أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - صادقون مع شعبهم ..صادقون مع أنفسهم!














المزيد.....

صادقون مع شعبهم ..صادقون مع أنفسهم!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت الأستاذة الشاعرة والكاتبة بلقيس حميد حسن مقالا مؤثّرا عن سادة النزاهة في العراق..وأستاذتنا العزيزة لم تجانب الحقيقة أبدا بالرغم وجود حالات استثنائيّة إعترضت مسيرتهم بين الحين والآخر كما يحدث دائما وفي كل الحركات السياسيّة عريضة التنظيم والتي تعرّضت لاضطهاد متواصل لمدّة طويلة من الزمن
وأنا أستميح القارئ الكريم في أن أسترسل قليلا في بعض جوانب الإخلاص والنزاهة التي تمتّع بها كثير من الشيوعيين منذ أن سمعنا بهم في أول عهدنا بالشأن العام ..
سمعت أحد العراقيين يتحدّث عنهم في إذاعة (BBC )في الأيام الأولى بعد الإحتلال عام 2003 وكان من أبناء الديانة الموسويّة( اليهود) قال: كنت ـ هو ـ قد انتميت للحزب الشيوعي العراقي حديثا وفي يوم من الأيام كان الإجتماع ثقافيا ولم يكن استعدادي جيدا وربما استهنت قليلا بالحاضرين بسبب أن أغلبهم من أرباب الحرف البسيطة وظننت أنني أوسع منهم معرفة ( لأنه كان خرّيج إعداديّة)حتّى سأل مسؤول الخليّة سؤالا موجّها لي فأجبت بإيجاز وسذاجة وهنا إنبرى أحد الرفاق وكان إسكافيا ما زالت أحدى أصابعه المتورّمة ماثلة أمامي ليجيب إجابةً وافية ومفصّلة إستغرقت حوالي خمسة دقائق كاملة إستشهد فيها ببعض المصادر والكراريس والمنشورات الحزبيّة فدّهشتُ دهشةً كبيرة كان من شأنها أن تجعلني لا أحضر إجتماعا إلاّ وقد حضّرتُ له تحضيرا عميقا
هؤلاء كانوا هم الشيوعين وكانوا يتلقّون أعظم الدروس في مدرستهم تلك التي لم تكن سوى معهدا ثقافيا وسياسيا ومدرسة للشعب
إنني وشأني شأن كثير من الناس من أبناء شعبنا قد لا نتّفق مع بعض سياسات الحزب وقد تكون لنا وجهات نظر مختلفة وأظنّ أن عددا من أعضاءه كذلك أيضا ولكننا نحترم جدا الجهود التي بذلوها في سبيل تربية مساحة عريضة من أبناء شعبنا ثقافيا وسياسيا وأخلاقيا ولا سيما في أمر النزاهة والحرص على التحلّي بمثل ومبادئ راسخة وثابتة وأنهم عندما يُكلّفون بمهام وطنيّة فإنهم يؤدّونها بإخلاص وتفاني لا مثيل له.
ومن ناحية أخرى فإن سياسة الحزب دائما تصحبها برامج تثقيفيّة مفصّلة يُلزم الكادر الحزبي برمّته بدراستها على مدى فصل كامل هذا عدا البرنامج الثقافي الذي يضعه عدد من أعلى الكوادر المركزيّة ولهذا لا تجد عضوا خارج التنظيم أو داخله إلاّ ويتحدّث وفق منهاج ورأي الحزب أمّا رأيه الشخصي فيحتفظ به لنفسه أو يطرحه داخل التنظيم لكي يتيح الفرصة لمناقشته أو رفعه للمستويات الأعلى
كل هذه الدقّة في التنظيم جعلت من كوادره يشعرون أن هناك حزب بأكمله يتابعهم ويتابع آراءهم وأقوالهم وأنهم لا ينفلتون في الغالب للتصريح بآراء كيفما اتّفق .
كم تمنّيت الآن لو اتّبعت كل الأحزاب السياسيّة الحاليّة هذا الأسلوب في التنظيم والتثقيف حيث يتم تثقيف جميع الكوادر بكل ما هو مطروح على الساحة السياسيّة وكذلك بالشعارات الوطنيّة والتي تتطلبها المرحلة الوطنيّة .
إنهم يتعلمون أن العمل السياسي ليس لعبة أو مغامرة بل هو مسؤوليّة وله قواعد وأسس كما أن للسياسة علوم وعلوم أخرى مرتبطة معها كالإقتصاد السياسي والفكر الفلسفي كمنج للتفكير السليم ولهذا فكلما مضى على الأعضاء فترة أطول كلما تجانس أعضاء الحزب تنظيميا وثقافيا وأخلاقيا.
وبالرغم من أن معظم الشيوعيين لا يعتبرون أنفسهم معنيين بالإيمان ولا أقول جميعهم لأنني عرفت منهم من كان مؤمنا أو قوميا لا يفرّط بدينه أو قوميّته رغم ماركسيّته أقول رغم ذلك فإن الغالبيّة منهم يتمتّعون بأخلاق عالية وعفّة وتجرّد ويتحلّون بأعلى أشكال (النزاهة) والإخلاص ولا أقول كلّهم لأن ظروف العمل السرّي تُفرز حالات شاذ ّة.
حتّى أولئك الذين تركوا التنظيم أو بدّلوا أفكارهم أو مبادئهم فلقد تجد بينهم كثيرٌ ممن احتفظوا بتلك الدروس الأساسيّة التي تلقّوها عند ارتباطهم بالحزب الشيوعي ، وبذلك أسدى الحزب خدمة كبيرة للحركة الوطنيّة وأصبح مدرسةً بالغة التأثير في الوسط الجماهيري وكم حاولت قوى كثيرة أن تتماهى مع أسلوب الحزب سواءً في العمل السياسي أو الثقافي فضلا عن العلاقات الرفاقيّة التي تفوق علاقات رفقة السلاح إخلاصا ووفاءً .
ونحن اليوم أحوج ما نكون لكي نسترجع تلك الدروس التي جعلت من أبناء أكثر طبقات الشعب حرمانا يتقدّمون إجتماعيا على سواهم ثقافيا وسياسيا ويحوزون على ثقة الشعب وكم خرج علينا من بين تلك الحشود المحرومة رجال ونساءُ تقدّموا الصفوف وأصبحوا قادةً مخلصين أوفياء جديرين جدا بالمواقع التي شغلوها وباحترام شعبهم لهم
نعم ست بلقيس ، إن ما قلته هو عين الصواب ولكننا نحتاج وبشكل ملحّ أن تقتبس حركتنا الوطنيّة تلك الدروس وتلك الجهود وتطبقها بإبداع في كل فصيل وطني مهما كانت رؤيته السياسيّة لأنها هي نفسها مبادئ الوطنيّة التي يجب أن يرضعها كل مواطن عراقي وهي المنهج الذي يستطيع وحده أن يُخرجنا من التناحر والأنانيّة إلى المحبّة ونكران الذات ..فقد حان الوقت لبناء المواطن والوطن وتنزيهه من حب الذات والأنانيّة وبذر الكراهية ولنا في تراث وطننا الغالي عناصر كثيرة يمكن الرجوع إليها لنستلهم الدروس البليغة.
أشكرك يا سيّدة النزاهة يا شاعرتنا وكاتبتنا الرائعة.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة ماركس أم الفلسفة الماركسيّة ؟!
- عندما نقف أمام عمل تشكيلي..!
- تعضيدا لنداء الدكتور كاظم حبيب والأستاذ الدكتور إحسان فتحي . ...
- زائرٌ من المستقبل..!
- التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!
- إلى أنظار السادة المسؤولين عن موقع الحوار المتمدن الأفاضل!
- مهدي محمد علي.. شاعرٌ وليس كاتبُ جنّة البستان فقط !
- من هو الشاعر ؟
- مثقفون و مثقفون..!
- رسائل ..
- المنطق الجدلي والنظريّة الفلسفيّة..!
- تعقيبا على مقال لا أغلبيّة في العراق!
- حول بابل ومسار التاريخ ومقال الأستاذ وليد مهدي !
- النمو الحضري بين النظريات والدوافع..!
- عودة إلى الهزّات الأرضيّة !
- لمحات وتأملات مع مقال الأستاذ وليد مهدي في البحث عن ملكوت ال ...
- مهدي محمد علي..توأم روحي!
- هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟
- تحكيم المباني ضد الزلازل من الجوانب التصميميّة !
- من سمات القيادة المقتدرة!


المزيد.....




- العاهل السعودي يهنئ بحلول عيد الأضحى ويدعو للحجاج
- المدعي العام الإسرائيلي ترفض رفع سن الإعفاء من الخدمة العسكر ...
- بأمر قضائي.. وقف تحقيقات - إخفاق 7 أكتوبر- في إسرائيل
- لماذا فر 800 شخص من قرية مشمسة في البحر الأبيض المتوسط ؟
- رئيسة سويسرا تدعو إلى إطلاق سراح جميع أسرى الصراع في أوكراني ...
- القناة 13 العبرية : نتنياهو هاجم الجيش الإسرائيلي
- 40 ألف مصل يؤدون صلاة العيد في الأقصى
- -أنا لست معاديا للسامية ولكن..- تصريح للوكاشينكو يثير غضب إس ...
- مؤتمر سويسرا الخاص بأوكرانيا يدعو إلى السلامة النووية
- بقرار جمهوري.. الإفراج عن آلاف النزلاء في مصر بمناسبة عيد ال ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - صادقون مع شعبهم ..صادقون مع أنفسهم!