أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية














المزيد.....

لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 09:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نشرت جريدة «المصرى اليوم» بتاريخ ٢٢ يناير ٢٠١٢ تصريحا للدكتور فخرى صالح، رئيس مصلحة الطب الشرعى، وصف فيه كشف العذرية، الذى أجراه المجلس العسكرى على المتظاهرات بجريمة «هتك عرض» يعاقب عليها كل من أمر بتوقيعها، وإن كان رئيس الجمهورية، موضحاً أنه ليس كشفاً على العذرية إنما كشف على غشاء البكارة، الذى لا يحق لأى طبيب أن يجريه.

وأنا أتفق مع الدكتور فخرى صالح فى هذا الجزء من تصريحه، لكنى أختلف معه فى الجزء الآخر، الذى يقول فيه إن الطب الشرعى وحده هو الذى يحق له الكشف عن غشاء البكارة، بشرط وجود أمر من جهة قضائية، وقد آن الأوان أن نكشف الغطاء عن هذا الظلم الكبير، الذى تتعرض له البنات فى بلادنا تحت اسم العذرية، أو سلامة غشاء البكارة، كيف تقتل البنات جسديا أو نفسيا، بسبب جهل الأطباء بهذا الغشاء، الذى لا علاقة له بالأخلاق أو العفة، فى كلية الطب لم ندرس شيئاً عن هذا الغشاء، لا يتدرب طلبة وطالبات الطب على فحوص العذرية، لأننا لا نكشف على العذراوات ولا تشرح كتب الطب ما هى العذرية، وما هى أنواع أغشية البكارة، ومعظمها لا ينزف ليلة الزفاف، لأسباب بيولوجية بحتة، لا علاقة لها بالاتصال الجنسى بالرجل،

إن علم الطب مثل العلوم الأخرى يتطور مع تطور المجتمعات، ويسقط من العلوم كثير من الخزعبلات، التى تسقط مع تطور السياسة والاجتماع والأخلاق والأديان، لا توجد ثوابت فى مجال العلم أو أى مجالات أخرى، لأن التغير هو قانون الحياة، كشف الطب عن أن التكوين البيولوجى يختلف من إنسان إلى إنسان، وأن عمليات الختان من العمليات العبودية الضارة بصحة الرجال والنساء، وأنه ليس فى جسد المرأة أو الرجل ما يثبت ما يسمى العذرية، هذه الحقائق الطبية بكل أسف لا يدرسها الأطباء فى بلادنا حتى اليوم، بسبب المحاذير الأخلاقية التى لا علاقة لها بالطب أو الأخلاق، لا أعرف كيف يكشف الطبيب الشرعى على ما يسميه غشاء البكارة؟

وإذا ولدت البنت دون هذا الغشاء (كما هو حال ٣٠٪ من البنات) فماذا يفعل الطبيب؟ هل يقول عنها عذراء أو غير عذراء؟

وهل يعرف الطبيب أنواع الأغشية المتعددة، التى لا تنزف، وقد تتمزق لمجرد ركوب الحمار أو الحصان أو العجلة، وقد لا تتمزق على الإطلاق إلا بعد ولادة الطفل الأول، لولا الثورة المصرية وفضيحة فحوص العذرية التى أجراها المجلس العسكرى للمتظاهرات، لما أصبح الأمر منشوراً فى الصحف كم فتاة تقتل فى الخفاء تحت اسم الشرف وهى بريئة؟

أرجو من الأطباء فى مصلحة الطب الشرعى أن يقرأوا كتابى بعنوان «المرأة الجنس»، وهو متوفر بكل المكتبات فى مصر.على الأطباء أيضا الاطلاع على الدراسات التى تقوم بها بعض المنظمات النسائية عن جرائم قتل البنات تحت اسم الشرف فى المدن والقرى المصرية، وكم من البنات يتم اغتصابهن فى الطفولة من عمر سنة واحدة أو شهور قليلة حتى سن الرابعة عشرة، بواسطة رجال كبار فى الأسرة ذاتها، مما يسمى زنى المحارم، تخفى الأسرة الأمر خوفا على سمعتها، ويوجه اللوم للبنت لمجرد أنها البنت، تعاقب وحدها، قد يقتلها الأب أو العم أو الخال ذاته، الذى اعتدى عليها، كم من حالات صادفتها فى عملى الطبى ونشرتها فى كتبى، على مدى خمسة عقود، عن الضحايا البريئات الصغيرات اللائى يدفعن أرواحهن فداء الرجال الفاسدين.

لكن الثورة الحقيقية الصحيحة تشمل جوانب الحياة جميعا العامة والخاصة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والجنسية والثقافية والتعليمية، الجنس جزء من حياة الناس قد يسمو أو ينحط حسب قدرتهم على الصدق والكرامة والحرية والديمقراطية، الديمقراطية ليست حرية الكلام فى البرلمان فقط أو فى الصحافة والإعلام، لكن الديمقراطية سلوك يومى، يتدرب عليه الإنسان.

غداً ٢٥ يناير تخرج الملايين من الشعب المصرى إلى الشوارع والميادين، من أجل استمرار الثورة، من أجل تحقيق أهداف الثورة التى لم تتحقق بعد: كرامة عدالة حرية، شاركت النساء فى الثورة ودفعن حياتهن ودماءهن وعيونهن وكرامتهن ثمنا للحرية والكرامة والعدالة، لكن القوى السياسية التى قفزت على الثورة تريد إقصاء النساء، وعزلهن تحت اسم الأخلاق أو الدين، لكن الزمن لا يعود إلى الوراء، ولا توجد قوة قادرة على قهر النساء أو خداعهن باسم الدين أو الأخلاق.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور
- التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟
- الصندوق.. دموع النخبة والتماسيح
- الثورة المصرية الثانية
- الحضارة الرأسمالية الأبوية ومفهوم الفساد
- نساء تونس ونساء مصر
- «الجدل» قمة الفضائل .. علموا أطفالكم الجدل
- ميدان التحرير فى قلب مدينة لندن
- الثورات والنساء وتقسيم الشعوب
- صاحب الجلالة والنساء
- العضلات السياسية فى مصر وانسحاب المرأة
- هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ 2
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ (١)
- زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين
- الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!


المزيد.....




- الوكالة الوطنية للتشغيل..طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكث ...
- الفجوة الصحية بين الجنسين: حياة النساء في خطر؟
- ألمانيا.. امرأة تهاجم بسلاح أبيض رواد مهرجان عالمي للبيرة
- الشرع يشيد خلال استقباله وعقيلته وفدا نسائيا بدور المرأة خلا ...
- اعترافات امرأة غادرت أمريكا منذ 20 عامًا: -في المكسيك شعرت ب ...
- ” بادري بالتسجيل واحصلي على 800 دينار جزائري” خطوات التسجيل ...
- مصر.. فيديو مراقبة كشف ما فعله شخص بامرأة تسير بالشارع يثير ...
- على هامش الخلاف.. قصة امرأة عالقة وسط -عاصفة ترامب وماسك-
- اكتشاف السر وراء خسارة الرجال المعركة ضد السرطان أكثر من الن ...
- بطريقة لا تخطر على بال.. امرأة تكتشف خيانة زوجها عبر غرض يست ...


المزيد.....

- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية