ضاع العراقيون بين برشلونة وريال مدريد

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 12:28
المحور: كتابات ساخرة
    

في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ليوم الخميس 19/1/2012 فاز فريق برشلونة على فريق ريال مدريد بنتيجة 2 – 1وكنت ساعتها غارقا في النوم ولا اعلم هل اطلق العراقيون العيارات النارية احتفاء بالمناسبة ام لا!
عند ذهابي للعمل فجرا وعند شربي الشاي وجدت بائع الشاي سليم يتحدث مع الزبائن حول نتيجة المباراة وكيف ان ميسي كان اكثر من رائع . واعلن صاحب المطعم بسام عن اسفه لعدم مشاهدته المباراة . وكان هذا الحدث هو مدار حديث اهل بغداد صبيحة ذلك اليوم .
جدل الهوية العراقية
لقد اصيب العراقيون بخيبة امل كبيرة بسبب تفكك الدولة العراقية وتحولها الى دويلات طوائف وقد اختلفوا حول كل شيء الا في كرة القدم . وبما ان اتحاد كرة القدم العراقي واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية قد انقسمتا الى تنظيم للداخل واخر للخارج , احدهما يمثل المحسوبين على النظام الجديد والاخر يمثل النظام البعثي القديم . لقد اصيب العراقيون بالاحباط من هذا التشظي الكروي ولذلك اعلنوا ولائهم للاندية الاسبانية !!!
على الرغم ان اسبانيا لم تحتل العراق ولايعرف العراقيون اللغة الاسبانية . ربما الشيء المشترك بين اسبانيا والعراق هو حضارة الاندلس . لقد تبنى العراقيون فرق الاندية الاسبانية واعلنوا ولائهم لاسبانيا في حالة غريبة من التغريب الثقافي والاعلامي والرياضي والمعرفي . لقد انفصل العراقيون عن واقعهم وعن ثقافتهم وتراثهم وحاضرهم ومستقبلهم . لقد تبنوا حضارة الغرب القائمة شكليا ومظهريا على ثقافة الميني جوب والبدلة الاوربية لكن العراقي بقي في داخله عشائريا وبدويا بامتياز .تماما مثل الفتيات العراقيات اللائي ينطقن باللهجة المصرية او الشامية وهن محجبات ومبرقعات ويخضن في الاوحال ويمشين في المواكب الحسينية مشيا على الاقدام الى كربلا !!!
في سعي العراقيين للهروب من واقعهم ومشكلاتهم تبنوا هوية غريبة عنهم تماما واصبح الحديث عن فريقي برشلونة وريال مدريد الشغل الشاغل للعراقيين عموما .
انها قصة التراجيديا والمساة الانسانية السوداء القائمة على الاضحاك .. وقديم قيل :شر البلية مايضحك .
على الود نلتقيكم دائما ...

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل