الكتابة
- المحذوف والممنوع قراءة في سوسيولوجيا التاريخ
- لوزميات أبي العلاء وسيف المتنبي
- الكتابة.......عندما يكون الكون صامتا كالشاهين
- اللغة من الصمت إلى الموسيقى
- العبقرية وإبداعات الكتابة
- المثقفون وفلسفة الماء
- الخطاب الابداعي وثقافة التوجس
- القناع
- سلطة الثقافة وثقافة السلطة.....غياب الفهم يساوي غياب المعنى
- الوجودية الثقافية... والوعي التاريخي
- في نقد النقد
- العلمنة والخطاب الجمالي
- التشكيل........وتداعيات الوعي داخل بنية النص...!
- اللوحة..........بين تجنيس المعنى وتفكيك الوهم
- الحداثة بين تجليات النص وفوضى السياق
- فن الحضارة وحضارة الفن بين الاصالة والمعاصرة...قراءة ابستميو ...
- ثنائية اللغة بين الموروث والمعاصرة
- خطاب الاصالة بين الموروث والمعاصرة جدلية يجب ان تنتهي
- الانسان المعاصر بين القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - خارطة العالم والوعي المأزوم