ضرورة توحيد صفوف تيار كونفرانس ٥ آب الكوردي الغربي!

محمد محمد - ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ضرورة توحيد صفوف تيار كونفرانس ٥ آب الكوردي الغربي!

- بات أكثر ضرورة بتوحيد صفوف الحركة التحررية الكوردية عموما وصفوف نخب وفصائل امتداد اليسار القومي الديموقراطي الكوردي الغربي/ تيار كونفرانس ٥ آب / خصوصا !

بالرغم من أهمية التعددية السياسية والفكرية البناءة في حياة وتنمية المجتمعات والأمم قاطبة والتي تتجلى في الاختيار الحر الطبيعي لمناهج وسبل تأمين التطور الاجتماعي والاقتصادي في مصلحة الرفاهية والعدالة الاجتماعية لكافة فئات المجتمع، فان التوحيد المكثف لصفوف النخب والأطراف السياسية والاجتماعية للشعوب المضطهدة والمهددة في مرحلة التحرر القومي يعتبر أكثر أهمية، بالنظر الى أن الحراك السياسي والاجتماعي للمجتمعات المتحررة قوميا كيانيا يجري في أجواء أكثر يسرا مما هو عليه بالنسبة للشعوب المقهورة والذي يتم في ظروف صعبة جدا ويتعرض هذا الحراك فيها الى ملاحقات أمنية وقتالية شديدة من قبل الأنظمة الشوفينية والدكتاتورية السائدة هناك، في الوقت الذي يحتاج فيه هذا الحراك الى مختلف أشكال المساعدة وحشد أكبر طاقات جماهيرية ممكنة ليتمكن نسبيا من مواجهة تلك الصعوبات والملاحقات الهائلة.
انطلاقا من هذا كله، وباعتبار أن الشعب الكوردي الغربي( سوريا) لايزال مضطهدا ومهددا وأن نضاله السياسي والاحتجاجي في مرحلة التحرر القومي وكذلك بتوفر الفرصة الحالية المواءتية من خلال اندلاع الثورة السورية المباركة منذ حوالي أحد عشر شهرا، فهناك حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لتوحيد صفوف الحركة التحررية القومية الكوردية الغربية(سوريا) بشكل عام، وكذلك توحيد صفوف النخب والفصائل المنتمية لامتداد اليسار القومي الديموقراطي الكوردي الغربي/ كونفرانس ٥ آب/ بشكل خاص، وذلك عبر وحدات مكثفة اندماجية ممكنة أو عبر ائتلاف فضفاض أوسع لتجميع وحشد هذه القوى في مصلحة تعزيز وتشجيع الحراك الحالي الحاصل في سوريا احتجاجيا وسياسيا ودبلوماسيا على الساحة السورية والدولية معا وللتمسك بثوابت حقوق الشعب الكوردي المشروعة ولتشكيل كتلة كوردية قوية ضمن صفوف المعارضة السورية لتأمين ضغط مناسب حتى على أطراف هذه المعارضة بغية تبني حق تقرير المصير للشعب الكوردي في البرامج السياسية المطروحة حول سوريا ما بعد التغيير من جهة، وكذلك ليتمكن أطراف وانصار هذا التيار الموحد من تأمين وتوفير الأصوات الانتخابية الجماهيرية اللازمة للمشاركة بقوة في المجالس والادارات والمؤسسات التشريعية، التنفيذية والادارية المختلفة في المركز السوري الاتحادي وفي أقليم كوردستان - سوريا أيضا بعد التغيير من جهة ثاية.
حيث ان المرحلة الحساسة والمهمة جدا والتي تمر فيها سوريا الآن ومن ثم بعد التغيير لاحقا تتطلب من كافة فصائل الحركة التحرية الكوردية عموما ومن أطراف ونخب هذا التيار خصوصا والذي طالما سخر نفسه سابقا اكثر نشاطا وتضحية نسبيا وأمتن تمسكا بثوابت حقوق هذا الشعب المضطهد، بأن يتحملوا مسؤولياتهم القومية على أكمل وجه درءا لأي التفاف أو محاولة من البعض لافساد هذا الظرف الذهبي ثانية على الشعب الكوردي وعلى آماله التحررية المشروعة.
وبهذا الصدد ويمكن للمرء أن يراجع ويدقق بحيادية نسبية في تلك النشاطات على مر تلك العقود وإلى الآن ومن ثم ليصل الى تقييم بناء حول ذلك. فرغم الانقسامات الحزبية المؤسفة لتيار كونفرانس ٥ آب وفي ظروف الحرب الباردة السوداء الصعبة، كان نشطاء وكوادر هذا التيار يفعلون نضالهم واحتجاجاتهم ضد التدابير العنصرية كالحزام العربي الأسود والمستوطنات العربية وتنظيم مسيرات احتجاجية وتوزيع بيانات وملصقات تدين تلك الاجراءات التمييزية وتعرض العديد منهم الى الاعتقال والتعذيب الوحشي داخل السجون المظلمة, وكذلك بعد انتهاء تلك الحرب السوداء وقدوم الظرف الموءاتي الناشئ من الاستراتيجية الغربية الجديدة للمنطقة، زاد العديد من فصائل هذا التيار من نشاطاتها التنظيمية والسياسية والاحتجاجية ولو لفترات محدودة وفق طاقاتها المتاحة خصوصا في النصف الأول من التسعينيات وتعرض العديد من أعضاء القيادة والقواعد الى الاعتقال لسنوات عدة، ومن ثم وبعد تحرير العراق, صعد تلك الفصائل خصوصا حزبي آزادي ويكيتي الكورديين من نشاطاتهما الاحتجاجية في المناطق الكوردستانية وفي الداخل السوري أيضا( في الشام وحلب) ورفعت من سقف برامجها القومية الخاصة بصيغ حق تقرير المصير المتضمن لادارة ذاتية أو حكم ذاتي وحتى الصيغ الفدرالية وكذلك تقديم العديد من المعتقلين السياسيين قيادة وقواعدا، هكذا ومع التقدير أيضا لنضال كافة النخب والفصائل الوطنية الكوردية الأخرى على ساحة كوردستان الغربية.

محمد محمد - ألمانيا
[email protected]

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل