البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتصحيات

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 13:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتضحيات
يصعب مواكبة التحولات العالمية الجارية بسرعة فائقة وصياغة متطلباتها وتوقع نتائجها . فكل شيئ يجري بشكل جديد ومبهر وغير مألوف ولا متوقع حتى بالنسبة للطلائع المعاصرة التي تتميز بسرعة استيعابها للجديد والاستجابة لمتطلباته . حيث يتسارع انهيار القطب الاكبر للراسمالية اقتصاديا وسياسيا ويعجز النظام ككل عن ايجاد الحلول ولم يجرأ اي من الاقطاب الراسمالية الاخرى على المزاحمة لشغل مركز الزعامة. وتزحف كل المنظمات السياسية والاجتماعية السائدة وراء الاحداث ولا تعلم افاق الطموح الانساني الجديدة ومتطلباتها وشعاراتها . في حين تبتكر الجماهير في كل يوم بل في كل لحظة مطلب جديد وتستخدم اسلوب كفاحي جديد فضلا عن ابتكار اسلوب في الحياة وادارتها وتحقيق مستلزماتها الجديدة وتتطور معها فكريا وسايكولوجيا بل وفزيولوجيا حيث تستجيب المتطلبات الفزيولوجية لظروف الكفاح وتحكم الطموحات , فتهذب وتنظم المتطلبات الفزيولوجية التي سبق ان نظمتها ورسختها بالعادات والتقاليد الانظمة الاستغلالية من ترف وجشع وافقار وتجويع ومن حرمان جنسي الى نهم واتجار بالجنس. وتنظيمها وفقا للمتطلبات الحقيقية لادامة الحياة وتطورها . فقد عاش ابطال ساحة التحرير من شابات وشباب في مصر اشهر في ساحة مكشوفة للجماهير ومختلف اشكال وسائل الاعلام الصديقة والمعادية . و عاشوا لاسابيع على ما تمدهم به الجماهير دون ان تحدث اي مشكلة من اي نوع. فقد كان عقل كل فرد منهم بل وكل خلية في جسمه وكل عواطفه معباءة للهدف وللكفاح من اجل تحقيقه ومواجهة مستلزماته المتطورة والاستعداد لها
وما ان يتحقق الهدف الاول وما يفرضه من شعور بالفرح ورغبة عارمة بالتمتع به حتى يواجه بهجوم اوحش واعنف من قوى الماضي اذ من اهم مستلزمات المراحل الانتقالية ولاسيما الفاصلة ليس فقط مواصلة الكفاح بل وتصعيده وتطويره وتصبح الطليعة مجبرة وليس مختارة وهنالك دائما البدائل الشابة فقوى الماضي وهي تواجه المصير المحتوم لا تتوانى عن ابادة البشرية مستنفرة كل ما تملك من ارصدة وادوات ووسائل واسلحة وفي مقدمتها التدين لاسدال الظلام على عقول البشر وسوقهم كالوحوش الضالة في معاركها ضد قوى التقدم واوسع ساحات تجاربهم مصر حيث ربت ودربت الاخوان المسلمين لعقود عديدة وكانوا عبر تلك العقود اداتها الرئيسية في الهيمنة على الادارات المصرية على اختلاف اتجاهاتها الامر الذي جعلها ان تعمم هذه التجربة في جميع بلدان المنطقة بما فيها بلدان شمال افريقية التابعة للهيمنة الفرنسية ورغم كل الاستنفار الجبار والدعم الصريح بالاموال والسلاح حقق الحزب الاسلامي في تونس 45 بالمائة من الاصوات وتحاول عبر كل الوسائل على فرض هيمنتهم في مصر دون ان تدرك تصدع هذه القوى من الداخل واضطرارها الى تطوير وسائل واساليب هيمنتها على المجتمع الذي تطور في هذه المرحلة بسرعة خارقة لايمكن تحقيقها عبر عقود من الزمن الاعتيادي. وعبثا تحاول فرضهم على التحرك الجماهيري في سوريا لتضمن هيمنتها على سوريا .
وهكذا تجتاز البشرية اليوم اصعب مراحل تحررها الناجز عبر كفاح جبار وتضحيات جسام وعبر انجازات مرحلية متتابعة في فترات زمنية سريعة وصولا الى المجتمع الانساني الحقيقي الدائم التطور

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل