أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية














المزيد.....

نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 22:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مع تراكم المعضلات أضحينا في وضع يشير إلى عدم إمكانية بقاء الحال على ما هو عليه، كما أنه أضحى من الصعب بمكان اعتماد الإصلاح الجزئي والقطاعي لأن أوانه قد فات ولم يبق أمامنا إلا التغيير الشامل أو القطيعة.
لكن ما يدعو إلى التفاؤل رغم تشاؤم مجريات الواقع المعيش، عموماً على الصعيد العربي والإسلامي أن ما تقترفه أمريكا وإسرائيل من تجاوزات وجرائم –في ظل خنوع وصمت مخزي للقائمين على أمور العرب والمسلمين، دفع الكثيرين إلى التحرك نحو التغيير، ورُبّ ضارة مرحلياً نافعة استراتيجياً.
في هذا الإطار العام، إن معضلتنا البنيوية اتضحت اليوم بشكل صارخ أكثر من أي وقت مضى، علماً أنها ظلت قائمة منذ سنة 1956، وتتمثل بالأساس في غياب الرؤية. لذا فنحن اليوم مازلنا على هامش القرن الحادي والعشرين. وتزداد هذه المعضلة إلحاحاً اليوم الذي أضحينا فيه أفقر دولة في منطقة المغرب العربي، لا نتوفر إلا على مصادر هشة جداً للثروة الوطنية خلافاً لباقي الدول المغاربية. وحتى الرأسمال البشري فرّطنا فيه بفعل هجرة الأدمغة جراء تضييق الخناق على الحرية والإهمال السافر للبحث العلمي وعدم تشجيع الإبداع والإبتكار والإصرار على عدم توفير الشروط الضرورية لانتعاشه.
وإن غياب الرؤية –إن على الصعيد الوطني أو الجهوي أو المحلي- عمّق التخلف والتأخر وضخّمه رغم كثرة اللغط والهرطقة حول الحداثة التي لم تعد تعني شيئاً اليوم، مادام القطار قد فاتنا.
إن افتقارنا لرؤية واضحة المعالم ومحددة المقاصد ودقيقة الأهداف جعلتنا نراكم الفشل تلو الفشل على امتداد أكثر من خمسة عقود. لقد فشلنا في محو الأمية وانضافت إليها أمية جديدة اعتباراً لأن أمية اليوم لم تعد مرتبطة فقط بفك الحروف والأعداد ما دامت أمية اليوم ليست هي أمية الأمس. والحالة هاته فشلنا في مواجهة الأمية بمفهومها الحالي العتيق أما الأمية بمفهومها الحالي مازلنا لا نليها أدنى اهتمام. كما فشلنا في التعليم، وفشلنا في ضمان الأمن الغذائي، وفشلنا في دمقرطة المؤسسات والمجتمع... وكل فشل يقودنا أكثر للمزيد من الخضوع والخنوع للخارج.
فهذا ما زرعناه ونحصد اليوم ثماره.
وفي هذا الصدد تعب البروفسور المهدي المنجرة في التأكيد –حتى بحّ صوته- على أنه دون رؤية لا يمكن بلورة استراتيجية، ودون استراتيجية . لايمكن تبني سياسة، ودون سياسة وتخطيط لا يمكن التقدم في أي مجال من مجالات الحياة وأي قطاع ولا يكفي التوفر على رؤية وإنما وجب أن يلازمها الوعي بقيمتها، ولا يأتي ذلك إلا في مناخ ديمقراطي السامح بالتعبير الحرّ دون قيد أو شرط حتى نضمن المشاركة وتيسير سبل المساهمة في صناعة القرار.
لكن كيف نطلب من القائمين على الأمور ببلادنا اعتماد رؤية بعيدة المدى، واضحة المعالم ومحددة المقاصد، ومثل هذه الرؤية تستوجب أولاً الثقة في النفس، في حين أن ما يهمهم هو البقاء في الكرسي مما يجعلهم مجبولين على رؤية آنية همها الحفاظ على الموقع بأي وسيلة.
وإن مغرب اليوم يجب أن يكون مغرب الحرية والعزّة والعدالة والكرامة والأمل، ولن يتحقق إلا بالإعتماد على رؤية واضحة المعالم محددة المقاصد ودقيقة الأهداف معتمدة على الذات وليس على الخارج، محصنة بالثقة الكاملة في الهوية المتشبعة بالحضارة الذاتية وليس حضارة الغير ونمط عيشه، ومكرسة ومرسخة قيّمنا نحن وليس قيم الغير.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش منع مجلة -لكسبريس- و-لونوفيل أوبسيرفاتور- الفرنسيتي ...
- هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!
- لماذا أنار -المصباح- القنيطرة لما انكسر -الميزان- ودبلت -الو ...
- هل ستكون انتخابات 25 نونبر حاسمة فعلا؟ أم أن الجبل تمخض لينج ...
- -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في ا ...
- الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025
- تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقل ...
- محمد بلحسن الوزاني مواقف شجاعة و تهميش سياسي
- -الجزائريون يتحملون النظام على مضض في انتظار يوم الفرج-
- لا مناص من محاكمة مافيا جنرالات الجزائر
- متى تستفيق أحزابنا من سباتها العميق؟
- المغرب يتوفر على قضية عادلة ولكنه لا يتوفر على محامي بارع
- الفكر الظلامي الرسمي بالمغرب
- لجولة 7 للمفاوضات غير الرسمية انكشاف دور الجزائر في النزاع و ...
- ليس هناك أحزابا سياسية بالصحراء المغربية بقدر ما هناك تحزبات ...
- المغرب - الجزائر المفاوضات السرية الأولى
- الظرفية الراهنة تستوجب تحصين أقاليمنا الجنوبية سياسيا، إقتصا ...
- الآن بعد أن انطلق ورش الإصلاحات السياسية لا مناص من نخبة جدي ...
- العائدون إلى أرض الوطن صفقة رابحة أم خاسرة؟
- عقد وسنة من تدبير ملف الصحراء1999 2010


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية