أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - نعيم الجنة والنار واخرى تعدل الاقدار















المزيد.....

نعيم الجنة والنار واخرى تعدل الاقدار


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 18:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعيم الجنة والنار واخرى تعدل الاقدار
اما جنة واما نار تم حصرنا بين هاتين لماذا يا ترى؟ هل لان الوجود كما تم فهمه دينيا خير وشر فقط، فنتج عنه اما جنة واما نار؟
صحيح ان الوجود هو شر وخير ولكن هناك اله صانع الخير والشر، فاذاً الوجود مكون من الثالوث الله، الخير، الشر، وهذا الثالوث هو الخالق الواحد الذي لا يعلم احد مااسمه الحقيقي، اذاً فليكن عندنا ثلاث اماكن وليس فقط جنة ونار بل ايضا مكان حيث تصلّح الشوائب وتجدد او تغير الاقدار، وهو ربما يكون اسمه جحيم،فلنتفرض تسميته الجحيم ، وذلك لان في الجحيم سيكون الانتظار، ولكن ليس للعقاب بل لاعادة الاصلاح والتاهيل واعادة الاصلاح تتوجب بعض الالم وليس الم العقاب. وهو مكان للاله الخالق في تسمية الله حيث تعدل او تصحح فيه الاقدار .
فما هي الجنة؟ هي حلم الاخيار القانعين والانفس التي لا ترويها الا الصلاة وعشق الاله في نوره وفضائله، حلم السعادة الواقفة فقط على الملذات وليس على الابداع و التجدد و الانتقال من حال الى حال ،دائما هي حلم الحالمين بالسلام الدائم مع الاخر ومع انفسهم، الطامحين في السكن في سكون الزمن، العابدين ملذاتهم الحسية، ولكن كما ذكر الدين هي ملذات صورية اكثر مما هي حسية وذلك ربما لانهم استسهلوا الطريق، ولا تغريهم ملذاتهم العقلية لذلك كانت الجنة خالية من اي ملذات فكرية كما ذكرها الدين.
اما النار معنىً للانصهار في كل ما يدور في هذا الوجود من لذة الحرام، فدائما كانت اللذة في الحرام ففي النار ستكون قمة اللذة والنشوة وسيكون معهم الانصهار فوق بيادر الشر الخيّر الذي ابدعه الله كما ابدع الخير الشرير، فكلاهما محببا له ولن تكون النار الا بردا وسلاما وعشقا وتعبدا لله في لذة الحرام.
اما الجحيم هو لمن حمل في خلقه شوائب تضر بالناس بالمعنى الارضي وفقا لم يحمله معنى المسير، وهذه الشوائب في تركيبة الانسان جعلته شريرا او بالمعنى الاصح غير مؤهل للسكن على هذا الكوكب ،ولان الشر المحلي دائما سيكون موجود على اجندة الله في كواليس مسرح الوجود، سيكون لدينا جنة للقانعين المؤمنين الذين احبوا الله في براءته ،ونار هي جنة اخرى لمن استأنس مع الله في مرحه ومكره وابداعه الغير متوقف، وجحيم لمن كان سيخضع لاعادة التأهيل، وايضا هناك الاعراف وهي كما يقال جبل يطل على الجنة و النار وهي فرع من الجنة يسكنه الانبياء ومن كان من الاولياء الصالحين، وكل هذه المناطق ربما تكون هي البرزخ او المطهر، هي المنطقة الفاصلة بين كل حياة واخرى، هي فترة الراحة واعادة التدويل لمعنى الخلق ،فربما نجد هنا بعض العدل السماوي الذي نبحث عنه بعدما حُرفت كل الكتب السماوية وشتت الحقيقة على بيادر الانسانية.
فمفهومنا للجنة و النار كما روجته الاديان ادى الى خلل وهوة عميقة بين الانسان والهه مما جعل الاله جلادا لهذه الانسانية المعذبة.
ففي كل الكتب السماوية يوجد عقاب وثواب ،جنة ونار ولكن في نفس الوقت ينظر كل من كتابه الى الاخرين على انهم هم اهل النار بصالحهم وطالحهم وهذا كله بسبب ما روج لمعنى الجنة والنار وخصخصتها ورسمها كل على شاكلته.
ان اراد الاله لنا بعض السعادة عند مغادرتنا هذا الكوكب فلا بد ان يقدمها على احسن حال، لذلك سيتم فرز الناس حسب هويتهم المعيشية وليس على اساس هويتهم الدينية ، وذلك لتحقيق السعادة بينهم من خلال انسجامهم مع بعضهم وهذا في الدرجة الاولى.
ولنتخيل في اول الامر نوعية الاشخاص التي ستسكن الجنة ونوعية الاشخاص التي ستسكن النار فنراهم جدا متباعدين فكريا ،شكليا ومعيشيا ،فطرق عيشهم مختلفة كليا ،فما يستهوي المؤمن لا يستهوي الكافر والعكس صحيح ،فمن الطبيعي ان يسكن كل في مكان بعد الرحيل عن هذا الكوكب، وكما قال النبي محمد ص( الجار قبل الدار)، فمن الطبيعي ان يتم الفرز لتمنح السعادة.
فالحياة بعد الموت هي عملية فصل بين الناس وليست "غربلة الصالح من الطالح"، وذلك ليعيش كل على راحته ولو لفترة زمنية محددة ، وكما ذكرت سابقا في مقالة( محامي البشرية امام المحكمة السماوية) ان الله حسب المفهوم العام والاله الخالق في التسمية الاشمل هو الخير و الشر، وكما يقول الاشاعرة (ان الله اذا كره شيئ لا يخلقه فكل ما خلق الله هو محبوب له)، فمن يعيش في هذه الدنيا وحياته اللهو والمرح مطعما حياته بحياة اجتماعية طبيعية هو كمن يعيش حياة التدين وله نوعية مرحه وفرحه، وايضا مطعما حياته بعمله وحياته اليومية ولا خلاف بينهم الا على نوعية الحياة، فذاك عبد الله بفضائله واستأنس بالعبادة و آخر عبد الله في ملذاته واستأنس بالعبادة، ويقول الدين (اينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله) وايما حياة تعيشها فهي في فلك الله وضمن هذا الوجود وشريعته في حياة اوجدها الله ولا كره فيها ولا شرك ما دمت تعيش حياتك انت المستمدة من اصل الحياة، وايضا لا وجود للشرك فالنبي محمد قد قال (كان الله موجودا ولم يكن معه شيء وما زال الله موجودا وليس معه شيء) اي ان الوجود هو هو بكل ما فيه من افكار واقدار واعمال وغيرها هي هي منذ الازل، فهذا الوجود لا يفيض الا بما هو مكون منه ونحن احدى فيوضات هذا الوجود وما نفيض به هو ما حوينا من داخلنا.
فمن يسكر في عبادته ويغيب عن الدنيا في حضرة الله هو شعور فرح بالنسبة له وليس بالنسبة لله ،وكذلك من يسكر من فرحة ما او نشوة ما يكون هو من يسعد في احساسه ولم يؤثر على الله، فدائما الشعور هو شعور شخصي والله خارج شعورهم رغم ان هذا الشعور من احدى فيوضات الوجود، لذلك ان تحقيق السعادة المفطورين عليها هي منفعة شخصية ،وكذلك الاسى هو اسى شخصي، فلم سيعاقبنا الله على شعورنا بالفرح ولا يكافئنا على شعورنا بالحزن.
لذا ستكون الجنة والنار هما دارا لكل من يتكيف معهما وحسب تركيبته واستشعاره بالفرح ،فمن تفرح قلبه العبادة وشرب الشاي ولا يعرف نعمة التمرد على القناعة فليسكن الجنة ويمجد الله في نوره، ومن يفرح قلبه شرب الخمر والموسيقى الصاخبة ولا يعرف معنى الرتابة الفكرية والقناعة، ودائما عنده شغف المعرفة ،فليسكن النار ويكون مشاركا في ايض الوجود المستمر الفياض الذي لا يعرف السكون ،لتبقى احلامه تنير ظلام العدم، وليست النار للخانعين وانما هي لمن يملك القلب السليم فيعبر على الجمر وصولا الى شجرة المعرفة ليخرج حاملا معه طوق الياسمين مُباركا ومبارِكا نعمة شرارة شره الذي كانت تحمل بذرة من بذور التمرد الذي اول من اشعل شمعة الوجود واخرج الصفات الى العلن، وايضا فأن من سيسكنون النار سيكون بينهم الفة ومحبة اكثر ممن يسكنون الجنة لأن من يشرب الخمر ويحب اللهو هو هو في كل مكان من هذا الكوكب، اما المتدين فهو دائما ضد اخاه المتدين رغم اتفاقهم على مبدأ الفضيلة.
ولنعد الى معنى الجحيم فهو لمن كانت بذرة شره او خيره تحمل اولا: شذرات من صفة التأله ورأى انه يحق له استباحة اي شيئ يريده ،فهنا كان يقاسم الله في صفة غير مؤهلة للخروج بين بني البشر فيعاد لاعادة التصحيح والتأهيل، وهذا الخروج لهذه الصفات والقدرات هي من صفات التمرد الذي لا يمكن حذفها من الوجود، فالتمرد دائما سيبقى ليبقى الوجود فياض بما هو عليه، فهوة ثمرة لا يمكن لجمها.
وثانيا: لمن كان في خلقه بعض من الشوائب بكل انواعها وتعدداتها الموجودة في هذا الوجود، فيتم اعادة تأهيلهم ليعودوا الى حياةٍ ما يقدمون ما توجب عليهم ليحصلوا بعدها على بعض السعادة في احدى المكانين الجنة والنار ،وطبعا فلا جرم على هذه الانفس وانما هي تعود فقط للتأهيل، ولكن دائما هناك بديل فلن يخلو الوجود من تمرده ولن تكون جنته وناره وجحيمه الا فواصل بين سطور تجدده.
وكي لا نبقى في دوامة الرعب الديني الحالي، علينا ان نقوم باعادة (غربلة) لكل المفاهيم الدينية بشكل عقلي ومنطقي لنستخلص منها ما يعطي صورة جميلة لما بعد الرحيل لان كل الانبياء هم ذو موهبة فكرية وروحية عالية قد تساعد في بعض ما توصلوا اليه من حل بعض الالغاز العالقة في هذا الوجود المتمرد على ذاته.



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محامي البشرية امام المحكمة السماوية
- رسالة الى السماء
- ليست المشكلة في المحرّم (الخمر حلال عند الاعتدال)
- النور الاسود (الجزء الخامس و الاخير)
- النور الاسود (الجزء الرابع)
- النور الاسود (الجزء الثالث)
- النور الاسود (الجزء الثاني)
- النور ألأسوَد (الجزء الاول)
- الهبوط من الجنة بمركبة البراق ام فرضية رمزية؟
- تشيطن و انشاد
- اليسار شمعة تنطفئ في العالم الاسلامي
- رجال الدين على حافة الانقراض
- العالم،والعالم الاسلامي بعد زوال اسرائيل
- هل اله المسلمين زعيم مافيا؟
- اين تذهب النساء بعد الموت
- الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)
- الانسان بين رذيلته والاستهزاء به
- البشرية مشروع فاشل
- هل يلتقي حزب الله الامريكي على (المخلّص)؟
- ليست السياسة لعق على الالسن


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - نعيم الجنة والنار واخرى تعدل الاقدار