من افضع جرائم النظام الملكي المجازر ضد السجناء السياسيين

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 12:47
المحور: سيرة ذاتية
    

من افضع جرائم النظام الملكي المجازر ضد السجناء السياسيين
كان نضال السجناء السياسيين حلقة منيرة في سلسلة نضالات الشعب العراقي من اجل التحرر . فقد نوروا بدمائهم دروب الكفاح وكانوا من ضحاياه , لا ليلقوا السلاح , وانما ليبدأوا نوعا جديدا من النضال , حيث الصراع الوطني المكشوف بين عدويين لا سبيل لالتقائهما. وحيث يستعمل العدو المسيطر جميع وسائل القهر والابادة. وليس للطرف الاخر سوى الايمان بعدالة قضيته والثقة بمستقبل شعبه. ويستعمل الطرف الغاشم كل اساليب الخداع والمداهنة الى جانب الشراسة والوحشية. ويقابلها الطرف الاخر بالصمود والعزم على التضحية بكل شيء, من اجل تحقيق اهدافه من اجل اسعاد شعبه وتحرير بلاده.
واستطاع السجناء السياسيون تحويل السجون الى معاهد يتلقى فيها السجناء السياسيون , على اختلاف انتماءاتهم القومية والاجتماعية والدينية , المنضمون طوعا , الى التنظيم الشيوعي في السجن, الحماية والرعاية المتساوية وفي مجالات التطور الثقافي وحتى المهني. فيخرج من السجن وهو اكثر وعيا واشد تمسكا بقضايا الشعب والوطن واكثر عزما على مواصلة النضال.
وتمهيدا لاحكام ربط العراق بالاحلاف العسكرية العدوانية وتوطيدا لاركان النظام المهزوز, وبعد فشل كل وسائل الحكومة الارهابية لكسر معنويات الجماهير واضعاف الحركة الوطنية , قامت وزارة المدفعي بتوجيه من اسيادها الامبرياليين بافضع جريمة يمكن ان تقدم عليها حكومة ضد سجناء عزل . فكانت مجزرة سجن بغداد السياسي في 18/حزيران/1953 التي راح ضحيتها ثمانية سجناء شيوعيين.
فوجئنا يومها باتخاذ ادارة سجن النساء كل الاجراءات الارهابية ضدنا . فقد اغلقت كل المنافذ واسكتت المذياع. واخذ صوت الرصاص يصلنا عبر جدران السجن فيثير قلقنا على رفاقنا ويفجر حقدنا على اعداء شعبنا ويغلي دمائنا. ورغم التهديد والوعيد باجراءات مماثلة قدمنا احتجاجنا على المجزرة فسيق العديد منا الى المجلس العرفي ليضيفوا سنوات اخرى الى احكامهن.
ثم علمنا بما قامت به الحكومة في سجن نقرة السلمان من تجريد السجناء السياسيين من كل ما تيسر لذويهم نقله الى ذلك السجن النائي. وبعدحملة اهانات وضرب وتهديد اقترفت مجزرة جديدة . ووسط عاصفة من الرصاص تم نقلهم الى سجن بعقوبة.
وكان لمجزرة سجن الكوت التي راح ضحيتها اكثر من عشرة رفاق, تأ ثير كبير على مشاعرنا لاسيما وقد تميزت بطول فترتها ووحشية الاجراءات التي مارستها السلطة من قطع الماء والغذاء عن السجناء لمدة تزيد على الشهر كما استهلتها باستخدام اغراءات . فقد اصدرت الارادة الملكية باطلاق سراح العديد منهم ولكنهم رفضوا التمتع بمثل هذه الحرية لانها كانت مرفقة بشرط التخلي عن مبادئهم وفضلوا البقاء في السجن يتهددهم الموت على التخلي عن مبادئهم.
وفي تلك الايام العصيبة ابدى السجناء الشيوعيون اروع المثل الشيوعية التي اخذت الجماهير تتناقلها باعجاب. فقد كان بود كل منهم ان يسقي رفيقه دماء قلبه وليجعل من جسمه درعا يحمي رفيقه وينسى جرحه ليضمد جرح رفيقه. وبقيت اصواتهم رغم الجوع والعطش قوية مدوية بالاناشيد الثورية والهتاف باسم الشعب واهدافه, باسم الشيوعية ومستقبل البشرية الزاهر وباسم الانسانية وغدها المشرق. كان كل ذلك يهز ظمائر الجماهير ويثير حنق عملاء الامبرالية من الحكان ويبعث الرعب في نفوسهم.
وكان لذلك تاثيره البالغ على معنوياتنا. امدنا بقوة الصمود والتحدي لكل وسائل الارهاب. كما انها عجلت في تفجير الحقد المتجمع في صدور الجماهير والقوى الوطنية . فهبت عاصفة من الاحتجاجات والاتهام الصريح للحكومة بتدبير خطة ابادة السجناء السياسيين لارهاب الشعب . وطالبت الجماهير والقوى الوطنية باجراء التحقيق عن المجازر وانزال العقاب الصارم بالمسؤليين عنها, الامر الذي ادى الى استقالة وزارة المدفعي.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل