أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الحجاج ... الوباء الاعظم















المزيد.....

الحجاج ... الوباء الاعظم


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 13:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المقال منقول باختصار وبتصرف من مقال بعنوان ( طرفا زمان .. الحجاج والحسن البصري ) للباحث العراقي الدكتور رشيد الخيون المتخصص في التراث العربي و الاسلامي وتاريخ الديانات من كتابه (طروس من تراث الاسلام ) أصدار موسسة الانتشار العربي ,ط 1-2007 ,بيروت - لبنان يقول الخيون أن العظمة لاتعني الخير وحسب ,أنما يجوز القول :وباء عظيم ، وذنب عظيم ,وشر عظيم والثلاثة تجتمع في الحجاج . يتضح عبث الحجاج بالدماء والمعاش من أخباره مع فقيه ومتكلم عصره الحسن البصري ,وكان نموذج الانسان المسالم ,تخيله الناس يمشي على الماء .هل سمع المتشددون مقالة الحسن البصري , التي رواها احد علماء الحديث :( دينآ وسوطآ لا دينا سقوطا ولا ذاهبا فروطا ) وخففوا من قسوتهم على الدين والدنيا ؟فمهما فعلوا لم ولن يصلوا الى مستوى تدين البصري واخلاصه لله وطمعه في الجنة وفزعه من النار . فالدين اذا تحول سوطا بايدي اشباه الحجاج انقطعت علاقته بالله فلا يسقط الدين غير الافراط به .قيل عن الحجاج انه رفض الرضاعة من ثدي امه وشرب من دم جدي ذبح لهذه الغاية ,وقيل ولد بلا خرم في مؤخرته فثقب له خرمه . وكانت والدته مزواجة ، حالها ربما حال حكام دمويين معاصرين حكموا العراق واليمن . فتزوجت الحارث بن كلدة الطبيب ثم المغيرة بن شعبه ثم يوسف الثقفي . وقص القصاصون قصة عشقها لفاتن نساء المدينة . نصر بن حجاج بن علاط . وقيل انها ام ابي الحجاج ، وقد نقل الى عمر بن الخطاب شعر قالته في عشيقها:
هل من سبيل الى خمر فأشربها
أم سبيل الى نصر بن حجاج ؟
فلربما دعت رغبتها في أبن حجاج ان تسمي وليدها بالحجاج (راجع أبن كثير في البداية والنهاية ). يكتب أبن كثير في كتابه وصفا عن الحجاج :(كان كثير قتل النفوس ,ويتشبه بزياد بن أبيه ,وبالجملة كان الحجاج نقمة على اهل العراق ,وما بقيت حرمة الا هتكها ,وكان مبذرا في الدماء والاموال ,حيث لم يترك في بيت المال سوى ثلاثمئة درهم ) عمل الحجاج ( ولعله والده يوسف الثقفي) شرطيا تحت قيادة روح بن زنباع الجذامي (ت.48) هـ ومن هذا الباب دخل في خدمة ال مروان وضرب في سبيلهم الكعبة بالمنجنيق وحرك الحجر الاسود من مكانه بعد اعتصام عبد الله بن الزبير فيها .لافشاء الارهاب في النفوس لقب الحجاج صاحب شرطته بالعذاب واستحدث سجونا خاصة بالنساء .وكان يخبر عن نفسه ان اكبر لذاته سفك الدماء ,فعرف بتبذيره الدماء والاموال معا ,وارتكاب امور لايقدم عليها احد لبشاعتها . احصي في سجونه ثلاثة و ثلاثون الف عراقي (لم يحبسوا بدم او تبعة دين). اما المقتولون صبرا والهالكون في السجون فقدرهم المسعودي والديار بكري بمائة وسبعين الفا. وثلاثين الف امراة . كانت سجونه بلا سقوف ، يأكل المسجونون الطعام مخلوطاً بالاوساخ . ومن غرائبه كان اذا سمع نواحاً على ضحية من ضحاياه امر بهدم الدار التي يناح فيها على اهلها وكثرة ما قتل قيل : ( لم تجف الدماء من قتلاه ) . لكل هذا وصف احد المؤرخين ليلة موت الحجاج بالليلة المباركة ، واخر ذكرها بعرس العراق . من يريد التحري عن قسوة الحجاج يقرأ خطبته المشهورة التي فتح بها بوابات جهنم عند الجاحظ ( البيان والتبيين ) والباقلاني ( اعجاز القرأن ) وابن قتيبة ( عيون الاخبار ) وليسمع ماتمناه العراقيون على الله ان لايجمعه والطاعون ,فقالوا :(لايكون الطاعون والحجاج) (ابن تغري بردي ,النجوم الزاهرة ص230). كان الحجاج من القوة والحظوة عند الخلافة الاموية ان عزل عمر بن عبد العزيز عن ولاية المدينة لانه كتب الى الوليد ينجده بظلم الحجاج وسفكه للدماء ,وما يفعل باهل العراق وخوفه عواقبه .لم تفارق صورة سعيد بن جبير عين الحجاج ,بعد ان قطع صاحب عذابه رجليه ,فمات مهلوسا بعبارة ندم متاخرة :مالي وسعيد بن جبير؟ أقول :يخطيء من يعتقد ان القسوة هي ذروة الشجاعة وليست ذروة الجبن المستتر في الروح ! ففي موقف من المواقف التي تتفق عليها الروايات رغم التشرذم المذهبي ,عندما باغتت مجموعة صغيرة من الخوارج دار الحجاج في الكوفة ,يقال انه أختبا في زاوية من زوايا داره . من اقوال عمر بن عبد العزيز الشهيرة بحق الحجاج (لو جائت كل امة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم).(أبن الاثير,الكامل في التاريخ,احداث السنة 95 هـ ). وأشتهر الحجاج بمقولته عن أهل العراق (يا اهل العراق يا اهل الشقاق والنفاق ),فابتلي العراقيون بمثل هذا الثلب ,فالمحبون ينسبونها للحجاج والمبغضون ينسبونها لعلي بن ابي طالب , لكنها لا لهذا ولا لذاك ,هي لعبد الله بن الزبير عندما وصله خبر مقتل اخيه مصعب بالكوفة .ظل الرعب يطارد الحسن البصري بعد موت الحجاج ,خشيته من سنة قد تستمر ,وبهذا كان يقول :(اللهم انت قتلته فأقطع سنّته) .ومن ايذاء الحجاج بن يوسف الثقفي للعراق والعراقيين محاولته في تجفيف الاهوار لزيادة الخراج ,ففي ولايته شكا العراقيون من خراب الارض وهول الضريبة ,فحرم عليهم ذبح البقر ,لتدفع خراجا ,فقال احدهم :
شكونا اليه ضرب السواد فحرم فينا لحوم البقر
فكنا كمن قال من قبلنا أريها (السّهى وتريني القمر)
اما مؤيدوا الحجاج و مؤيدوا خلفائه فعدوا تحريم البقر وتجفيف الاهوار خططا لتنمية اقتصادية ! ترى كيف يكون الحجاج مصلحا اقتصاديا يسعى لخير العراقيين وهو القائل لهم:(والله لو اقرتكم ان تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا حلت لي دماؤكم ,ولا أجد احدا يقرا علي قراءة ام عبد,ويعني عبد الله بن مسعود ,الا ضربت عنقه ,ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير).كان هلاك الحجاج (فطس 95هجرية¬¬¬¬) يوم السعود والبشائر عند العراقيين ,ولاشماتة في الموت .فهذا ابراهيم النخعي ,احد اركان مدرسة الراي بالعراق ,سجد لله وبكى فرحا لموته ,قال تلميذه حماد : ( بشرت ابراهيم بموت الحجاج فسجد ... ماكنت ارى احداً يبكي من الفرح حتى رأيت ابراهيم يبكي من الفرح ) قال صاحب ( العيون والحدائق ) : ( لما هلك الحجاج بواسطه قبر فيها ، وعفي قبره ، واجري عليه الماء ، إذ كان اصحابه يدركون مدى نقمة الناس عليه ، فخافوا ان ينبش قبره ، وان تحرق رمته )
اما ضريح طرف زمانه الاخر الفقيه الحالم الحسن البصري فمازال شاخصاً مفتوحاً لكل الفرق والمذاهب ، لم يتأثر بخرابات البصرة المتتالية عاش الحجاج خمسة وخمسين ( 95 – 40 هـ ) سنة زهق فيها مازهق من الارواح ، عدها الطبري بمائة وعشرين الف روح ، من غير المقتولين في الحروب ، واستعمل انواع العذاب في الخصوم والابرياء . قتل بعد التعذيب من الشعراء اعشى همدان وقتل من المفكرين معبد الجهني ومن الفقهاء سعيد بن جبير فكم سيكون عدد ضحاياه لو منحت الحجاج الدنيا وعاش ماعاشه الحسن البصري ( 21-110 هـ ) ؟ سمى العراقيون يوم هلاك الحدجاج بعرس العراق وبكى فقاؤهم من الفرح ، ولما مات البصري وابن سيرين وجرير والفرزدق في سنة واحدة قالت امراة بصرية ( كيف يفلح بلد مات فقيهاه وشاعراه في سنة ) اخبار الحجاج وقسوته قد لا تحصى ولا تعد .
• للبحث في سياسة الحاج العنصرية ضد المعالي ، راجع كتاب الدكتور رشيد الخيون ( المباح واللامباح فصول من التراث الاسلامي ) فصل ( تغييب الالسن )
*للبحث في قتل الاسرى وتعذيبهم من قبل الحجاج ,راجع الطبري ,تاريخ الامم والملوك (ص 47-64).
* * *
انتهى الاقتباس من الدكتور الخيون والمقال يحتوي على العديد من المصادر العربية –الاسلامية لمن يحب مراجعته .
كلمة اخيرة لابد منها :نجد اليوم الكثير من الكتاب اصحاب الهوى الوهابي والمتاثرين بالتيار القومي العربي ونعرف اليوم التحالف غير المعلن بين السلفية الوهابية واصحاب المشروع القومي العربي على مشاكلة المنهج القومي الالماني يحسبون العراقيون بغالبيتهم من الفرس العجم والعجم هنا صفة للحيوان .وباعتبار االعراقيين باغلبيتهم اما غير عرب كالاكراد والتركمان والمسيحيون من ارمن وكلدان وسريان واثوريين وكذلك يزديين او من الشيعة الذين اعتبروا باغلبيتهم واغلبية العراقيين من الموالي فتمت اضافتهم الى النسبة الفارسية الاعجمية رغم نسبهم وجذورهم العربية ولي في هذا المجال مقالات قادمة.اما الكلام عن علمانية الحجاج فشيء مضحك فالعلمانية ابنة المجتمع الصناعي الغربي الحديث ولا علاقة لها بالاسلام والعروبة .من اين للحجاج العلمانية وهو قاتل الكل .هل يسمح الحجاج بعدم قتل المرتد وعدم دافعي الزكاة والضرائب ؟ وهل يساوي الحجاج بين المسلم المؤمن وبين الكافر ، وهل يقبل الحجاج بدستور علماني يتساوى فيه المسيحي واليهودي مع المسلم والبوذي واللامتدين ؟ هل يسمح الحجاج بمنع تعددية النساء في الزواج وفي رفضه لملك اليمين وللرق ؟ في الواقع ان المدرسة السلفية الوهابية بتحالفها غير المقدس مع القوميين العرب زوروا التاريخ واوغلوا في دماء شعوبنا ولاستخفافهم بنا صوروا لنا الحجاج بصورة ديمقراطية علمانية .
والمضحك في المقال ان الدكتور رشيد الخيون في اول سطرين من مقالته يشير الى موت الحجاج ولا يقول مات أو توفي لان هاتان الكلمتان تستعملان للانسان ، بينما نقول عن موت الحيوان أنه ( نفق ) أو ( فطس ) وهكذا يشير الخيون الى موت الحجاج بقوله فطس 59هـ .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالوهة التي فارقت الانسان
- هل الله قادر على الانجاب ؟
- لماذا ينصح بولس بعدم الزواج ؟
- دولة المكابيين اليهودية العنصرية
- اليهودية واوهام عبادة الاله الواحد
- اعترافات حمار ناطق ج 2
- حجاب عيون المرأة السعودية
- اعترافات حمار ناطق ج1
- الديانات الشمولية
- هل انكر بطرس يسوع ؟
- انجيل هيجل
- خارطة طريق نحو كركوك آمنة
- اشكالية وجود الله ومعرفته والاحساس به
- فرض الحجاب على الطالبات في مدارس العراق
- المسلمون اخوة يسوع
- سورية ... كيف الحل ؟
- اول مخالفة قانونية للمجلس الانتقالي الليبي
- تزييف التاريخ و المسكوت عنه في فتح الاندلس
- كركوك ... القنبلة الموقوتة
- ضوء على الاحداث في مصر


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الحجاج ... الوباء الاعظم