أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - فاقد الشئ لا يعطيه














المزيد.....

فاقد الشئ لا يعطيه


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


أتت الى شاكية باكية , وكأنها فقدت شئ ثمين , بالطبع أسترعانى وشدنى بكاءها لآنها جارة محترمة , وسألتها عن سبب بكاءها , قالت : زوجى إنسان غليظ القلب , الرحمة فى قلبه مفقودة , لآنه يضرب أبننا الكبير لآتفه الآسباب , وينهره إذا ما أخطأ خطأ بسيطا , وهذا أثر على نفسية الولد مما جعله يكره بقية أخوته وينطوى على نفسه طوال النهار. الولد يقوم من نومه مفزوعا , صارخا وينتابه موجات هياج عصبى , لكن أبوه فاقدا للأحساس ويقول أنه ولد لئيم ويجب عقابه لآنه متمرد .

وقالت الزوجة الشاكية , إن أبنى عنده من العمر عشر سنوات , ولم يدرك معنى الحياة التى يطلبها منه والده , ووالده يتخيل أن الولد أصبح رجلا , سألتها عن زوجها عدة أسئلة , فقالت نعم هو إبن عمى , وكان أبوه يضربه بنفس الطريقة حين كان طفلا , لدرجة أنه أصبح رجلا معقد النفس , كل من حوله فى العمل يكرهه بسبب سوء تعامله مع الآخرين , قلت لها با سيدتى لا تخزنى , فنحن صورة من سلوك أباءنا معنا فى الصغر , ومن شب على شئ شاب عليه , تأكدى يا سيدتى أن زوجك فاقد لأشياء كثيرة , لآنه نشأ نشأة غير طبيعية , نحن حين نعاقب أولادنا نعاقبهم عقابا ليس شديدا حتى لا نتسبب فى خلق أزمات نفيسة لهم , والعقاب ليس بالأسلوب البدنى , هناك عقاب معنوى , بمعنى أننا نحرمه من الآشياء التى يحبها , مثل نزهة مع أصدقائه , لكن أسلوب الضرب يميت فى الآبن أشيا كثيرة .

قالت أيضا أن زوجها يفضل أخوته عليه ولا أستطيع أن أعرف السبب , قلت لها لو سألتى زوجك عن معاملة والده معه فى الصغر , فسوف تعرفى منه أن والده كان يسلك هذا السلوك معه ولذا هو يأخذ هذا الخيار مع ولده لآنه كان فاقدا لحنان والده فى صغره , وأنا متأكد من ذلك , زوجك لديه عقدا نفسيه يا سيدتى يعوضها فى أحد أبناءه , وأنت بدورك يجب عليك أن تحمى أبنك من زوجك حتى لا تتفاقم الآمور ويؤدى ذلك الى أن أبنك يجنح سلوكيا , ويخرج عن الآطار العام للأسرة .

وأسلوب المفاضلة بين الآبناء هو من أسوأ الآساليب التى يتبعها الآباء مع الآبناء لآن له مردود سئ على نفسة الآبناء , أننا حين نميز بين إبن وأخر فهذا معناه أننا نقتل فى أحدهما الحب والحنان والعاطفة , كما أننا نخلق إبن عاق سلوكيا , لآنه يتولد لديه كراهية لباقى أخوته المقربون للوالد أو الوالدة بسب الغيرة, يتولد لدى الإبن كراهية لأخوته أيضا , ويولد العداوة فى البيت بين الآبناء .

كما أن التمييز بين الآبناء يخلق الشعور بالنقص لدى الآبناء , لآنه من الظواهر السلبية فى المجتمع لآنه يسبب الجنوح لدى الآبناء والخروج عن طوع الآسرة , وله عواقب جسيمة على المجتمع , لآنه يخلق العلاقات السلبية التنافرية بين الآسرة الواحدة .

نحن دائما نحنو على الآبناء جميعهم دون تمييز بين أحدهم حتى لا نشعر أحدهم بالنقص أو أننا نفضل عليه أخ أخر لما له من سلبيات وخيمة على نفسيةالآبناء , ويجب أن نحتوى أبناءنا بالحب والعطاء وعدم التمييز بينهم حتى لا نزرع الحقد والحسد بين الآبناء , وأيضا يجب علينا , ألا نقرب من قلوبنا إبن عن أخر لآن الحب فى الآسرة هو أساس العلاقة الجيدة بين أفرادها , وحتى لا نورث الشعور بالكراهية بين الآبناء .




#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسألينى يا كبيرة أسألى
- لماذا نخاف من الآسلاميين ؟ !
- ياريتنى ما حبيت
- أبدا لن أعود إليك
- إهانة المواطن فى الغربة
- لماذا الليبرالية ؟
- هل أكون ضحية الآنتظار ياحبيبى !!
- لماذا تمرض أجسامنا ؟
- التفير الآستنتاجى لدى الطفل
- نعم أنا العارية
- إمرأة عارية
- أه لو تعرف بحبك أد أيه
- من أكون ؟
- عقاب الآبناء
- صدقتك ويا ليتنى ما صدقتك
- قراءة فى الفكر الارهابى
- أعتذار
- أصل الحكاية
- لحظة ضعف
- همس الذات


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - فاقد الشئ لا يعطيه