أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - رسالة صغيرة جدا لمحمد الصادق الحاج * !














المزيد.....

رسالة صغيرة جدا لمحمد الصادق الحاج * !


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 16:08
المحور: الادب والفن
    



إلي صاحب " أخوات ميم "* ، وهو في الملكوت الظليل ... !

ياكاتب القدس المسطور بأقلام الدواخل المشرعات برعشات الحب والخيبة علي أوجه محامدها ...أنت في الدنيا والملكوت : كاتب !الثقافة العربية ياعزيزي ، تاريخيا ، كانت - ولا تزال في كثير من وجوهها - ترفض الشعر ، لكنها تستعذب بعضه ، تلتذ به في الخفاء وفي الستر المحجوب عن العامة والعارفين ، ترفضه - إذن - أستنادا علي أسس دينية ! فمن الشائع المعلوم لديها - وهي الوجه الثقافي العاري للدين - أن الشعر قد كف عن أنتاج المعرفة بعد الأسلام ! نقول بذلك ، ياصديق الغرانيق العلا ، لكننا قد شهدنا وعرفنا أن الشعرية المحدثة ، قد سعت - بجهد كثير - لترسيخ العلاقة ، الكائنة أصلا ، بين الفكر والشعر ! ونحن ، إذ ننظر في أمر حالتنا الشعرية الراهنة ، نحمد لاؤلئك الرواد الكبار جهدهم وكدهم المعرفي : أبو نواس والنفري وأبو العلاء ، وهل هناك غيرهم في فضاءنا الشعري ؟، ربما كان فيهم نار الأوائل ورمادها في يوم الرياح العواصف ذوات الزمهرير ، هل تذكرهم الآن ، أم أن الغبار داكنا قد صار ، ومالحا في القلب ؟ و ... ياومضات الصبابات تدفقي ولا تقفي في الطريق ! هم ، نحتوا في الصخرة الجلمود ، الكائنة فوق أعلي أعالي الجبل ، مسربا للقصيدة ، صغيرا وفاتنا ، لكنه ، أبدا ما حظي بأعجاب الصبايا الجميلات يبتردن في النهر أسفل الجبل ، ويلتحفن الحريق !فعلوا ما عن لفكرهم أن يفعلوه ، غير أن مظهر " التعالي " الديني ، قد قيد - بسلاسل اللغة والتفكير - قدراتهم الفذة في راحابة التفكير الحر ، قيدهم إليه ، حتي أضني منهم النفوس ، وأعجز فيهم أساليب المراوغة الماكرة ، حتي بات الشعاع - الذي ظنناه لخيبتنا مشرقا بالبهاء الأنيق - شاحبا لاتكاد تراه إلا العيون البصيرة كالتي تمتعن بصفاء تحديقها صويحباتك " الأخوات " عند تجلياتهن العاريات ، وهن العارفات الفاتنات ! هل تذكر - ياخصيم اللغة - كيف كان بن عربي يصيح بملء بصيرته : " أنا بوطيقي الحكم ، وموسيقي النغم ، وجامع حقائق الكلم " !؟ وتلك بعضا من الأسئلة التي أستللتها من سردك الباطن ومسرات لغاتك الضاحكات : ألهذا ، جعلت غواية التأويل التي تعنف النص ، وتعرض عليه علاقات لايسعها سياقه النصي ، هي هي سياقك و" الأخوات " ؟ ... وهل ، وأنت تكتب ، كنت تنظر للنفري حيث يقول أن " لكل شئ شجر ؟ " ... ويا صديقي ، في البحر واليابسة ، تعلم أنني قد علمت لديك معاناة وجودية مع اللغة ، أفيكون - لهذا السبب بالذات - قد جعلت العنوان " أخوات ميم ... النهلة توصد أزرقها " ، وأنت تعلم ، أن العنوان هو توقيعك الشخصي الذي يتقدم النص ويؤشر - في الآن نفسه - علي أحتمالاته كلها ، ويكشف عن ممارساته النصية ذاتها لديه ! كيف أقترفت كل هذا الوضوح و ... ذاك الصراخ ؟ أعرف أنك تري ، بالوسيعات ، محدودية اللغة وإلزاميتها المقيدة للحركة والسلاسة ، ولكنك - والحق يقال - أنك ، أبدا لم تمجد الصمت ... أننا نعرف أنك تعيش هذه التجربة المروعة بإمتياز لتبلغ بها أقصي ممكناتها ، من خلال الأصطدامات الكثيرة المتنوعة بجدار اللغة ، مواجهة جسورة لتسلط اللغة من داخلها ... أيها الباسل الجسور الوحيد ، هل كنت تخشئ - وأنت في الذري وتتطلع للعلا - مقولة بارت : اللغة لا خارج لها ، أنها إنغلاقة " ؟ ... أو لعلك كنت في الوسط ، في القلب من المتاهة ؟ ولكن ، ياعزيزي ، خبرني أنت - ومعك " الأخوات " الفاتنات ، لم كل هذا الحديث إليك ، ولماذا الآن بالذات ؟ إذن ، تلك هي الأسئلة ، أما أنا ، فقولي هو : حين أفتقدتك في الليل الأمير ، بدأت أهذي إليك مني ، ياشجر التمني ... وحتي لا أنام !

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

* محمد الصادق الحاج ، من أميز كتاب الشعر في السودان ، بوجه جسور وكتابة ليست سليلة لأحد ولا لرؤيا يقتفي أثرها ، نصوصه مفتوحة علي فضاءات رحيبة وببصيرة ولغة باهرة فاتنة ، تتلمس الوجود ، تراوغه إذ تعيشه واقعا يسعي بين الناس ! صدر له كتابان : " جنائن الهندسة " و " أخوات ميم ، النهلة توصد أزرقها " !

* سأكتب عن هذه التجربة المثيرة الضاجة في دنيا الناس بلمعان الجواهر وقيمتها ، نكتب لو أعطينا العمر !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسميها السوسنة !
- أمرأة الشروق ... !
- عدت الآن إليك ... !
- حوارية الشجر والعشب و ... أنا !
- عن الشعر و ... الحبيبة !
- الأناشيد السماويات ، من مخطوطة كتاب : - كلمة في تبجيل الفنان ...
- عتاب لمكارم ابراهيم !
- الأرينات ... الأرينات يا أشراقة و ... عن منفاك !
- و ... هل مات جيفارا ؟ ثلاث لوحات ووردة ...
- لوركا ، رياحنة الألفية الثالثة أيضا !
- لغة في الرحيق ... !
- كن في الحشود الرفيق ، إلي صديقي الشاعر والمناضل المغربي محمد ...
- الرفيقة عطا أو ... المرأة التي أحببت !
- حياة و ... موت زكريا !
- عقد من التنوير ... !
- صالح محمود عثمان ، أعطيك صوتي و ... باقة ورد !
- محاورة النص ، بوجع أقل ... !
- كلمتان ، لأقولها للتجاني الطيب بابكر
- الثقافة في صف الجماهير : تحية للجنة التحضيرية لملتقي قصيدة ا ...


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - رسالة صغيرة جدا لمحمد الصادق الحاج * !