|
هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 17:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
في الرابع من سبتمبر 2011 كتبت و نشرت مقال : إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها . لكن تحذيري لم يلق إستجابة من إتحادات و تنظيمات خيانة الثورة ، فكان أن إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و قد أوضحت ذلك في مقال : في التاسع من أكتوبر إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير ، و كتبته و نشرته في الثاني و العشرين من أكتوبر من العام الماضي ، 2011 . بعد أن ماتت الثورة كان أمامنا ، و أنا أتحدث بالنيابة عن حزب كل مصر - حكم ، إما أن نصر على تجاهل الواقع ، و نخدع أنفسنا ، بالإصرار على أن مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 لم تنته ، فنتحول إلى فوضويين ، و بالتالي أداة في يد السلطة الحالية ، كما هو حال العديد من التنظيمات الشبابية التابعة للسلطة مثل حركة السادس من إبريل و غيرها من التنظيمات الشبابية التي ترفع رايات الليبرالية و الإشتراكية و مثل البرادعي و مجموعته و مثل أحد عملاء السلطة بالخارج ، و إما أن نكون حكماء فنقرأ الواقع و نعترف به ، و نقرر أن نستأنف النضال من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان و العدالة بصورة أخرى . بالتأكيد رفضنا الخيار الأول ؛ رفضنا أن نكون فوضويين ، رفضنا أن نعمل في خدمة سلطة مستبدة فاسدة ، رفضنا أن نكون شركاء في خيانة الوطن . إخترنا أن نكون حكماء ، فأعلنت نيابة عن حزب كل مصر - حكم : إلتزام الحزب بسياسة الهدوء الإيجابي ، و إصرار الحزب على نجاح الإنتخابات ، و ذلك في مقال : الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوانية و السلطة ، و كتبته و نشرته في الثالث عشر من نوفمبر 2011 ، و في مقال : لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات ، و كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من نوفمبر 2011 ، كما أكدت على مبدأ حزب كل مصر - حكم في القبول بالتعدد السياسي و الثقافي في ظل الديمقراطية ، و رفضنا للإستبداد الذي يريد البقاء في الحكم بإرعابنا من الديمقراطية لأنها تأتي بالإخوان للحكم ، و قد أعلنت ذلك المبدأ نيابة عن حزب كل مصر - حكم ، في مقال : نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً كان ، و كتبته و نشرته في السادس و العشرين من يوليو 2011 ، و في مقال : ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً ، و كتبته و نشرته في التاسع من ديسمبر 2011 . الآن ، الثانية و النصف من بعد ظهر الثلاثاء العاشر من يناير 2012 ، و بعد أن إنتهت الإنتخابات تقريباً ، و بنجاح - و هو نجاح نراه في عدم وجود إحتجاجات واسعة النطاق على العملية الإنتخابية و نتائجها - يمكن الحديث بتوسع أكثر عن أسباب أخرى حدت بنا لتأييد الإنتخابات ، و سأتحدث في صورة أسئلة و أجوبة . كحزب سياسي - و إن لم يسجل رسمياً بعد - فإننا نسعى للوصول للحكم ، و ذلك بهدف تطبيق أفكارنا ، فكيف سنصل للحكم ؟؟؟ الإجابة : حزب كل مصر - حكم يؤمن بأن طريقه الوحيد للوصول للحكم هو صندوق الإقتراع . الثورة الشعبية السلمية المذكورة في الوثيقة الرسمية للحزب ، و هي الوثيقة التي خرجت للعلن في العاشر من أكتوبر 2007 ، و نشرت رسمياً في اليوم التالي : الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، و توجد كمقال منشور بتاريخ الحادي عشر من أكتوبر 2007 تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و كذلك في يوتيوب تحت عنوان : حزب كل مصر ؛ ليست - و أعني الثورة الشعبية السلمية - من أجل الوصول للحكم ، و إنما كانت من أجل الإطاحة بنظام مبارك ، و فتح الطريق أمام الديمقراطية و حقوق الإنسان . مبارك و نظامه ، كانا عقبتان تقفان أمام الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و لم تكن هناك وسيلة لإزالة هاتين العقبتين سوى الثورة الشعبية السلمية ، و قد كانت ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و التي إنفجرت في يوم الذكرى السنوية لتأسيس حزب كل مصر - حكم ، و السلطة تعلم ذلك جيداً ، و تعلم دور حزب كل مصر - حكم في التمهيد للثورة و في صناعتها ، و إن أنكرته و حاولت إهالة أتربة التجاهل و التعتيم على حزب كل مصر - حكم و دوره المجيد قبل و أثناء ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و هي محاولات لازالت جارية لليوم . الإنتخابات إذاً هي وسليتنا الوحيدة للوصول للحكم ، فهل يعقل أن نصل الحكم قبل الإخوان ؟؟؟ إننا نعرف الفارق بين التمهيد و المشاركة في إنجاح ثورة شعبية و بين النجاح في الإنتخابات . الإنتخابات تحتاج كوادر منظمة مدربة على الإتصال بنجاح بالجمهور العريض و منتشرة في أنحاء مصر و لها وجود فعلي لمدة معقولة في أماكن إنتشارها ، فضلاً عن التمويل الهائل . الإخوان لديهم تلك الكوادر بعد أن إنفردوا بساحة العمل السياسي في عهد مبارك المجرم ، كما لدى الإخوان التمويل المادي الهائل . الكوادر المدربة المنتشرة تنقصنا ، و التمويل أيضاً ، و الأهم المناخ الديمقراطي الذي تُحترم فيه حقوق الإنسان ، و أنا هنا أتحدث بناء على تجربتي الشخصية ، و تجربة حزب كل مصر - حكم ، في الفترة التي تلت سقوط مبارك ، و بالخصوص منذ مارس 2011 و لليوم ، حيث منعت السلطة تسجيل حزب كل مصر - حكم ، و هددتني السلطة بالإعتقال و بالتعذيب ثم بالإغتيال لو عدت ، ثم زادت فهددت بتلفيق تهمة لي بالخارج لو لم أتوقف عن الكتابة و بخاصة بشأن محاكمة مبارك و ضباط الشرطة و بشأن قضية السدود الإثيوبية ، ثم زادت من وتيرة إضطهاد طفلي البالغ من العمر تسعة أعوام ، و ذلك بالتعاون مع نظام حكم أوروبي معروف بالفساد . نقص الكوادر المدربة و التمويل عقبتين يمكن التغلب عليهما بالعمل و بالتبرعات من مصادر مصرية و بالتوسع التدريجي ، و لكن لا يمكن أن يتم كل هذا في ظل الإضطهاد ، و من يقوم بالإضطهاد هو السلطة الحالية التي هي إمتداد لنظام مبارك الأثيم . بقايا نظام مبارك هي المتسلطة على الدولة حالياً ، فهي التي تمسك بكل مفاصل الدولة للآن ، و لن تكون هناك ديمقراطية ، و لن يكون هناك إحترام لحقوق الإنسان ، في مصر ، بدون إبعاد تلك البقايا عن مناصبها ، و محاسبة المذنبين منهم ، و في هذا الشأن يمكن مراجعة مقال سابق لشخصي البسيط عنوانه : الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ ، و كتبته و نشرته في التاسع و العشرين من أغسطس من العام الماضي ، 2011 . الإخوان ، بحكم إنهم من حازوا على ثقة الشعب في إنتخابات مجلس الشعب ، و التي جرت مؤخراً ، هم من عليهم الآن القيام بمهمة تنظيف أجهزة الدولة جميعها من جرذان نظام مبارك ، من أكبر جرذ إلى أصغر فأر و فأرة ، و الذين يخافون نور الديمقراطية و حقوق الإنسان . هذا هو الإمتحان الأكبر للإخوان ، و ليس الدستور ، الذي هو مجرد نصوص ، لأن الواقع هو الأهم ، و الواقع يتحكم فيه للآن جرذان نظام مبارك الخبيث المنتشرين في كل أجهزة الدولة . فهل ستدب في قلوب الإخوان في مصر تلك الشجاعة التي دبت في قلب نظام أردوغان ، و الذي لم يتردد في تقديم كل من تآمر على الديمقراطية التركية للعدالة ؟؟؟ هل سيعلم أذناب نظام مبارك ، و الذين يتآمرون على الشعب المصري لليوم ، إنه لا عاصم لهم في المستقبل القريب من سيف العدالة المصرية المدنية ؟؟؟ إنه - و كما ذكرت آنفاً - الإمتحان الأكبر للإخوان ، و نجاحهم أو فشلهم فيه ، في مصلحة حزب كل مصر - حكم .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر 10-01-2012
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بذلة جنرال تركي فوقها عمامة أزهرية
-
شباب السادس من إبريل كانوا من أجل التغطية على عمال المحلة ال
...
-
ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً
-
الإعتذار غير مقبول ، و القصاص سيكون بالقانون و في العهد الدي
...
-
لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات
-
شباب العمالة و الخيانة و الفشل
-
الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوان
...
-
لنعمل جميعاً ، مسلمين و مسيحيين ، من أجل الوصول إلى النيل
-
كل ما يتعلق بالجيش يجب أن تقرره سلطة منتخبة بطريق ديمقراطي س
...
-
إيران ستتبنى هوية شيعية - فارسية
-
خمسون في المائة ميدان واسع في البداية
-
أولها كذبة ، و أوسطها مهزلة ، و نهايتها فضيحة
-
خطأ الأقباط هو إنهم صدقوا أن الثورة إكتملت
-
خطأ النشطاء الأقباط هو تصديقهم أن الثورة إكتملت
-
في التاسع من أكتوبر إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير
-
ليحمي الله مصر من حكامها الحاليين
-
إخلاصنا لشهدائنا يكون بتحقيق آمالهم لمصرنا
-
السجن أحب إلي من الموافقة على صفقة العار هذه
-
من إيه إلى زد مصريين
-
طنطاوي بدأ حملته الإنتخابية الرئاسية
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من
...
-
مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
-
وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل
...
-
البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال
...
-
مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر
...
-
النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل
...
-
الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
-
الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن
...
-
بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
-
-طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|