أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف كريم حسن - رسائل الاسد














المزيد.....

رسائل الاسد


يوسف كريم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 23:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من نافلة الصواب القول ان الحرب في سوريا لم تقرع طبولها بعد كما أراد لها البعض على الرغم من الحملة الدعائية الممنهجة وهالة التفخيم والتهويل الكبيرة التي تتعرض لها والمتمثلة بطمس اغلب الحقائق والانغماس في تحريفها،فالمسلك الذي سلكته الإحداث إلى ألان لايعدو أكثر من سبق صحفي واعلامي محض انبرت إلى نقله هذه الفضائية أو تلك والذي كان مليئا بسيل متدفق من التصريحات والإطلالات التحليلية المكثفة الرامية إلى أيقاظ الفتنة النائمة وتغذية نعراتها الطائفية.

فبعد تصريحات وزير الخارجية القطري التي قال فيها (ان عقارب الساعة لاتعود الى الوراء وان الشعب السوري قد حسم امره) لم يمهل الرئيس السوري نفسه الا يوم فظهر في رابع خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات.
خطاب حمل في جعبته الكثير من المعاني وبث من خلاله الرئيس رسائل دسمة ذا سمنة متخمة الى الداخل والخارج على حد سواء.

رسائل الداخل خاطب فيها الأسد الشعب السوري بالقول(الإحداث أدمت قلبي كما أدمت قلبكم وخسئ من قال إنني سوف أتخلى عن مسؤوليتي ،ثم يقول مستدركا ليس الشعب السوري من يبيع شرفه وعرضه فكرامتنا اقوى من جيوشهم وأغلى من ثروتهم)
إن القراءة السريعة إلى هذه الكلمات المعسولة تستدعي منا القول ان من حق الشعوب ان تنتفض ضد الخبز والكرامة بما فيهم الشعب السوري المطالب بالإصلاح لكن في نفس الوقت على الشعب السوري إن يدرك مايقوم به وان يقرا المستقبل قرائة عميقة يغور في تفاصيلها ويتوغل في اعماقها فالقادم يعني المجهول بكل الاحتمالات إذا لجأوا إلى الخيار الثاني (اللاصلاحي)وفضلوه على الخيار الأول .

إما الرسالة الأخرى والتي استهلكت أكثر وقت الخطاب فكانت موجهة إلى الجامعة العربية أي الخارج ومضمونها (على الجامعة إن تحترم ميثاقها... وتعليق عضوية سوريا معناه تعليق عروبة الجامعة ..ويستطرد بالحديث ويقول متى وقف العرب مع سوريا؟؟؟ ....).
يستشف من هذا الكلام امتعاض وحنق القيادة السورية من معادلة جائرة يكون الخصم فيها هو ذاته الحكم وكذلك نعت الجامعة العربية بالازدواجية كما وصفها بالانتقائية بسسب غضها النضر عما يجرى في البحرين من احداث مشابهه تماما لما يجري في سوريا.

كما ان النظام لايزال يراهن الى الان على شرعية الداخل ولا يكترث كثيرا بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلد عاش زمنا طويلا على التوازنات الإقليمية وأعطى لها الأولوية في حين بقت الدالة الداخلية للمكونات السورية والتي لايعول عليها النظام كثيرا في الخط الخلفي والثانوي لسياسته التي يسير بها البلد وعلى مدى اعوام.

نعاود الكرة ونقول من حق الدول التي يهمها الأمن القومي الشديد الالتصاق باامن سورية ان يقدموا النصح والعون ويدعموا الاصلاحات التي يروم ويعتزم الأسد تنفيذها وهنا يجب ان نفرق بين نوعين من المتظاهرين الذين يجوبون بعض مناطق سوريا وشوارعها فهنالك متظاهر مظلوم صاحب مطالب شرعية ومشروعة يتوجب علينا ان نتعاطف معه ونصطف الى جانبه تمام الاصطفاف وبالمقابل هنالك متظاهر يريد ان يظلم ويشيع الفوضى فيخلط الحابل بالنابل ويسعى الى تنفيذ ارادة اجندات خارجية صاحبة مشروع واضح الملامح يدعوا أولا وأخيرا إلى تقسيم المنطقة علوةعلى تفتيتها.

ويبقى السؤال الملح متى تنتهي الأزمة في سوريا وهل سيساهم الخطاب الاسدي في لملمة شمل السورين ويعيد المياه الى مجاريها ؟
ربما التفاول المفرط هنا سيكون بمثابة قفز على الحقائق ومجافاة للواقع المملؤء بالتحديات والذي بحاجة إلى خطوات جدية تغير مسار الأمور بالاتجاه الصحيح وتحقق رضا الناقمين على تحركات النظام على الأقل وتنقلنا من مربع الوعود الذي طال الوقوف به إلى مربع الإصلاح المنشود والمتمثل بإجراء انتخابات نزيهة وعادلة وتعديل الدستور بما يتساوق ويتوافق مع المرحلة الحالية وكذالك فتح حوار مباشر مع قوى المعارضة الراغبة في المشاركة في الحكم والسماح بالتعددية السياسية وإنشاء منظمات مجتمع مدني لان هذه الحزمة من الإصلاحات هي الوحيدة القادرة على حقن الدماء وإنقاذ أرواح الأبرياء من دوامة عنف لأناقة لهم بها ولا جمل وفرصة ذهبية يثبت من خلالها النظام حسن النوايا.



#يوسف_كريم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى مبادرات .. نعم للارادات
- بعد اعلان انسحابهم ... العملية السياسية تحتضر ام تتحضر؟؟؟
- جفت ضمائركم !!!!
- هل فارقت الحياة مبادرة برزاني ام لاتزال راقدة في الانعاش ؟؟؟ ...
- 11 سبتمبر.... اليوم الذي غير وجه العالم
- المتباكون على الانسحاب !!!!
- طاولة طالباني .... ملفات عالقة وامال معلقة
- التاريخ يحاكم ولايحاكم
- الثورات العربية..... سقوط العروش وحكم الجيوش
- سوريا الاسد ..... بين مطرقة الداخل وسندان الخارج


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف كريم حسن - رسائل الاسد