جابر حسين
الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 20:41
المحور:
الادب والفن
إلي كجراي :
للموت ،
رائحة البقاء .
وللموت حضور بهئ في الحياة !
تكسرت المرايا كلها
وتناثرت مزقا كما الليل البهيم ،
وأشتد في الناس الذهول !
صارت الكلمات كالاعشاب
تتسلق الجدران
والكثبان
والرمل الطري
وتقتحم الدروب إلي العقول !
فتدور ساقية الحياة ،
يشع فيها الدفء
والدم
والتجلي الواقعي
والمعني الجليل لتداعيات
الرفض في زمن الوصول !
كان فينا شاعرا ،
رفد المخيلة
بالبديع من المعاني والصور !
ينثر الكلمات في من حوله ،
دررا ... درر !
يعطي ... ويعطي
يهب البنيات الجميلات
الصبايا ،
أنجما
وسحائبا
وقلائدا من الورود ،
من البروق ومن المطر !
فيحزن إذاك أقنعة القبول
ويبتعدن بفضله
عن الوعورة في الدروب الموحشات
وعن التزلف في بلاط الحاكم المجنون ،
وعن التشابه دونما سبب للمفردات
وعن بريق الصولجان
والتماهي والتبرج في البيان !
بعيدا عن أشارات الذبول
قريبا من بدايات الفصول !
في قصيدته ،
وضع الحقيقة ،
والرياح ...
البحر والمدي الممتد ،
الفقراء والناس الذين
عليهمو عبء التساؤل والثبات !
وأرخي السدول علي قصيدته ،
أكسبها غموضا لينا
وجسارة في اللون
فتوهج المعني ،
وأشرقت العبارة !
ياعزيزي ،
" وطن الصحو أضحي يثمر
الكوثر الأحمر وعدا وبشارة
ويعرف التاريخ
نضالا وصمودا ،
ولايري في مقطع الشعر خسارة " !**
فأمض عنا ، ياحبيب الروح ،
فما شعرك إلا
شاهق المعني
وفي الابداع عنوان جسارة !
** الابيات بين الاقواس تنويع لمقاطع لكجراي يقول فيها:
"وطن النسيان لايثمر
غير الحنظل الاصفر
حقدا ومرارة
يعرف الربح
عقودا ونقودا
ويري في مقطع الشعر الخسارة ! " **
* كجراي ، هو الشاعر السوداني الكبير وكانت القصيدة في عام رحيله في 8 أغسطس 2003م !
#جابر_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟