عقاب الآبناء

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 16:04
المحور: الادب والفن
    

كثير من الآباء والآمهات يرفضون أسلوب العقاب البدنى لآطفالهم عندما يخطأون , نظرا لآن هذا العقاب له مردود سيئ على الآبناء , فكثير من الآبناء معرضون للخطأ أو التصرف بأسلوب يسيئ للأخرين , فيضطر الآباء الى أسلوب العقاب البدنى الذى هو مرفوض تماما فى علم التربية .

فعندما نفشل مع الطفل فى توجيهه الى السلوك الحميد الذى نريده منه فعلينا أن نلجأ الى العقاب , ولكن هذا العقاب ليس بالضرورة أن يكون ضربا مبرحا , ولكن هناك وسائل مجدية أخرى غير الضرب , لآن وسيلة ضرب الآبناء تقتل فيهم أشياء كثيرة مثل الشجاعة , أو اللجوء للكذب , إن إهانة الطفل مكروه فى التربية , لآن الطفل له كرامة وشخصية , فلزاما علينا أحترام شخصية هذا اكائن الصغير , والضرب له مساوئ كثيرة على نفسية الطفل , فهو يخلق منه طفلا جبانا غير قادر على مواجهة الحياة , كما يخلق منه إنسانا مهزوز الشخصية ( مهتز نفسيا ) , وغير قادر على التصرف فى المواقف الصعبة , وأتكالى .

وليس ما أقصده هو التجرد من عملية ضرب وعقاب الآطفال حين يخطأون , لكن هناك ضرب خفيف لا يؤلم , ويسبب الكراهية للأباء من قبل الآبناء , وقد نضطر الى هذا الآسلوب حين تسد جميع الحلول أمامنا , ولا نلجأ الى أسلوب الآنتقام من الآبن الذى يخطأ , والعقاب يعمل الى تحسين حالة الطفل الجانح , ولذا من الضرورى أن تلجأ لهذا الآسلوب عندما يستنفذ كل سبل الحلول مع الطفل .

ويجب مراعاة أن الطفل فى مراحله العمرية معرض للخطأ , لكن علينا مراعاة أن طفل ما قبل المدرسه له أسلوب خفيف فى العقاب , وأيضا يكون العقاب عن طريق الحرمان , أى نحرمه من الشئ الذى يحبه , وهذا الأسلوب هو الآمثل مع الطفل , أما الطفل الذى أدرك المرحلة الأبتدائية فهو يكون مدركا لأفعاله وتصرفاته وسلوكه , وأصبح أيضا مدركا للمعايير الآجتماعية لآنه أصبح يعرف الحلال من الحرام وهنا يجب علينا تعليمه الآسس السليمة للمعايير الحياتية , ونفهمه الخطأ من الصواب , عن طريق الأسترشاد والتوجيه .

لماذا نلجأ لأسلوب العقاب ؟
أسلوب العقاب هو تغيير أسلوب خاطئ للطفل , لآنه من طرق التربية للأطفال , وقلنا أن العقاب يكون خفيفا وبعيد عن الآلفاظ الجارحة والسيئة , والعقاب الخفيف , هو من الطرق التى ينادى بها علماء التربية , فهناك بحث جديد حول عقاب الطفل فى الآسرة و الباحث هو توما كورام من وحدة البحوث فى جامة لندن , ويؤكد البحث بأن تسعة أطفال من بين عشرة من الذين شملهم البحث قد تم ضربهم ولو لمرة واحدة .

شمل البحث أربع أسر ممن تتراوح أعمار أطفالهم بين 1 ـ 11 سنة , يقول كورام ( معظم الآطفال تم ضربهم , والقليل من الآباء ضربوا أطفالهم بعنف مسببين لهم الآلم و 15فى المئة من هؤلاء الآطفال ضربوا أو عوقبوا ) وقد يعمد الآباء والآمهات الى وسيلة أخف من الضرب لإفهام أطفالهم بأنهم أرتكبوا خطأ يستحقون عليه العقاب , كأمساك الطفل زهرة بعنف أو دفعه الى الخلف , ويقل العقاب الجسدى كلما كبر الطفل , ويتخذ صور أخرى كحرمانه من مشاهدة التلفزيون أو منعه من الخروج مع أصدقائه .

كما يوضح البحث حقيقة , وهى أن الآم تضرب وتعاقب أطفالها بدرجة أكبر من الآب على الرغم من أن نصف الآمهات يعترفن بأن أطفالهن لم يسيئوا الآدب بقصد متعمد , ولكنهم مع ذلك عوقبوا , وبالطبع هناك وسائل بديلة عن العقاب , مثل كاحرمان من الأشياء المحببة لدى الطفل , والتهديد .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل