أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أفول القومية و صعود الاسلام السياسي.















المزيد.....

أفول القومية و صعود الاسلام السياسي.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 09:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع افتتاح العقد الثاني من القرن الحالي و الاسلام السياسي يكتسب كل يوم أرضا جديدة بحيث أضحي تسيطر تيارات منه ( جاءت أغلبها عن طريق صناديق الاقتراع ) علي منطقة شاسعة من العالم تمتد من ايران شرقا حتي المحيط الاطلسي غربا .. و من افغانستان شمالا حتي اليمن و الصومال جنوبا .
الصعود الملفت للاسلام السياسي يطرح عدة تساؤلات .. منها علي سبيل المثال .. هل اكتشف المسلمون فجأة قدرات لم تستغل طول أربعة عشر قرنا مضت في مكونات دينهم فقاموا بتفعيلها حديثا !! أم أن قراءة القرن الحادى و العشرين للاسلام أظهرت منهجا و اليات كانت غير مرئية من قبل و أصبحت الان قادرة علي تحريك ما خفي من طاقة كامنة للمسلمين فأصبحوا مابين يوم و ليلة لديهم ملكات الابتكار و الاختراع و التحول من الاقتصاد الراكد الريعي الي الانتاج الذى ينافس بجودته ما تعرضة دول اليورو أو روسيا و أوروبا الشرقية أو حتي الصين و جنوب شرق اسيا ؟. هل اكتشف المسلمون أسلوبا جديدا في الحياة يجعلهم يستغنون عن العالم حولهم و يسدون اجتياجات مجتمعاتهم من انتاجها دون حاجة الي استيراد للطعام ،السلاح ،الذخيرة، وسائل الاتصال و أكل القطط و الكلاب..؟ ما هذه اللهجة المتعاليه و التي تهدد بغزو العالم و استعباد رجاله و سبي نساؤه و بيعهن في سوق النخاسه و علي اى قاعدة من قواعد القوة سيعتمدون لتصبح دول المنطقة مرهوبة الجانب يحسب لقرارها الف حساب ؟.
جذور الاسلام السياسي المعاصرة كما قدمتها حركات الوهابية ، الاخوان المسلمين و الطلبانيه لا توحي بأن الاسلام السياسي عازم علي تقديم الاليات الديموقراطيه المعاصرة التي تجيب علي التساؤلات السابقة أو يكون لديه الوسيلة المناسبه لاعادة الوعي للمنطقة .. في نفس الوقت لا تظهر ادبيات المرحله انهم في طريقهم للتخلي عما يقومون به من اعمال مناهضة للانسانيه من ارهاب و ضرب من الخلف و خيانة الحلفاء أو نشر الرعب بواسطه العبوات الناسفة و تفجير الضحايا (المستسلمون لاوهامهم) أنفسهم بين الابرياء .
الاسلام السياسي المعاصر ( كما لاحظنا ) لا يتقن الا النصب بواسطة شركات توظيف الاموال ، البنوك الاسلامية و التبرعات التي تمثل ثروات لجامعيها و لا تذهب لاصحابها.. الاسلام السياسي في الصومال وظف مواطنيه في القرصنة علي البواخر التي يسوقها سوء الحظ قرب مياههم حتي لو كانت تحمل المعونات لقوم يموتون جوعا .. و هو يزرع الافيون في افغانستان و يسوقه و له علاقات و ثيقة بالمافيا التي تزودة بالسلاح و المفرقعات .. و يقوم المسلمون في غزة يرمي معارضيهم السياسيين من الادوار العليا و يحرض نواب البرلمان في مصر وزير الداخلية أن يضرب المتظاهرين بالرصاص الحي و يوزعون علي مليشياتهم عصي كهربائيه لتأديب من يختلف معهم .
الاسلام السياسي المعاصر عندما تمكن من أفغانستان / غزة / الصومال أعادها الي القرون الوسطي و نشر الرعب بين السكان بواسطة مليشيات مسلحة تنفذ تعليمات( أغلبها)يضطهد النساء و المخالفين دينيا و يطبقون شرائع و تعليمات تجاوزها العالم منذ عقود طويله .. الاسلام السياسي الذى جبن امام الة القهر في مصر، تونس ،ليبيا و عراق صدام.. عندما قامت الهبات الشعبية تراجع منتظرا سير المعارك ثم عندما سقطت الطواغيت اندفع ليقفز علي الانتفاضات و يسميها ثورات و يجني ثمارها بأنتخابات مشكوك في نزاهتها أو صدقها .. و يتصرف قادتهم بنفس روح الغزاة المنتقمون من الحليف قبل المخالف مقدمين شرائعهم و قوانينهم و اساليبهم علي اساس انها مطالب الثوار .
المتأمل لاحداث العقد الماضي سيجد أنه لم يحدث تغييرا يذكر في خطاب الاسلام السياسي منذ وفاة حسن البنا و اعدام سيد قطب يجعله يستعيد ثقة الجماهير بل لازال ارهابيا عدوانيا لدرجة أن يسب أحد قادتهم بلدة و ناسه قائلا (طظ في مصر و أهل مصر ) و مع ذلك تلتف حوله الجماهير و تنتخب نوابه العجزة الكسالي محدودى الثقافة و الذكاء و الخبرة .
اذا ما السر وراء هذا الموقف الا منطقي !!
الاسلام السياسي لم ينتصر بقدر سقوط و أفول الانظمه القومية الحاكمة التي اقامت دولا شموليه فاشيستيه ظالمة يعيش فيها المواطن يتلفت حوله رعبا من البلطجيه و حماتهم من الفاسدين .. السقوط المتتالي للرموز القوميه في ايران ، تركيا ، العراق ، مصر ، تونس ، ليبيا ، اليمن و سوريا جعل البديل الوحيد امام الجماهير التي طال تغييبها و تهميشها و تجهيلها هو رجال الاسلام السياسي القافزون فوق الهبات و الانتفاضات و الثورات .
خلال الحرب العالميه الثانية كان انبهار شباب المستعمرات بأنجازات الفاشيست الايطاليين و النازيين الالمان ( و تحويل شعوبهم خلال عقد من الزمان من دول مستضعفه الي سادة العالم) يشكل حلما لديهم أن يصبح في استطاعتهم استنساخ التجربة و طرد الاستعمار ثم اعادة صياغة الحياة في بلادهم علي النمط النازى لصالح التقدم و اللحاق بركب المدنيه التي ولدت متطهرة من آتون المعارك بعد مرور نصف القرن العشرين .. و هكذا كان حلم شاة ايران بعث الامبراطوريه الفارسيه و استعادة مجد عرش الطاووس ، و كان القادة الاتراك يرون أن تخلص مصطفي كمال اتاتورك من الخلافة العثمانيه و اسر الاسلام و انعاش القوميه التركية سيلحق تركيا الفتاة بركب اوروبا المتجهه نحو ترميم خسائرها و راب الصدع و كان المنظرون الشوام يرون ان بعث القومية العربية في مواجهه القوميه التركية و الاستعمار الانجلو فرنسي سيعيد للامة مجدها و ازدهارها و يساعد علي التخلص من الاستعمار الصهيوني الاستيطاني لفلسطين .
في المنطقة العربية ابتلينا بسلسلة من الانقلابات العسكريه التي اكتسبت شعبيتها من رفعها شعارات مقاومة الاستعمار و معارك التحرر الوطني ثم تلتها بشعارات القومية العربيه (( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة )) .. صعود المد القومي صاحبه استعارة اليات الدولةالشموليه المهزومه في المانيا و ايطاليا ومنتصرة في الاتحاد السوفيتي و تتلخص في السيطرة علي كل مداخل و مخارج الاقتصاد، انشاء نظام أمني بوليسي يصل الي كل ركن من أركان الوطن و يستخدم أقسي الاساليب وحشيه في ترويض معارضية و جهاز اعلامي لا يتوقف عن الكذب حتي يصدق نفسه .. وهكذا رفعت ايران( الشاة بهلوى) شعار القومية الفارسية وجاء البترول ليعطي مسحة من رخاء و يساعد دخله علي انشاء جيش مدرب قوى و جهاز بوليسي ( السافاك ) ذو شهرة واسعة في الارهاب و بث الرعب و مع ذلك عندما ثارت الجماهير هرب الشاة فقفز الخوميني و رجاله علي الثورة و مثلوا بحلفائهم ليقيموا هناك جمهوريه يحكمها الملالي بالحديد و النار مستخدمين بجوار أسلحة الشاة الرادعه أسلحة الرب الذى أوكل لهم مهمة تحقيق رغباتة و أوامرة . في تركيا الفتاة التي حكمها العسكريون و دعمهاالامريكان لقربها من الاتحاد السوفيتي انتهي الصراع علي كراسي الحكم الي أن زحف الاسلام السياسي خطوة خطوة حتي تمكن من الدولة و لتصبح زوجة الرئيس التركي لاول مرة منذ الحرب العالمية الاولي سيدة ترتدى الحجاب .. و لازالت الاحزاب الاسلاميه تواصل زحفها ببطء تجاة دوله اسلاميه يقولون أنها معاصرة تستطيع أن تلتحق بدول وحدة أوروبا .. و مع ذلك فتركيا الاسلامجيه تشن حربا ضروس ضد أكرادها و تضطهدهم و تخترق قواتها الحدود العراقيه بحثا عنهم و اصطيادهم .
هزيمة 67 كانت طلقة البداية للانقضاض علي القومية العربية .. ثم توالي انفراط العقد .. بهزيمة كل من بعث صدام حسين ، حكم القذافي في ليبيا و انتصار التيار الاسلامي في انتخابات تونس ثم الصراع في سوريا و اليمن .. بحيث عندما انتصف عام 2011 كان يبدو أن القومية العربيه لم يعد لها وجود و حل محلها تيارات اسلاميه متعددة .
القوميات الثلاث التي ازدهرت في المنطقة ( الفارسيه ، التركية و العربية ) توارت و انتهت و هزمت لانها لم تستطع تلبية الاحتياجات المعاصرة لشعوبها خلال فترة صعودها و استبدلتها بالطغيان و استخدام اليات الدولة الامنيه الشرسه لتنصرف عنها الجماهير التي كانت تهتف باسمها في يوم ما و تعجل بسقوطها لتقع ثمرة ناضجه في يد القوى الاسلاميه المتربصة التي كان كل أملها أن تجد منبرا علنيا .. فأخذت الجمل بما حمل .
الانظمة القوميه في المنطقة هٌزمت و استسلمت لقوى الرجعية الدينيه القادمة من الخليج و السعوديه لانها اتخذت شكل المعاصرة دون فلسفتها التي تعتمد علي الحوار الديموقراطي و حرية الانسان و احترام حقوقة و تبادل السلطه .. لذلك عندما لوح الاسلامجيه بنار جهنم اندفعت الجماهير تطلق لحاها و تقصر الجلباب و تغطي السيدات بخيم سوداء و تنسي كفاح قرنين من الزمان خاضته الجدات و الامهات لتصل الحفيدة الي الجامعه و تصبح طبيبه أو مهندسه . بمعني أن وصول الاسلامجيه الي كراسي الحكم لم يكن لقدرات مستجدة جعلت منهم الافضل بل بسبب هزيمة المشروع القومي التركي ، الفارسي ، العربي و اندحار أنظمة الشاة ، اتاتورك ، البعث ، الناصرية ، القذافية و نظام صالح باليمن .
كان من الممكن أن لا تسقط الشعوب في فخ قوى الرجعية الاسلاميه لو لم يكن تبلي بعاملين أثرا علي سير الاحداث في المنطقة .. الاول هو الارتفاع الصاروخي لاسعار البترول بعد حرب 73 و تراكم حجم أموال أسطوريه في أيدى أنصاف المتعلمين و الجهله .. و العامل الثاني هو تحول بؤر الجذب السكاني الي بؤر طاردة في حين أصبحت الطاردة المجدبه جاذبه بسبب خطط التعمير المفرطه في التفاؤل ورغبه القيادة البتروليه في الولوج ( شكلا ) الي عالم القرن العشرين .
استخدام عائدات النفط أدى الي التسليح الكثيف الذى أغرى بحروب ضاريه في الخليج بين ايران الملالي و عراق صدام و ما تبعه من أضرار بشريه و اقتصاديه أفقدت الانسان العادى القدرة علي استيعاب احلام القيادة فاستسلم لقوى و أفكار رجال الدين القدريه التي صورت له أن الله سبحانه يقف بجلاله في استقبال الضحايا مرحبا بهم ليغرقوا في ملذات حسيه في جنة لا حدود لمساحتها أعدت لاستقبال الايرانيون (الحاملين لمفاتيحها ) أو العراقيون ( الحاملين لتوصيات حزب البعث ) .. القذافي صاحب النظرية الثالثة و الكتاب الاخضر حيرته الاموال التي لا مراجع لارادته في انفاقها فتحرك بين مغامرات مخجله يساند فيها عدوانا يسقط الطائرات المدنيه و يساعد حركات انفصاليه أو ارهابيه في قارات العالم الخمس و يصبح في يوم ما عروبي ناصرى و في اليوم التالي ملكا لملوك افريقيا يغدق عليهم من حكمته و خيرة ما يضمن له ولاءا مشكوك في أسبابه .. أموال بترول ليبيا استخدمت لنشر الاسلام بين الكفرة و للقذافي حواديت مضحكه تتصل عادة بدعوة النساء خصوصا الشابات الايطاليات للاسلام .. نشر الاسلام بدولارات البترول لم تكن بدعة مقصورة علي القيادة الليبيه فجميع حكام الخليج خصصوا أجزاء لا يستهان بها من دخلهم لزرع الجوامع و المراكز الاسلاميه في بلاد الكفرة و المسلمين علي السواء و نشر ما تصورة فقهاؤهم أنه اسلاما .. البعض كان واعيا بأننا نعيش في القرن العشرين فجاءت موعظته متوازنه تتخفي حول ما سموة بالتقيه و الاغلبيه جاء خطابهم فجا يدعوا بشكل مستمر و ملح لتهميش المرأة و تغطيتها و تحويلها لتابع في مجتمع ذكورى غير عادل أو امين .. هكذا جاء الخطاب الوحيد الذى حاز علي اهتمام و اموال شيوخ البترول .. كيف تستولي علي كل مكتسبات النساء خلال القرن الماضي و تعيدهن الي ظلمات الحريم .. في أفغانستان ، غزة ، السودان ، الصومال .
عوائد البترول عندما امتلكتها شعوب خامله تفتقد الي بنية أساسيه حضاريه سلمتها لمغامرين أوروبيين أو امريكان ينشئون لهم بها مراكز عصريه يحركها و يستخدمها كائنات لا تملك الا عقل و قلب غارق في التخلف و الرجعية ويصر علي نشر نمط حياته علي السكان المهاجرين من بؤر طاردة ساعيه لاموال البترودولار .
الحرب الباردة التي دارت بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي ترتب عليها عبء غير عادى أثر علي اقتصاد البلدين بسبب انتاج و تطوير الاسلحه خصوصا ما يتصل بالاقمار الصناعيه و الصواريخ العابرة للقارات .. تداعيات الحرب الباردة و خطط تعويق الخصم أدت أن تدعم أمريكا حركات التحرر الوطني الافغانيه ضد قوات الاتحاد السوفيتي أو البلقانيه ضد صرب البوسنه و الهرسك التابعين للسوفيت و ذلك بتوجيه حلفائها الجدد في المنطقه للمساهمه فيها فتأمر ملوك السعوديه و مصر المنضمة حديثا الي معسكر التبعيه أن ترسل لميدان القتال رجالها تحت مسمي التضامن الاسلامي.. حروب دعم المسلمين ضد الكفرة الشيوعيين أدت لظهور تنظيم القاعدة المدعوم بالخبرة الامريكيه في انشاء الانفاق و الاسلحه الامريكية المتطوره بحيث عندما سقط الاتحاد السوفيتي كان هناك جيش ارهابي مدرب يصيح اسلامية اسلاميه و مستعد لضرب من دعمه و دربه في امريكا ، السعوديه ، مصر ثم العراق . علي الجانب الاخر كانت هناك ترسانه اسلحه متطوره لدى الامريكان لا تستخدم و لا يوجد لها سبب و تشكل عبئا علي الاقتصاد الامريكي .. حروب افغانستان و العراق كانت الحل المثالي لاستهلاك هذة الاسلحة و المعدات و جعل دول البترول تدفع ثمنها بالاضافة لابتزاز الاقتصاد الياباني الالماني و اشراكه في اعادة الاتزان لاقتصاد الحرب الباردة المكلف .
العرب بتخلفهم و تبنيهم للمخطط الامريكي دفعوا ثمن الحرب و ابتليوا بمليشيات الاسلام السياسي تغتال و تفجر الامنين و تشيع الرعب اينما حلت لتسقط العراق ، غزة ، الصومال بالتوالي في قبضتهم و تحيل حياة السكان الي جحيم لا نهاية له . و هكذا تستمر خطة اعادة التوازن الاقتصادى لاوروبا و امريكا فتعتدى قوات الناتو علي أنظمة القذافي و تستهلك مخزون اسلحتها في ضرب اصحاب النفط ثم تقدم لهم الفاتورة اعادة اعمار و غرامات تمتص كل ما تنتجه لتصبح هذة الدول التي كانت غنيه تعاني من الاختلال الاقتصادى و تذهب الجماهير للمشايخ تحتمي فتأخذ منها تفويصا يجعلها تحل مكان الظالمين وتنهج نهجهم تنهبهم ،تسرقهم و تتحالف مع الامريكان .
الخليه الواسعه لشعوب الابتلاء بالاسلام السياسي يقع في منتصفها النواة القوية المستيقظه اسرائيل التي تتقن التعامل مع السلفيين ( اليهود و المسلمين ) و تعرف كيف تستخدمهم و توجههم لصالح خططها و أهدافها اسرائيل ساعدت علي تكوين ( حماس ) لتضرب بها منظمة التحرير و تضعفها .. الشيخ ياسين ومن جاء بعدة من قيادات أفرزتها تنظيمات الاخوان المسلمين سارت علي الدرب اى توجه ولائها لمن يدفع و هكذا كان نشر الفكر السلفي في القطاع بدايه لفصلة عن ما تبقي من فلسطين و اضعاف منظمة التحرير و اقصائها حتي لو كان هذا بالاغتيالات و البلطجة و نشر الرعب .. و عندما جاءت الانتخابات تحولت الي صراع بين فسطاط الايمان و فسطاط الكفر لينعم الشعب الغزاوى بما اختار من فاسدين يحكمونه و يسرقونه و يمنعون اى محاولة لاقصائهم فلقد ملكوا و لن يزولوا .. عندما ترى الرفاهية و الغني الذى تتمتع به قيادات حماس و الفقر المدقع للشعب المحاصر فلتعرف ان هذا هو حكم الاسلام السياسي .
اسرائيل تحت مظله اتفاقيه السلام مع السادات مدت ذراعها الطويل الي الخليج و المغرب و عرضت نفسها شرطيا للمنطقه تحافظ علي استقرارها و فزاعة تمنع ملاك البترول من استخدامه ايجابيا .. و هكذا فايران تحاول السيطرة علي جنوب العراق و فرض نمطها ،تركيا تحاول السيطره علي شماله و علي سوريا ،السعوديه سعيدة بما انجزتة قوات السلفيين و الاخوان المسلمين التابعين الي يوم الدين والشعوب تسير منومه تفقد البوصلة و الارادة و تعاني انعكاس التغييرات الناتجه عن هباتها .. سياحة مضروبه ، قناة السويس مهددة ، و بترول منهوب يستخدم في تصعيد الصراع الثلاثي بين سكان الخليج و انصار الشيعة و اطماع تركيا .
انسان المنطقة الذى ابتلي باستعمار طويل المدى يعقبه مغامرات القوميين و سفههم أصبح الان في مواجهه مع تيارات الاسلام السياسي الثلاث .. نموذج السعوديه ودول الخليج التي من الخارج معاصرة و من الداخل شديدة الرجعيه و القصور عن فهم روح العصر ، و نموذج ايران المتخلف و الذى يستبدل التقدم بالصوت العالي و المعارك الفرعيه المستمرة .. و نموذج تركيا التي يتسلل اسلامييها للسيطرة علي المجتمع خطوة خطوة .. ثم هناك كارثة افغانستان ، الصومال ، غزة و هي رغم بشاعتها الا انها لاقت استحسانا من مرشد الاخوان . في حين أن انسان هذة المنطقة يعاني من البطاله و ضيق ذات اليد و يعيش علي التسول لا تعليم و لا رعايه صحيه و لا طموحات .. انهارت قيمه و غير قادر علي قبول الاخر أو المنافسه في السوق العالميه أو افراز كوادر قادره علي تصويب المسار .. العلاقة بين الرجل و المرأة في ادني صورها تخلفا و الحريات مكبوته و تحاربها كل التيارات .. نقص في الخدمات و الوعاظ لا يقدمون له الا أن الاخرة خير له من الاولي في اللحظة التي أعينهم فيها علي نصيبهم من غنيمه الاولي .
صعود الفاشيست الاسلاميين و سيادة الفكر الأرهابي الوهابي لاقي استحسانا و تشجيعا من امريكا و حلفائها الاوربيين فاشتركوا معا في حروب الافغان و العراق و ضرب ليبيا و احتضنوا الحركات الاسلاميه الراديكاليه الهاربه لديهم من قبضة أجهزة أمن القوميين وسمحوا لتنظيمهم العالمي بالحركه و التواصل .. و هكذا كما عانوا من ارهاب القاعدة سيكون جزاؤهم من الاخوان المسلمين الذين تدربوا جيدا علي القفز و اعتلاء مجهود الاخر الميوعةالتي تعامل بها حكام اوروبا و امريكا مع صعود الفاشيست المسلمين تذكرنا بنفس الميوعة التي قابلوا بها هتلر و موسيليني .. و علي اوروبا أن تستعد لمواجهه ارهاب جديد متسربلا بعباءة الاسلام .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الكارثة ( يسقط حكم النازى ).
- ما أتعس حياتي علي أرضك يا مصر .
- نهاية هوجة وبداية ثورة
- وسط أنواء بحر الظلمات
- الأمة ثابتة أما الدين فمتغير.
- أحاديث الكهانة..أم قصص للأطفال.
- تجريف الشخصية المصرية
- قول للطبيعة كمان تبطل دلع.
- مشاكل الوطن و الفكر المتحفي
- من الملك نقراؤش حتي الملكه دلوكة .
- حجب العلم عن أبناء السفلة
- من علم العبد (.....) مكرمة.
- فقر الفكر .. وفكر الفقر
- ديموقراطية خلط الحليب بالمجارى
- في مصر مجتمعات يحكمها البهاليل .
- الريف ينتقم و المدينة عاجزة
- أبدا ..لن تسرقوا احلامنا
- تغيير جلد النظام .. ثم الكمون.
- انتخابات اليوم ..تقديم طلب الانضمام للعصابة
- النوح ، و البوح أمام مقابر الشهداء .


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أفول القومية و صعود الاسلام السياسي.