عبدالله صقر
الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 01:25
المحور:
الادب والفن
حين كنت أعمل فى التدريس وذلك فى الثمانينات , ذهبت الى دويلة الكويت الصغير , والتى إذا ما قيست بمساحة شبرا , فسوف نجد أن حى شبرا أكبر منها ضعفين أو أكثر , كنا نعمل كعمال سخرة دون راحة ولا هوادة , أى ممنوع الجلوس فى الحصة إلا لأبن البلد , والحصص الآضافى لنا نحن فقط , لك أنت يا أجنبى , وهم يطلقون لفظ الآجنبى على الآوروبى والعربى على فكرة , والشئ الذى كان ملفتا هو تعدى الطلبة على المدرسين وبالأخص المصريين , وذلك فى عهد الرئيس المخلوع حسنى , لآنه كان ضعيف الشخصية , أو أنه كان متجاهلا شعبه فى الغربة .
وكان يعلم كل العلم بتعدى الطلبة االكويتيين على المدرسين المصريين , ولم يتفوه بكلمة , لا هو ولا أجهزته التجسسية على شبه فى الداخل , وليس مهما أن يهان كرامة أنسان مصرى فى أى بلد , المهم هو أرضاء أسياده فى الخليج على حساب كرامة المصريين فى الخارج , هذا كان إحدى سلوكيات الرئيس المخلوع مع شعبه , وللعلم كانت حوادث الأعتداء على المصريين بالكويت شبه يومية , وأغلبها قاتلة , أتذكر أن أحد المدرسين كان يقود سيارته وأوقفوه مجموعة من الطلبة وأنهالوا عليه ضربا بقطع من الحديد لدرجة أنه فقد الوعى , وللأسف لم يتحرك سعادة السفير ولا وزارة الخارجية , وكأن هذا المدرس ضمن قطيع من الحيوانات .
نعم هذا كان سلوك العهد البائد معنا فى الغربة , يشاهد الآعتداءات ويلتزم الصمت إرضاء لآسياده الذين أشتروه بالفلوس , لآنه كان فاقد الآحساس بالوطن والمواطن , فكنا نعمل ونح نشعربالمهانة لموقف المسؤولين من المغتربين , وكنا نقول لماذا نحن رخصاء فى أعين هؤلاء الجبناء ؟ ألم يكن فيهم واحد شريف يدافع عن كرامة المصريين الذين ينحرون على أيادى البدو !!
عودونا على الخنوع , وعودونا على الركوع , عودونا على الخوف , لآنهم رمونا فى السجون , كان يهمهم أنفسهم ولا يهمهم المواطن بقدر مصالحهم , كان المواطن درجة ثالثة ليس فى حسبان المسؤولين , لآنه مهمش وليس فى حسابات أى إنسان من هؤلاء الفاسدين , إنها معادلة تم حلها على أيادى الشعب , حيث قبع فى السجون هؤلاء الخونة فى غياهب السجون نظير ظلمهم للشعب .
#عبدالله_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟