أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الحياة الجديدة حياة الحرية














المزيد.....

الحياة الجديدة حياة الحرية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 13:06
المحور: سيرة ذاتية
    


الحياة الجديدة حياة الحرية
نقلت للعيش في بيت العبايجي, مع انعام وناهدة وزجها حسين الكمر واخيهما توفيق الذي كان يستعد للزواج من رفيقة من بيت الحكيم. انسجمت معهم مباشرة وعشنا بوئام . واطلقت اختهم الكبيرة علي حمامة السلام . فوجودي خفف كل التناقضات الطبيعية بين اختين متقاربتين في العمر. وبعد اسبوع بحثت عن عمل . وحسب توجيهات الحزب قابلت مدير مصرف الرافدين الفنان العراقي الكبير محمود صبري. وفي تلك المقابلة توطدت بيننا علاقات حميمية لا زلت اشعر بدفئها رغم ندرة لقاءاتنا وتباعدها. وكان اخرها صيف 1993 مع زكي خيري واستقبلنا بحرارة اللقاء العراقي قائلا , اليوم حضر العراق الي!!
اجمل عبارة سمعتها !!
قبل تعييني راسا وبدأت الدوام في منتصف ايلول 1958 . وقدمت كذلك لاكمال دراستي في كلية التجارة والاقتصاد. وجرى تنسيبي للعمل في منظمة الكرادة للحزب . ولم اشأ العودة الى الكلية الطبية لانني قررت ان اخدم قضية شعبي والانسانية عن طريق النضال السياسي الذي يحرر الجميع بدون تمييز.
ساهمت بكل النشاطات الحزبية التنظيمية والجماهيرية ونشاطات رابطة المرأة العراقية وحركة السلام العراقية كما انخرطت بالمقاومة الشعبية وتدربت على استخدام السلاح واطلقت خمسة عشر طلقة لتعلم دقة التصويب. كما تعلمنا كيفية تنظيف السلاح وتركيب خزان الكلاشنكوف. وتناوبت الحراسة الليلية للمناطق الحساسة من بغداد و كنا نطير فرحا وسعادة الى حيث يتطلب وجودنا.
شغلتني كل هذه الاحداث والمظاهرات والاحتفالات عن التفكير بامي . ولم ارها الا بعد شهرين وقد كانت في انتظاري بعد الدوام في باب مصرف الرافدين . والان وانا اتصور ذلك اللقاء!! ويا للعجب !! اين تلك العواطف الجياشة ازاء امي !! كنت اشعر في طفولتي بان الحياة مستحيلة بدونها وفي فترة السجن كانت تنور حياتي وتبهجها. لماذا لم اهرع اليها واحتضنها واطلب عفوها ومغفرتها , دون ان اتخلى عن قراري وهي تقدر!!
وقفت امامها بدون كلام. فقالت , ها يا ابنتي اهذا جزائي!! اجبتها , ولا اعلم من اين لي كل تلك القسوة , امي تعرفين تمسكي بمبادئي وبالحزب وانا الان موظفة تعالي عيشي معي في البيت الذي اسكن فيه, قالت وكيف اترك ابن عمتك الذي رعانا كل هذه المدة!! اجبتها , انت تعرفين رأيي به!!
امي انسانة تحترم نفسها . فلم تتوسل ولم تذرف دمعة! ومع ذلك استخدمت اخر وسيلة والالم يعتصرها, سادخل المستشفى لاجراء عملية للكلى , قلت ,سازورك في المستشفى.
تركتني ولم ارها منذ ذلك اليوم. وصورتها تراودني وتعذيب الضمير يعتصر قلبي . وفشلت كل محاولاتي اللاحقة التي شجعني زكي خيري عليها لانه كان بدوره يشعر بتأنيب الضمير ازائها, فقد كان يلتقيها في سجن نقرة السلمان وسجن الكوت وبعقوبة وهي تزور اخي او زوج اختي وبقيت تزوره حتى بعد ان انهى اخي فترة حكمه وتسفيره مكبلا الى اسرائيل . وكم نقلت من رسائل ومساعدات وساهمت في مظاهرات عوائل السجناء السياسيين احتجاجا على سوء معاملة الحكومة لهم. وعندما حرموها مني , زارت مقر اتحاد الشعب في باب الشيخ والتقت بزكي خيري , قالت له, كيف تحرموني من ابنتي !! ولم يستطع حتى نوري السعيد ان يحرمني منها!! اين ابنتي !!‍‍ قال لها متهربا ,انا لااعرف شيئا عنها!! اجابته بلهجة عتاب مرة, زكي انت لا تعرف اين هي!!
فشلت كل محاولاتي لدعوتها للعيش معي في براغ بموافقة وترحيب من زكي خيري عام 1979 وفشلت حتى في لقائها في لندن عندما ذهبت بدعوة من لجنة الدفاع عن الشعب العراقي عام 1982, وبقيت خمسة عشر يوما في بيت اختي كلير التي لها علاقات وطيدة بالمنظمة فضلا عن علاقتها الوثيقة بالتنظيم الحزبي. وخدماتها لكل الاحزاب الشيوعية العربية المتواجدة على الساحة البريطانية اذ لديها دار طباعة ونشر.كانت امي تزورها بين حين واخر, فامي لم تغادر العراق الى اسرائيل الا بعد ان اجبر كل ما تبقى من يهود العراق على المغادرة بعد حرب حزيران 1967 . لاسيما وقد اخبرها خالي الذي لم يتحمل العيش في اسرائيل وغادرها للعيش في ايران بما تم اثناء سفري الى الاتحاد السوفيتي. فهي لا تحب اسرائيل وبقيت تتنقل بين باريس عند اخي زهير لمدة ستة اشهر وهي المدة التي يسمح بها ثم العودة لاسرائيل لتعاود السفر الى لندن لستة اشهر عند كلير او حبيبة . وصادف تسفيرها الى اسرائيل في فترة وجودي في لندن. كم ذرفت هي وكم ذرفت من الدموع ولا زلت اذرف من الدموع لعدم تمكني من تحقيق امنيتها وامنيتي باللقاء . وابلغتني خالتي دوريس واختي امل اللتان حضرتا وفاتها باخر كلماتها, ابلغوا سعيدة انني اغفر لها , فقلب الام كبير!!



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الرابع ثورة 14/تموز/1958 ابهج احداث حياتي
- حواري الداخلي
- من افضع جرائم النظام الملكي المجازر ضد السجناء السياسيين
- انهيت عقوبة الابعاد الى سجن البصرة بثلاث شهور
- تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرمان ...
- تنظيم حياتنا السجنية
- الفصل الثالث عشر سنوات السجن في سجن بغداد المركزي
- الفصل الثالث عشرسنوات في سجن النساء المركزي في بغداد
- 4- الاعتقال والحكم المؤبد
- مساهمتي في وثبة كانون / 1948
- الفصل الثاني الانعطاف الحاسم
- 2- بوادر الوعي الوطني
- الفصل الاول من رحلة حياة البدايات
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتضحيات
- رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية
- تجتاز البشرية مرحلة المطالبة بالحرية الى مرحلة صنعها
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتصحيات
- يحق للفلسطينين التمتع باول منجوات عصر التحرر لانهم اغنوا تار ...
- الانتفاضات والاعتصامات المعاصرة ميادين اعداد الاجيال الصاعدة
- دماء الشهداء تؤجج الحراك الجماهيري وتطور اهدافه


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الحياة الجديدة حياة الحرية