أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل صارم - طوبى لمن يأخذهم همس فيروز .














المزيد.....

طوبى لمن يأخذهم همس فيروز .


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 13:51
المحور: الادب والفن
    


هل جربت مرة وأغمضت عينيك مستسلما ً لصوت فيروز .. أنصحك بالتجربة .. استسلم بكل حواسك لهمساتها العذبة .. واترك لها الباقي
نعم اترك لصوت فيروز كل شيء وسترى وتلمس وتشعر كيف تنتقل فورا ً إلى عالم آخر مليء بالسحر والألوان وحفيف أجنحة الملائكة وهمسات النجوم ثم تعود بك إلى هذا العالم لتسمعك سقسقة ينبوع رقراق ينسل بهدوء وتثاقل بين الصخور لتنسجم مع حفيف أوراق شجر تحركها نسيمات منعشة أو هديل يمامة تقف على حافة نافذتك
نعم ياعزيزي ستهمس لك النجوم ولا أروع لتكتمل مع سيمفونية الطبيعة .. فيروز تأخذك إلى هناك على فراش من غيمات ربيعية ناعمة ..ناعمة ..ناعمة بعد أن تسحب من أطراف أناملك ومن مسام جلدك ومن عقلك الحاضر والباطن كل متاعبك وتتركها في مكان ما من هذا العالم الموبوء بكافة أشكال الدجل والنفاق وكل الموبقات .
تأخذك فيروز إلى هناك .. إلى عالم آخر حيث سحر الأنغام والأحلام إلى الروعة والجمال لا كالجمال ولا كالروعة .
يتسلل صوتها إلى قلبك برقة وعذوبة .. يسكنك ..يتركز في خلاياك وتنهمر الأنغام كالشلال .. كنبع رقراق صاف
تلقي بك رقة صوتها فوق الثلج ثم ينتقل بك إلى حيث روعة أزهار الربيع ورائحة الأرض إلى همهمات المتعبين والمعذبين إلى فرح الأطفال وعبثهم .
هناك تتعرف على حقيقة الفرح الإنساني الذي لايماثله فرح لينفرج ثغر الأرض عن براعم ولآليء وتزهر النجوم لتراقص القمر مع حفيف ورفيف أجنحة الملائكة
فيروزتنا إن شاب صوتها مسحة حزن ..تبكي السماء بصمت وتتوه خيالاتنا في الغابات والوديان المكسوة بالثلج بحثا ً عن شادي
نهرم نحن في البحث وتنسل أيامنا من ببين أصابعنا وشادي ( بعدو صغير عم يلعب ع الثلج )
تصرخ فيروز صرخة تكاد تكون مكتومة تتردد في قلوبنا ( وينك ياشادي ) وهو مايزال يعيش فرحه الطفولي .
نكاد نبكي شادي الذي يختبئ في داخل كل منا .. نبكي طفولتنا التي لم نعشها كما الطفولة وسرقت منا ونحلم بنقاء الثلج .
نبكي حياة تفلتت من بين أصابعنا لم نذق فيها طعم السعادة التي أرادتها السماء لنا .. سعادتنا التي سرقها الأبالسة ولصوص الهيكل وأحفاد مسيلمة والقتلة من الغرباء ومن بني جلدتنا ليبنوا على شقائنا ودموعنا وآهاتنا سعادة زائفة لهم تشبع نهمهم للخراب والفوضى وأنانيتهم الدنيئة فيما كنا ومانزال نغرق ونغرق بالتفاصيل الأكثر تفاهة .
لانريد أن نهرب من مواجهة واقع متذرعين بصوت فيروز وملائكية فيروز وسحر النغمة
لكن من حقنا أن نسأل عن أحلام ضائعة تشدنا إليها فيروزتنا لتقول لنا أنها من حقنا .. فمن سرق منا هذه الأحلام ..؟
دمعة ساخنة ..ساخنة تكاد تفر من العين وموجة قهر تلف الحنجرة وتضغط عليها فيختنق الصوت معها والقلب كأنه ممسوك بيد خفية تضغط وتضغط حتى يكاد ينفجر ثم ينتقل بك همس فيروز إلى رقصة فرح تتماهى الألوان بالضحكات الطفولية البريئة وتنسل الأحزان متراجعة ًعن ساحة الرؤية والشعور
تبتسم الملائكة يتقدم نور قدسي ليضيء العقل والقلب والنفس ويملأ العين تنوس روحك قليلا ً ثم تستقر بحنان إلهي تعجز عن وصفه الأحرف والعبارات
لك الله يافيروز .. معك يتحول الفن إلى طقس مقدس .
فطوبى لمن يأخذهم همس صوتك



#خليل_صارم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يصنفون توابعهم من المثقفين والإعلاميين العرب ..؟!
- أحلام السلطان أردوغان .؟
- دائرة العماء المطبق.
- السيد وليد جنبلاط .. إنتبه فأنت في دائرة الخطر .
- النخب الثقافية العربية بين التلقي والإنتاج./ 1- 3
- الحجاب والنقاب ومسيلمة الكذاب .؟!
- هؤلاء المتأسلمون أعداء الحياة ..؟!
- الأول من أيار بعيدا ً عن الأنظمة السياسية .
- اسرائيل تريد السلام ...حسنا ً ..؟
- مالذي يعدونه لسوريا ..؟!!
- ثقافة العنصرية والتكفير والتشدد ...ثقافة الموت 2/2
- ثقافة العنصرية والتكفير والتشدد ...ثقافة الموت ..1/2
- القرآن - العلم - العلمانية /الجزء 16
- القرآن - العلم - العلمانية /16
- النظام السياسي العربي .. وعدائه التاريخي لحركات التحرر ..!!؟
- القرآن - العلم - العلماني /15
- الأوناسيسيون..؟
- ثقافة المقاومة ..ثقافة الحياة ../ 2
- القرآن - العلم - العلمانية ../13
- ثقافة المقاومة ..ثقافة الحياة /1


المزيد.....




- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل صارم - طوبى لمن يأخذهم همس فيروز .