حصان طروادة

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 21:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يضرب المثل بحصان طروادة، كلمة نسمعها كثيرا دون ان نعرف قصتها، في الحقيقة هذه الاسطورة اليونانية التي تناولها هوميروس في الياذته الشهيرة، تعود تحديدا الى الصراع الذي كان دائرا بين طروادة واسبارطة والى الحيلة التي لجأ اليها الاسبارطيون للاستيلاء على طروادة.
ارسل ملك طروادة ابنه باريس الى ملك اسبارطة ليفاوضه في شؤون الدولتين المتنافستين، فحل الوفد على الرحب والسعة في قصر الملك وافراد حاشيته، لكن القدر يرسم ما لم يكن بالحسبان، ذلك ان عينا باريس عندما وقعت على هيلينا زوجة الملك الاسبارطي، شعر قلبه يغلي في صدره، ووقع صريعا في غرامها. وهو الامر نفسه التي احسته ايلينا، فتلاقت النظرات وتحدد المصير لعاشقين تنتظرهما حرب ضروس.
ولان الالهة هي من يربط القلوب بالحب او يرمي بسهام الغضب، فقد هبطت ربة الجمال الى الارض لتعاون باريس في تحقيق احلامه والفوز بالمراة التي اضرمت نار الغرام في قلبه، وهكذا اختطف باريس هيلينا الى طروادة وعاشا سعيدين بالحب الذي هبط عليهما من السماء.
وهب الاسبارطيون وجيرانهم وحلفاؤهم للانتقام لملكهم ممن الحق به العار، حشدوا جموعهم للزحف على طروادة ودك اسوارها واسترجاع زوجة الملك الحسناء اليه .
ونشبت حرب طاحنة بين الفريقين استمرت مايقرب من عشرة اعوام وفي النهاية قرر الاسبارطيين انه لا جدوى من استمرار القتال نظرا لمناعة اسوار طروادة، فلجأ اوديسيوس الى الخديعة والمكر، وانسحبت جنود اسبارطة الى الخلف، بادعاء التراجع والعودة الى وطنهم، وفي دليل على حسن نواياهم قدم الاسبارطيون الى طروادة حصانا هدية، ويقال بان النجار الذي قام بتشييد الحصان كتب على احد جوانبه ان هذا قربانا موجها للالهة اثينا. ولان الطرواديين مؤمنيين جدا بآلهتم فقد وقعوا في الفخ، وقبلوا الهدية مع الشكر.
وشعرت طروادة بنشوة النصر، حيث عمت الاحتفالات في الطرقات والساحات، بانتهاء الحرب والفوز على الاعداء، ودحر الغزاة.
وفي ظلام الليل بينما الطرواديين يحلمون بايامهم السعيدة المقبلة، خرج الجنود من الحصان، وعاثوا تدميرا، بعدما فتحوا الابواب امام رفاقهم لاقتحام المدينة التي اذهلتها المفاجأة. ببساطة كانت الحيلة تنطوي على بناء حصان ضخم يختبئ بداخله افضل المحاربين، الذي تلقوا توجيهات حازمة من اوديسيوس بكيفية الاستيلاء على المدينة.
هزمت طروادة عبر لعبة بسيطة لكن فيها الكثير من المكر والخديعة، عادت هلينا الى الى زوجها الملك وعاشت حياة طويلة معه، وعندما كبرت في السن، راى رب الارباب زيوس انه لا يليق به ان يدع الموت يسطو على حياة ابنته فقرر ان يرفعها حية الى مقر الآلهة وان يشمل ايضا بهذه النعمة زوجها وفي ذات يوم هبط من السماء رهط من الآلهة، وحمل الملك زوجته وارتفع بها الى الفضاء. وهي ابنة كبير الالهة واجمل نساء البشر على الاطلاق .
ويقال بان العرافة كانت قد تنبأت عند ولادة الامير باريس بانه سيكون سببا لتدمير طروادة وان الملك امر بقتله بعد ولادته لكن قهرمان الملك اشفق عليه ولم يقتله، ومهما كان من امر فان حصان طروادة، لعبة ماكرة ادت الى هزيمة امة بكامله.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل