أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - حرب الفيتو ضد العرب: الفيتو الروسي في سورية،لا يختلف عن الفيتو الأمريكي ضد الفلسطيني ...!!!















المزيد.....


حرب الفيتو ضد العرب: الفيتو الروسي في سورية،لا يختلف عن الفيتو الأمريكي ضد الفلسطيني ...!!!


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب الفيتو ضد العرب: الفيتو الروسي في سورية،لا يختلف عن الفيتو الأمريكي ضد الفلسطيني ...!!!
لم يعرف العالم الحديث والقديم بنظام كالنظام السوري الاستبدادي والإجرامي بحق شعبهم ،فالنظام الفاشي في ايطاليا،والنازي في ألمانيا،والملكي الياباني ،لقد وضعوا شعوبهم في المقام الأول مما شجع هذا الشعب بارتكاب الحماقات القومية والشوفانية، لكن الدول التي تدعي بحقوق الشعوب وتقرير المصير هي التي مارست القمع وقتل شعوبها من خلال أنظمة قمعية بشعة فروسيا السوفياتية والصين لم تتغيران في قمع شعوبهما ،فروسيا السوفياتية، التي ورثة ألمانيا الشرقية من خلال احتلالها وتقسيمها بإقامة دولة تابعة لروسيا ولكن السليب القمعية الهتلرية التي كانت روسيا الشيوعية تمارسها ضد شعبها وشعوب الدول الأخرى ،لقد علمت بها النظام السوري البائد الذي تفوق على معلمه من خلال ممارسة القمع والترهيب والقتل والذي صدرها النظام السوري إلى الدول العربية والإقليمية في ممارسة القمع والإرهاب الأحمر الذي شرعه قائد الانقلاب البلشفي لينين ليستمر حتى يومنا هذا في روسيا.
لقد تفوق الأسد على كل الأنظمة القمعية التي كانت متواجدة في سدة رئاسة دول دكتاتورية في أوروبا:" كاليونان وتركيا واسبانيا والبرتغال،وفي جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية ،ودول الفقر في إفريقيا ودول أسيا والعالم الإسلامي" .
فإذا نظرنا نظرة تاريخية على مسار الثورات العالمية التي ثارت ضد أنظمتها من اجل تغير النظام فيها ، لم نرى ظلم لحق بها، كما هو حال الثورة السورية السلمية التي يتظاهر فيها الشعب بطريقة سلمية ضد النظام، من خلال رفضها لبقاء النظام ومحاولة تغيره سلميا ،بالرغم من المذابح التي تتعرض له الثورة من جرم النظام وبطشه وجبروته، وحديده، وناره الثقيلة التي يستخدمها ضد شعبه الأعزل،فالثورات التي تمارس القتل والعنف الغير منظم بسبب عدم تنظيم الشعوب الثائرة من اجل الحرية ،فالحرية التي تنتزع انتزاع لأنها لا تعطى هبة ، فالتجارب العديدة للثورات العالمية تركت خطوطها القاسية في تاريخ بلادها بسبب شدة قسوتها التي مارستها ضد الشعب والنظام المسيطر ابتدأ من الثورة الفرنسية التي اندلعت عام 1789 ،والتي ارتكبت أفظع المجازر التي لا تزال تكتب وتدرس في كتب التاريخ ،وجئت بعدها الثورة الروسية التي قامت بمجازر ضد العائلة القصيرة ونظامهم وشعب روسيا من قبل ثورة شيوعية وكذلك الثورة الإيرانية التي جئت من خلال الملالي التي رفعت شعار المظلومية، فكانت هذه الثورة ثورات انتقامية دموية بشعة ،لذلك نرى نفسنا، إننا إمام أنبل ثورة واطهر ثورة سلمية في التاريخ المعاصر والقديم أمام الثورة السورية الشعبية الثورية ،بالرغم من وصفها من قبل النظام بأنها ثورة عصابات ،لكنها ثورة الحرية الحقيقية.
الفيتو الدولي ضد الشعب السوري:
لقد استخدم الروس والصينيون باستخدام الفيتو بالرغم من التعديلات لأربع مرات لكن الروس،الذين يخوضون حربا فعليا ضد العرب فالروس اخذوا موقف علني مع محور الممانعة ضد العرب نتيجة مصالح مادية واقتصادية وعد بها الروس من قبل إيران،التي تغريهم بمكاسب مالية خاصة ،وتحاول إيران أن تتمسك بهم لكونهم يؤمن الحماية لها، بسبب مشاريعها الخاصة المتعددة ،فالروس الذين يرفعون الفيتو في مجلس الأمن ليس لحماية بشار الأسد، وإنما ضد العرب،بتوجه إيراني ، لأنهم دخلوا في تحالف معها،الروس يبنون كل المفاعل النووية فيها و تصل أثمنها العديد من مليارات الدولارات،إضافة إلي التنقيب عن حقول النفط ،وتزويد ها بالأسلحة الروسية المختلفة الحديثة التي تستخدمها إيران في هيكلية جيشها وضد جيرانها العرب،إضافة إلى وعود إيرانية لروسيا، بإعطائها امتيازات في العراق في مجالات النفط والسلاح والتطوير في ألبنى التحتية للعراق، بعد أن فقدت فيها استثمارات كبيرة أثناء احتلالها من قبل الولايات المتحدة ،والى احتواء النظام السوري كاملة من خلال الدفاع عنه دوليا ومنع سقوطه وغض النظر عن كل جرائمه ،إضافة إلى محاولة روسيا بالدخول إلى منطقة الغاز الجديدة المكتشفة في حوض البحر المتوسط في لبنان بواسطة حزب الله الإيراني ،والغاز في إسرائيل التي تربط روسيا بعلاقة جيدة وتحالف جديد مع نتانياهو للحفاظ على نظام الأسد في سورية ،و قبرص الذي تربطها علاقة قربة مذهبية، والطالبة للحماية ضد تركيا العدو التاريخي لروسيا .من هنا الروس اخذوا قرارهم منذ القديم بحماية النظام السوري والدفاع عنه دوليا وتزويده بكل ما يحتاج، ولا ليس من العجب بادا أعلن خبر عاجل بان الجيش السوري الحر، بأنه تم اعتقال خبراء روس في سورية وليبيا تشهد على تورط الروس في المشاركة في القتال مع كتائب ألقذافي .
فالروس عمليا صوت ضد العرب وعلى العرب الذين أهانهم القرار الروسي بان يردوا لنفسهم الاعتبار من خلال الرد السريع على موسكو لان الطريق مفتوحة أمام العرب بالرد على الروس بطريقة موجعة فالروس لم يعودوا طرف يدافع عن القانون الدولي، وإنما طرف مشارك مباشر مع نظام الأسد في القتل ،وهذا مما دفع بالروس بالتوجه إلى سورية من خلال وفد رفيع المستوى مؤلف من وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومدير عام المخابرات الخارجية الروسية ميخائيل فرافتكوف بتاريخ 7 فبراير "شباط"2012.
الروس بعد الفيتو :
ولكن ما هي الرسالة التي يحملها الوفد الروس الرفيع المستوى الذي يزور سورية بعد أن كان يقتضي إرسال مبعوث عن الرئيس الروس . فالوفد الروسي يحمل رسالة واضحة للأسد الذي يحاول إن يطالبه بالخروج ومحاولة تنظيم الجيش الحالي من خلال انقلاب يحافظ على طبيعة النظام الحالي والذي يخول لروسيا حرية الحركة والسيطرة في سورية ،لان الخيار الثاني غير وارد وهو التنسيق على إرسال قوات عسكرية إلى سورية للدفاع عن بشار الأسد،لان خيار الانخراط العسكري في المستنقع السوري سوف ينهي روسيا نهائيا من خلال إعلان العرب الإسلامية والعربية ضدها في الخارج ،وتحرك الوضع الإسلامي الداخلي والمعارضة الروسية التي تجهد في حراك شعبي وسياسي ضد بوتين،وبالتالي الروس لن يكرروا سيناريو أفغانستان من جديد وللتذكير بان مستنقع أفغانستان هو الذي أدى إلى انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي، وانتصار الإسلام السياسي السني والذي أدى إلى ظهور حركة القاعدة في جبال طورا بورا.
فروسيا التي تخاف من نقل العدوى الثورية العربية نحوها ونحو جمهوريات السوفيات السابقة الإسلامية والتي تدين بأغلبيتها بالإسلام السني ،فهي تتحالف من الإسلام الشيعي الذي دوما تنوه بخوفها من حرب طائفية ،فالملف السوري هو عامل ضغط داخلي من خلال الخلاف المتزايد بين النظام ومعارضته التي تخرج للتظاهر ضد الرئيس بوتين ،القادم للسلطة بظل اهتزاز بشعبيته وتزايد المعارضة الذي يحاول توظيف الملف السوري كنقطة ضغط في تهيج العامل القومي الروسي بعدم الرضوخ للغرب ولأمريكا.

إما الموقف الصيني الذي يرتبط بالموقف الروسي من خلال مصالح خاصة واستثمارات مالية وتجارية كبيرة موضوعة في إيران يهدد بخسرانها بحال عدل موقفه بالنسبة للنظام السوري، بالإضافة إلى استيراده المباشر من النفط والغاز الإيراني الذي لا يستغني عنه حتى اليوم ،إضافة الخلاف الصيني الأمريكي على العديد من الملفات حقوق الإنسان والتبيت وكوريا الشمالية وتايوان " تايبية" ،والقرصنة التجارية الصينية.
جمعة التظاهر السورية :
بالرغم من القمع والقتل والبرد والجوع فان التظاهر والاحتجاج السوري الشعبي يتسع ويدخل مناطق ونواحي لم تشارك قبل بالثورة ،إضافة إلى تزايد في الانشقاقات السورية داخل المؤسسة العسكرية لصالح الجيش الحر الذي يخوض معاركة طاحنة وموجعة مع جيش الأسد ،فالشعب السوري خرج للتظاهر من جديد مثل كل أسابيع ملبي نداء لجان التنسيقيات الثورية السورية في الخروج للشوارع وتقديم أرواحهم فداء للوطن ،فالشعب السوري خرج بالرغم من كل الظروف القاسية التي يعيشها ليقول للأسد ونظامه وروسيا وإيران والعرب والعالم ولمجلس الأمن الذي يناقش الموضوع السوري ويحاول تنفيذ صفقات بين الدول الكبرى التي تملك حق النقد بأنه لان يعود إلى بيوته ولن يهدءوا إلا بعد تنحي الأسد وسقوط نظامها ومحاكمته ،فإذا المجلس اتخذ قرارا إلى جانب الشعب السوري، وإدانة النظام السوري أو لم يقف إلى جنبه ،فالشعب قرر المواجهة حتى النهاية ،ولوحده لإسقاط الأسد،فالعالم كله تفاجئ وخاب أمله من استخدام الفيتو المزدوج لم يفاجئ الشعب السوري الذين يعرفوا سلفا موقف روسيا للأخلاقي وللإنساني والمادي الرخيص الذي يمارس السمسارة. لقد خرج الشعب بتاريخ 2 فبراير" شباط " 2012 في جمعة جديدة أطلق عليها" جمعة عذرا حماة سامحينا " ليقولوا للنظام لم نعد نخاف منك وأيامك محدودة مهما تلقيت من جرعات الدعم الإيرانية والروسية ،لكن نحن لك بالمرصاد وسوف نسقطك ولم تعد تخيفنا بالرغم من ممارستك للمجازر وسفك الدماء فتاريخك إجرام ودم ،لكن الأيام الماضية انتهت إمام اليوم نحن الشعب الذي نقرر مصيرنا ليس الغرب ولا الشرق وعقارب الساعة لا تعود للوراء .لقد خرج الشعب السوري كله للتظاهر في 450 مكان سوري ولقد وصلت نقاط التظاهر في هذا الأسبوع إلى 514 نقطة اعتراضية ضد حكم الأسد والعائلة البائدة،لكن الملفت للنظر في هذه الجمعة كانت تظاهرات حلب التي وصلت الى60 نقطة تظاهر في قلب المدينة معمدة مشاركتها بالدماء الذين سقطوا طوال هذا الأسبوع الدامي،لتشكل حلب مثلت ثائر جديد بين الريف والجامعة والمدينة في حالة اعتراضية جديدة لقلب المعادلة التي اعتمد عليها النظام في تحيد حلب عن التظاهر وحركة الاحتجاج ،ولكن الأبرز هو تشكيل كتيبة لواء أحرار حلب التابع للجيش الحر من خلال إعلان الرائد المظلي "مأمون كازلي" بتهديد الشبيحة الاسدية في حلب . فالمظاهرات التي أخذت شعار العصابة الحمراء تيمنا بالدم الذي سال في مدينة أبي الفداء ،والتي لم تتوقف نواعيرها عن الدوران بالرغم من امتلاءها بدماء الحموين التي تم قصفها ودكها من قبل نظام الأسد الأب.
مجارة حماة عام 1982:
بدأت مجزرة حماة في 2" فبراير" شباط 1982، حين باشرت وحدات عسكرية حملة على المدينة الواقعة وسط سوريا، وتم تطويق المدينة وقصفها بالمدفعية قبل اجتياحها عسكريا وقتل واعتقال عدد كبير من سكانها، وراح ضحية المجزرة آلاف أو عشرات الآلاف من أبناء حماة وفق روايات متعددة. وتشير التقديرات إلى سقوط 40 ألف قتيل، وفقدان نحو 15 ألفا آخرين لا يزال مصير عدد كبير منهم مجهولا حتى الآن.
تعرضت المدينة ، لخراب كبير شمل "مساجدها وكنائسها ومنشآتها ودورها السكنية"، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من سكانها بعد انتهاء الأحداث العسكرية.
وكذلك التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى تقول :"بأن النظام منح القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب المتعاطفين معها"، وفرضت السلطات تعتيماً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية.
وبررت السلطات وقتها ما حدث بوجود عشرات المسلحين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين داخل مدينة حماة.وجاءت تلك الأحداث في سياق صراع عنيف بين نظام الرئيس حينها حافظ الأسد وجماعة الإخوان التي كانت في تلك الفترة من أقوى وأنشط قوى المعارضة في البلاد.واتهم النظام حينها جماعة الإخوان بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ اغتيالات وأعمال عنف في سوريا من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية في يونيو"حزيران" 1979 في مدينة حلب.
ورغم نفي جماعة الإخوان لتلك التهم وتبرئهم من أحداث مدرسة المدفعية فإن نظام الأسد حظر الجماعة بعد ذلك وشن حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر قانون 49 عام 1980 الذي يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لها.وتطالب المنظمات الحقوقية بتحقيق دولي مستقل في أحداث حماة، ومعاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث.
وذكرت صحيفة "النوفيل أوبزرفاتور الفرنسية " الصادرة بتاريخ 30 نيسان"ابريل" 1982. الذي كتب فيها بان :"
في حماة، منذ عدة أسابيع، تم قمع الانتفاضة الشعبية بقساوة نادرة في التاريخ الحديث، لقد غزا "حافظ ورفعت أسد" مدينة حماة، بمثل ما استعاد السوفيات والأمريكان برلين، ثم أجبروا من بقي من الأحياء على السير في مظاهرة تأييد للنظام. صحفي سوري قال:" موجهاً كلامه لأحد الضباط،رغم ما حدث، فإن هناك عدداً لا بأس به في هذه المظاهرة"، أجاب الضابط وهو يضحك، نعم، ولكن الذي بقي أقل من الذين قتلناهم.
-أما جريدة ليبراسيون الفرنسية، فقد ذكرت على لسان الصحفي شارل بوبت، وهو صحفي فرنسي محرر في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية استطاع أن يدخل إلى قلب مدينة حماة أثناء الأحداث
وقضى فيها وقتاً لا بأس به، ثم سلم نفسه للسلطات السورية تمويهاً، وتم نشر تحقيقاً مطولاً يعتبر أخطر ما كتب في الصحافة العالمية عن هذه المذبحة.
في مقالته التي نشرت في ا آذار"مارس" 1982 يكتب:"الساعة السابعة صباحاً تبدو حماة مدينة غريبة، حركة عمران! كل شيء في طور الأعمار، أو كان كذلك، وفجأة توقف كل شيء، وبمحاذاة البيوت التقليدية القديمة، كانت الأبنية الحديثة تبدو كأنها حيوانات ضخمة جريحة واقفة على ظهرها، الطوابق الأرضية ظاهرة، والأعمدة التي تستخدم عادة لحمل الطوابق الأخرى كانت عارية، ومتجهة نحو السماء بشكل مستقيم، وعلى قمتها قضبان حديدية ملتوية وصدئة (...)، إنني أمشي الآن وسط بيوت متهدمة، وأشجار مكسرة، وأعمدة ملوية أو منزوعة من مكانها. هناك قليل من السكان. ومثلهم فإنني أتنقل بحذر أثناء المسير. إنه هنا حدث القتال وما يزال مستمراً من صباح هذا اليوم من شهر شباط. إنها ليست الحرب، ولكن بالأحرى، نهاية معركة كانت على ما يبدو رهيبة.
ننتقل من بيت إلى بيت، ومن فوقنا تمر طائرة هيلوكبتر، وأمامنا عائلات بأكملها تبكي، جثث تجر من أرجلها أو محمولة على الأكتاف، أجساد تتفسخ وتنبعث منها رائحة قاتلة ، وأطفال تسيل منهم الدماء وهم يركضون لاجتياز لشارع، امرأة ترفض أن تفتح لنا منزلها، إنها ليست زيارة متفقاً عليها، إنني غير مرغوب في مثل هذه الساعات، ونهيم على وجوهنا أنا ومرافقي - أحد أبناء المدينة الذي تطوع بهذا العمل، ولكن كنا محتاجين لأن نبقى ضمن الأحياء التي ما تزال في أيدي الثوار التي تضيق رقعتها شيئاً فشيئاً، وأخيراً تستجيب المرأة لتوسلات مرافقي وتفتح لنا، إنها تخبئ زوجها، ها هو ذا أمامنا مسجَّى على الأرض، دونما رأس، ميتاً منذ 5 شباط!!! وهكذا فإن كثيراً من الناس يخبئون جرحاهم، خشية أن تجهز عليهم القوات الحكومية، أما الأموات فإن أهاليهم يدفنهم بسرعة، إذا أمكن، فيما أصبح يطلق عليه اليوم مقبرة الشهداء في الزاوية الكيلانية، "التي تم نسفها كلياً فيما بعد.
بضع طلقات نارية صوب الجنوب تتبعها راشقات قوية، وخلال عشر دقائق كانت القذائف تتساقط كالمطر أينما كان، وحيثما تسقط كنت تسمع صرخات الرعب ونداءات التوسل إلى الله على بضعة أمتار منا، شاهدنا رجلاً يتمزق تماماً ويسقط فوق جدار، كما لو أنه هيكل عظمي، ولم أصدق عيني، ولكن عندما ظهرت الطائرات من جديد فوقنا، دفعني مرافقي لتحت منزل، صارخاً "هاهم يعودون".
شيء مرعب ورهيب ،طبعا ثلاثين عام من المجزرة المروعة والبشعة والفظيعة التي ارتكبها الأب وتم السكوت عنها عربيا ودوليا، جاء الأبن الأسد الصغير"الغضنفر محاولا إعادة نفس السيناريو في العام 2011، ردا على انتفاضة الحرية التي طالبت بالحرية والعادلة الاجتماعية والخبز ،فالحل الأمني لم يغيب عن بال هذا النظام الفاشي الظالم مستعينا بأشخاص تمت مكافئتهم بعد مجزرة حماة واحتلوا مراكز هامة وصلت إلى مستشرين للأسد الصغير "العم أبو وائل" العميد نصيف، والعميد وهشام بيرقراد الذين يقدون عمليات القتل في سورية مجددا، ضد ثورة وثوار الحرية معتبرين بان القتل ،واستخدام الحل الأمني هو الذي ينقض النظام ويسكت الشعب السوري الثائر ،لكن الحال اختلف والعالم اختلف وسورية اختلفت ،لذلك كانت جمعة الأسبوع الاحتجاجي تّذكير بالمجزرة القديمة التي أضحت ترتكب يوميا بحق الشعب الأعزل .
الموقف الإيراني من الأزمة السورية:
كما ذكر في مقالنا السابق تحت عنوان :" سورية الحرية: الحل العربي يحرج روسيا، بعد أن أضحت شريكا للنظام في القتل...!!!"، والذي قلنا فيه بأننا سوف نتوقف أمام الموقف الإيراني في المقال القادم من تحليلنا للإحداث السورية وثورة الحرية، والذي لم نستغرب أبدا من الدعم الإيراني للنظام السوري، إيران منذ بداية الثورة السورية لقد تم وصفها بالمؤامرة ضد النظام السوري المقاوم والممانع من خلال عصابات إرهابية تكفيرية تحاول العبث بنظام الأسد، لذلك لم تبخل إيران على النظام السوري بالمال والعتاد والخبراء والضباط والعسكر والأجهزة اللوجستية والمعدات التقنية بإرسالها لنظام الأسد لإحباط الثورة ،والتي كانت لها خبرة كبيرة في قمع ثورتها الخضراء،وتزويدها بهذه الخبرة للنظام الحليف الذي يتلاشى من انفجار الصمت السوري المحتج على نظام القمع ،بل تعدى ذلك لتقوم إيران بتزويد النظام بالمليشيات العراقية ،الصدرية ،واللبنانية بميلشيات حزب الله ،وإجبار لبنان بالنيئ بنفسه مما يحدث في سوريا ويحتجب عن الإجماع العربي بضغط إيراني ،وإمداد عراقي مالي ودبلوماسي للنظام السوري. ولم تكتفي إيران بهذا بل ذهبت بتهديد العرب من خلال افتعال قضية طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، والتي تحاول الضغط من خلالها على العرب ،و حثهم على عدم الضغط على الأسد ونظامه ،بل ذهبت ابعد من ذلك عندما هددت بإقفال خليج هرمز بوجه الملاحة الولية بحال تم حذر نفطي عليها ،بل هددت العرب بحال أراد العرب تزويد العالم بالنقص النفطي العالمي ،فكان جواب العرب من خلال مجلس التعاون الخليجي بخطوات عديدة ،لتصل المواجه المباشرة من خلال كلام تركي الفيصل في مؤتمر الأمن القومي في البحرين الذي وجه تهديد مباشر لإيران بان لا تستخدم خلافها مع الغرب ضد العرب لان العرب هم ليس لهم علاقة بذلك وبالتالي هم قادرون على الرد .كذلك كلام الأمير القطري الذي طالب بإرسال قوات ردع إلى سورية وبالتالي هذه رسالة عربية ضد الروس والإيرانيون،سحب المراقبين الخليجين من البعثة العربية إلى سورية،احتواء مملكة البحرين ومنع التدخل الإيراني فيها بالرغم من الدور العلني الإيراني في المملكة،حل المشكلة اليمنية وفقا للخطة الخليجية التي جردت إيران من أي فرصة لكي تلعبها وتعبث فيها .
الاتفاق القطري السعودي على احتضان حركة حماس وسحب الورقة من اليد الإيرانية، احتضان حركة طالبان الأفغانية، وفتح مكتب تمثيل لها في قطر ،المواجهة العربية الخليجية العربية في مجلس الأمن ضد روسيا وإيران .
طبعا إن عدد المعتقلين الإيرانيين في سورية لا يغير موقف إيران بالرغم من كون الغارة أو المجزرة التي ارتكبها النظام في حي الخالدية في حمص بتاريخ ليل 3-4 فبراير"شباط"2012 في ليلة المولد النبوي الشريف، والذي ذهب ضحيتها أكثر من 350 قتيل وأكثر من 1600 جريح،مما اثأر غضب الشعب السوري والعربي ،لقد ثملت الردود في اليوم التالي في اجتيحت سفارات النظام في الخارج واحتلالها ومظاهرات جديدة وقوية في كافة المناطق الثائرة ، فكان الرد التونسي والليبي في اليوم التالي للمجزرة بتسليم السفارات السورية للمجلس الوطني وقطع العلاقات مع عصابات الأسد ،فالعملية العسكرية السورية، كان هدفها بالأسس فكك اسر المعتقلين الإيرانيين والبالغ عدده أكثر من 35 أسير"محتمل أن يكون العدد أكثر بكثير" والتي تعتبرهم إيران سوحا للاماكن الدينية التي تفتقدها بالأصل مدينة حمص ،ومن ناحية أخرى محاولة من قبل النظام لوضع العالم كله إمام حالة أمر واقع جديد، من خلال تنفيذ المجازر الجماعية الذي يحاول النظام تنفيذها ضد الشعب السوري وهذا المخطط كان وضعه النظام منذ فترة قصيرة إمام روسيا التي رفضت تقبله.
فالعرب مجبرين اليوم باتخاذ قرارات سريعة لدعم الشعب السوري وثورته من خلال تخطي مجلس الأمن الدولي والدخول في قرارات أكثر موضوعية وعملية ،لان الشعب السوري ينتظر الاعتراف الفعلي بالمجلس الوطني السوري رسميا كممثل شرعي للشعب السوري وتامين حماية سياسية وقانونية للجيش السوري الحر وتزويده بالسلاح والعتاد والمال وكل الإمكانيات التي تمكن هؤلاء البطال بحماية شعبها من عصابات الأسد وخاصة هذا النظام لا يزال يتسلم بواخر السلاح وطائرات السلاح والعتاد العلني من إيران وروسيا فهذا ليس تدول .
فالتدويل مزاج على ما يبدو، و حسب ما يريده النظام السوري والإيراني، والتدخل في الشؤون الداخلية حالة مزجية أيضا.
الم تسلم إيران للأمريكان أفغانستان والعراق لماذا لم يرتفع الصوت عاليا عندما تدخلت إيران في لبنان وتم اجتياح 7العاصمة 7ايار 2008 و تقسيم الشعب الفلسطيني والسيطرة على أعناق حركة حماس وحبسهم في دمشق .الم تتدخل سورية في الشؤون العربية المجاورة طوال فترة البعث ،الم تعبث بأمن وحال لبنان حتى هذه اللحظة بالذات.
الم يطالب نظام الأسد الفاسد من بداية الثورة السورية بالتدخل الأجنبي في سورية ضد العصابات الإرهابية والسيد شعبان ووليد الدبلوماسية هما الأوائل المطالبين بالتدويل ،وعندما يطالب الشعب السوري الأعزل الذي يقتل بحماية دولية، فانه عميل ومأجور.
فإذا كانت حركة التنسيق الوطني التي تسعى للتحاور مع النظام السوري والتي تعتبر سقف مطالبها عادية رفضت التحاور مع موسكو التي قالت التحاور فقط على رحيل الأسد مما اجبر موسكو على إلغاء دعوتها للهيئة التي كانت مقررة في الأسبوع الأول من شباط "فبراير "الحالي.
فكيف سيكون رد العرب الذين أهانهم الفيتو الروسي وأعلن الحرب ضدهم ،بالوقت الذي يملكوا مجالات كثيرة للرد وبطريقة قانونية وفي الحرب كل الأبواب مفتوحة والحرب صولات وجولات والبقاء للأقوى.



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيتو الروسي ضد العرب وليس لحماية الأسد...!!!
- سورية الحرية:محور الممانعة تتجه نحو حرب طائفية، والشعب لايزا ...
- القضية الفلسطينية: مستقبلها السياسي بظل الثورات العربية، وأف ...
- روسيا و سياسة الدفاع عن دمشق للحصول على أثمان غالية ...!!!
- العلاقة الروسية -الإيرانية:
- سورية الأسد: المجزرة مستمرة والجيش الحر أضحى أمل الشعب...!!!
- شام شريف وشعب نظيف مصر على إسقاط الرئيس رغم- الفيتو والسلاح ...
- الأسد وثورة الحرية : في خطاب رابع وربما الأخير...!!!
- روسيا و المبادرة العربية في ظل ترأسها لجلسة الأمن...!!!
- سورية حرة بشعبها والنظام يلاحق صرخات الله واكبر بالدبابات ال ...
- قصة صمود: شعب في مدن...!!!
- لقاء الثقة بين اسلام اباد ونيودلهي يجدد الود...!!!
- لشعب السوري كفيل ب-بشار الأسد-، ومليشيات الجنجويد ...!!!
- روسيا لن تسمح بكتابة التاريخ بطريقة جديدة: بظل صعود البوتيني ...
- إعلام التواصل الاجتماعي: ودوره في الثورات الشعبية من صربيا إ ...
- عراق اليوم : ازمة كيان،او تصفية حسابات...!!!
- النظام السوري : توقيع البرتوكولات العربية ،إشارة مرور لاستمر ...
- العراق الجديد : مجدا يدخل في نفق المجهول ...!!!
- العراق الجديد : فوضى جديدة،أو انتصار حقيقي...!!!
- فدوى سليمان: الفنانة الثائرة، وكابوس الأسد الجديد...!!!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - حرب الفيتو ضد العرب: الفيتو الروسي في سورية،لا يختلف عن الفيتو الأمريكي ضد الفلسطيني ...!!!