أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في المغرب الكبير-















المزيد.....

-الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في المغرب الكبير-


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 15:41
المحور: مقابلات و حوارات
    


محمد خليدي/ الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة
"الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في المغرب الكبير"
دعا محمد خليدي الشعب الجزائري الشقيق إلى الانتفاض على العسكر استنادا إلى القيمة الحضارية لهذا الشعب العظيم، وعمق الروابط الروحية والتاريخية التي تجمعه مع الشعب المغربي، وحجم التضحيات التي قدمها المغاربة من أجل تحرير الجزائر من جهة، ومن جهة أخرى من أجل أن يتمتع هذا الشعب بحريته ويتخلص من هيمنة المؤسسة العسكرية، ومن أجل أن يخرج هذا الشعب العظيم من دائرة الفقر والركود.
ويقرّ محمد خليدي أن الجيش الجزائري هو العائق الحقيقي الذي يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في المغرب الكبير، والجيش في الجزائر مستعد للتضحية بكل شيء من أجل الاستمرار في الاستفادة من الامتيازات الواسعة التي يتمتع بها؛ ولذلك فهو لا يريد أن يساهم في حل قضية الصحراء، لأن حل القضية هو بمثابة القضاء على أحلام الجنرالات في التوسع ومراكمة الثروات. فقد أنفق الجيش جزءا كبيرا من ثروات الشعب الجزائري في التسلح ودعم البوليساريو، وربما أن الرقم هو أكبر من 250 مليار دولار التي أعلن عنها مؤخرا؛ وهو حجم إنفاق هائل كان من الممكن استثماره في مجالات التعمير والتنمية وبناء بلد قوي اقتصاديا ومتماسك اجتماعيا، يدعم استقرار المنطقة لتمكين شعوبها من التقارب، لا التنافر والعداء.
لماذا دعوتم الشعب الجزائري الشقيق إلى الانتفاض على العسكر؟
لأننا نعرف القيمة الحضارية لهذا الشعب العظيم، ونعلم جيدا عمق الروابط الروحية والتاريخية التي تجمعه مع الشعب المغربي، والكل مطلع على حجم التضحيات التي قدمها المغاربة من أجل تحرير الجزائر. حينها، كان الانسجام بين إرادتي التحرير لدى الشعبين في قمته، وكان كل شعب يعتبر الآخر امتدادا له وجزءا من هويته، ولم يكن هناك فرق بين مغربي وجزائري؛ فالدماء التي سالت من أجل الاستقلال كانت تتجاوز الانتماء الجغرافي والحدود المصطنعة التي وضعها الاستعمار.
ودعوتنا للشعب الجزائري الشقيق من أجل الانتفاض ضد حكم العسكر، باستعمال وسائل حضارية وديمقراطية طبعا، هي من أجل أن يتمتع هذا الشعب بحريته ويتخلص من هيمنة المؤسسة العسكرية، ويستفيد من المزايا التي تتيحها العملية الديمقراطية، ومن أجل أن يخرج هذا الشعب العظيم من دائرة الفقر والركود، ويلج إلى عوالم التنمية التي تمكنه منها الثروة الهائلة المحتكرة ثمارها من طرف أقلية عسكرية مهيمنة.
نريد أن تعود "الجزائر الحرة" كما كانت تسمى إبان مرحلة الكفاح الوطني، وأن تتخلص من الارتهان لأجندات ومخططات التفتيت والقضاء على الجهود الوحدوية؛ فالمغرب الكبير منطقة قوية بشعوبها أولا، ولديها إمكانيات كبيرة بخصوص التكامل الاقتصادي والسياسي الذي من شأنه إسعاد هذه الشعوب.
هل هي دعوة جدية أم مجرد خطاب تستوجبه الظرفية؟
دعوتنا مبنية على حقائق تاريخية وموضوعية واضحة، فالجيش بتحكمه في دواليب القرار الجزائري، ونهبه للثروات، وتأهبه الدائم للحرب مع جيرانه، وعرقلته لقيام الوحدة المغاربية، يعد من أكبر الحواجز التي تحول دون تمتيع الشعب الجزائري بحريته وانخراطه في مشروع الاتحاد مع أشقائه من شعوب المنطقة. وبالتالي، فنحن جادون وواعون تمام الوعي بأهمية أن تعيش جارتنا الجزائر مناخا ديمقراطيا تكون فيه الكلمة لممثلي الشعب الذين يمثلون الإرادة الحقيقية للجزائريين.
هل هذا يعني أن نزاع الصحراء لن يعرف حلا إلا بعد الانتفاض على مافيا الجنرالات المتحكمة في الجزائر؟
الجيش الجزائري هو العائق الحقيقي الذي يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في المغرب الكبير، والجيش في الجزائر مستعد للتضحية بكل شيء من أجل الاستمرار في الاستفادة من الامتيازات الواسعة التي يتمتع بها؛ ولذلك فهو لا يريد أن يساهم في حل قضية الصحراء، لأن حل القضية هو بمثابة القضاء على أحلام الجنرالات في التوسع ومراكمة الثروات. ولنتذكر كيف تمت إزاحة الرئيس الشاذلي بن جديد عن السلطة حينما عبر عن رغبته في طي ملف الصحراء والتفاهم مع المغرب حول وضع نهائي، والدخول بالجزائر في عهد الديمقراطية. كما تم قتل الرئيس محمد بوضياف بطريقة وحشية لأنه كان يحمل مشروعا وحدويا وديمقراطيا يروم الرجوع بالجزائر إلى حضنها الطبيعي وسط المغرب الكبير. بل حتى الرئيس الموريتاني السابق المختار ولد داده لم يسلم من التحرشات الجزائري لما مضى في مسلسل التقارب مع المغرب، وأمضى مع بلادنا الاتفاق الشهير، فقابله الهواري بومدين بالتهديد وتم الحجز على طائرته بالمطار.
هناك إجماع على أن الرئيس في الجزائر مجرد واجهة للسلطة وليس حاكما حقيقيا للبلاد؛ فالحاكم الحقيقي هو الجيش، والجنرالات لا هم لهم سوى مناوشة المغرب والتضييق على مسيرته التنموية والديمقراطية، ودعم كافة أشكال الاضطراب الداخلي ببلادنا، وربما لا يعلم الكثيرون أن المدارس العسكرية في الجزائر تضع ضمن برامجها التكوينية دروسا يتم من خلالها زرع كراهية المغرب في عقول ومشاعر الضباط والجنود الجزائريين.
ويحرص الجيش الجزائري منذ الانقلاب على أحمد بن بلة إلى اليوم، على أن يكون رئيس البلاد عسكريا؛ إذ إن بوتفليقة الذي يحكم اليوم هو مدني مزيف، فهو في الأصل عسكري برتبة كوماندان، والهواري بومدين كان برتبة كولونيل. وباستثناء بوضياف، فكل حكام الجزائر كانوا عسكريين.
وهكذا، أضحت حركة الدبلوماسية الجزائرية مرتبطة بالعداء للمغرب، وتم تهميش القضايا الإسلامية والعربية الكبرى، في مقابل تضخيم مشروع وهمي لدولة وهمية على أرض مغربية.
وبالتالي، فمفتاح الحل بالنسبة للصراع حول الصحراء هو ما ندعو إليه من تولي المدنيين لمقاليد السلطة في الجزائر، بشكل ديمقراطي، وإنهاء حالة احتكار السلطة من طرف الجيش الذي يخشى الديمقراطية المدنية ويجهضها تماما، كما حصل مع تجربة جبهة الإنقاذ الإسلامية.
كم يكلف الانفصاليون الشعب الجزائري الشقيق؟
لقد أنفق الجيش جزءا كبيرا من ثروات الشعب الجزائري في التسلح ودعم البوليساريو، وربما أن الرقم هو أكبر من 250 مليار دولار التي أعلن عنها مؤخرا؛ وهو حجم إنفاق هائل كان من الممكن استثماره في مجالات التعمير والتنمية وبناء بلد قوي اقتصاديا ومتماسك اجتماعيا، ولا يعقل أن يعيش الشعب الجزائري في أغلبه تحت عتبة الفقر، بينما هو بلد مصدر للبترول والغاز الطبيعي.
مسألة أخرى؛ وهي إصرار الإدارة الجزائرية على استمرار إغلاق حدودها مع المغرب، وهذا الإغلاق يكلف البلدين غاليا، خصوصا الجزائر؛ إذ إن فتح الحدود هو فرصة مهمة للتبادل التجاري وفتح منطقة حرة بين الجارين، فالسياسة المتعنتة للنظام الجزائري تُفوِّت على الشعب متنفسا كبيرا للانتعاش الاقتصادي.
في نظركم، ما هي الأسباب التي تحول دون تصدي الشعب الجزائري لتبذير جزء مهم من ثرواته في قضية خاسرة؟
الشعب الجزائري شعب حر، وقد عبر عن هذا من خلال تقديمه لمئات الآلاف من الشهداء في معركة التحرير إلى جانب أشقائه المغاربة، وكانت له آمال كبيرة في الرخاء بعد الاستقلال، لكن الجيش الجزائري أجهض كل هذه الآمال حينما قلب الطاولة على كل التفاهمات التي تأسست بين الحركات الوطنية المغاربية، وأهمها اتفاق طنجة الشهير، وتوقيع الراحل فرحات عباس ــ المنتمي إلى النخبة السياسية الوطنية وليس إلى المجتمع العسكري ــ على اتفاق مع القيادة المغربية يضمن السلام والتعايش والأخوة والتكامل بين الشعبين. لكن، سرعان ما تنكر الجيش الجزائري لكل هذه الاتفاقيات، واستولى على أراضٍ مغربية شاسعة بالصحراء الشرقية، ودخل في حرب مع المغرب سنة 1963، وامتدت مناوشاته إلى السعي الدائم لزعزعة استقرار المغرب بكل الطرق؛ سواء بدعم البوليساريو أو عن طريق تحريك بعض الجيوب الإرهابية؛ من مثيل ما حصل في حادث أطلس أسني سنة 1994، وكذلك الأحداث الأخيرة بمدينة العيون.
إن الشعب الجزائري الشقيق يكن كل الاحترام والتقدير والمحبة للمغاربة، وهو تواق إلى الحرية والعدالة الاجتماعية؛ وقد عبَّر عن ذلك في كثير من المحطات وبمختلف التعبيرات الإسلامية والعلمانية والأمازيغية؛ وانتفاضة أكتوبر 1988 خير شاهد على ذلك. إلا أن آلة القمع الجهنمي، واعتقال الآلاف وتشريد الأسر والعائلات، وعمليات التصفية والاغتيال، كل هذا عطل من ديناميت الإصلاح والتغيير في الجزائر، وخلق حالة من التراجع التي لن تدوم بالتأكيد، وليس أمام الجيش الجزائري سوى خيار الامتثال لسلطة الشعب وإرادته التي لا يمكن أن تهزمها آليات الرعب والقمع العسكري.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025
- تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقل ...
- محمد بلحسن الوزاني مواقف شجاعة و تهميش سياسي
- -الجزائريون يتحملون النظام على مضض في انتظار يوم الفرج-
- لا مناص من محاكمة مافيا جنرالات الجزائر
- متى تستفيق أحزابنا من سباتها العميق؟
- المغرب يتوفر على قضية عادلة ولكنه لا يتوفر على محامي بارع
- الفكر الظلامي الرسمي بالمغرب
- لجولة 7 للمفاوضات غير الرسمية انكشاف دور الجزائر في النزاع و ...
- ليس هناك أحزابا سياسية بالصحراء المغربية بقدر ما هناك تحزبات ...
- المغرب - الجزائر المفاوضات السرية الأولى
- الظرفية الراهنة تستوجب تحصين أقاليمنا الجنوبية سياسيا، إقتصا ...
- الآن بعد أن انطلق ورش الإصلاحات السياسية لا مناص من نخبة جدي ...
- العائدون إلى أرض الوطن صفقة رابحة أم خاسرة؟
- عقد وسنة من تدبير ملف الصحراء1999 2010
- لماذا الاستمرار في مفاوضات عقيمة بلا جدوى؟
- المفاوضات مع جبهة البوليساريو لن تكون ذات جدوى
- التعامل مع الرموز الوطنية ( العلم و النشيد الوطنيين، الصورة ...
- آفة لا تزال تنخر الإدارات والمجتمع وتثقل كاهل دافعي الضرائب
- الحقيقة التي تُرعب جنرالات الجزائر


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في المغرب الكبير-