أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء الصفار - التعسف الإرهابي والعنف الثوري















المزيد.....

التعسف الإرهابي والعنف الثوري


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 14:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


*خفايا ونفاق*

عندما يحتل بلد من قبل المستعمرين يحدث نهب و قتل و ربما مجازر جماعية للأبرياء هذا ما حصل في التاريخ القديم و في كل الأعمال البربرية للغزاة والحركات الاستعمارية, من الحروب الصليبية إلى الفتوحات الإسلامية و الغزو المغولي و التتار.وكذلك ظلم الدولة العثمانية يندرج كأحد أشكال التعسف ضد الشعوب. فكل الأعمال الحربية للغزو هي إجرامية دموية ويحمل أسيادها لعنة التأريخ ووصمة العار كهولاكو وجنكيز خان , ويندرج طبعا كل أشكال الاستعمار الحديث في خانة التعّسف الإرهابي و الحروب العالمية هي الشر الأكبر و المصاب الأكثر إجرام و الأكثر إدانة .والجميع يدين الحرب الهتلرية الفاشية وكل رجالاتها و للآن الحديث و الإعلام و الأفلام تذكر بالحدث العالمي للتعسف الفاشي العنصري و رجلها أدولف هتلر النمساوي الأصل مواليد 2ابريل1889 في قرية لبرونو, و الألماني الجنسية والسياسي النازي. أنجز كتابه كفاحي 1927. و انتحر 30 أبريل1945 للهزيمة بالحرب العالمية الثانية.

أما المقاومة بكل أنواعها فهي مشروعة وطنيا وحتى دينيا هي مقدسة رغم سيل الدماء المبذولة من اجل التحرير. فكل الشعوب التي كانت محتلة تحتفل في يوم التحرير وتتذكر الشهداء وتقيم المهرجانات و الاحتفالات و تعرض الأفلام و إلى ما ذلك. وصار هناك رموز في الثورات التحريرية مثل تكريم للجندي المجهول, و تطور الأمر إلى أن يصبح صور للشهداء العالمين مثل تشي جيفارا التي تطبع على الملابس وكل الشعوب لها رجالاتها الثورية التي تفتخر فيها.
و الأمر تطور فيصبح الصراع ضد الحاكم المستبد أيضا مقدس, فالدم المراق للشعب من قبل الدكتاتور هو جريمة و قتل و سفك دماء الدكتاتور و المستعمر عمل ثوري وفضيلة, إذ الصراع كان دائما من أجل إحقاق حق أو تحقيق عدالة مفقودة أي لوجود المظالم في المجتمع و وجود ظالم. للوصول إلى حالة عنف ثوري يعد الإنسان لذلك إعداد إذ في الوضع العادي يعيش الإنسان حياة عادية, لا يجيد أمور النضال والعنف و لا يستطيع أن يفكر بالقتل إذ السلام و الأمان موجود,لكن في حال الاحتلال و الإرهاب ينزلق المرء إلى حياة الكفاح وكلما زاد الإنسان إيمانا بقضيته استطاع البذل أكثر حين يشتد الصراع والتوتر يصل إلى أقصى درجاته لبذل الحياة من اجل المبدأ. مات جيفارا من اجل تحرير أمريكة اللاتينية, ومات عمر المختار من اجل تحرير ليبيا, وماتت جان دارك من اجل فرنسا, وجميلة بوحيرد مواليد1935 حي القصبة في العاصمة الجزائر الشهيدة الحية من اجل الجزائر و القائمة طويلة.

ظهرت الكثير من الحركات الثورية و الشخصيات العالمية التي عملت بالعنف الثوري في العصر الحديث منها منظمات التحرير الفلسطينية و أجنحتها في العنف الثوري في السبعينات و منظمة جيش التحرير الأيرلندية و الألوية الحمراء الإيطالية ومنظمة الجيش الأحمر اليابانية. لتظهر منظمة بادر ماينهوف اليسارية الألمانية الشديدة التطرف.
ومن ابرز الشخصيات في القرن الماضي الثوري اليساري كارلوس الذي هز كل أوربا بالأعمال الإرهابية وهو معادي للحركة الصهيونية و الأنظمة الرأسمالية. اسمه الحقيقي ألييتش سانشيز من أب طبيب مواليد كاراكاس, 1949 و فنزويلي الأصل و الجنسية. ترك كارلوس دراسته الجامعية في موسكو و انظم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحت اسم الثعلب, ألمهنه ثائر .اشتهر بعد عملية اختطاف وزراء الأوبك. ومن الطرائف التي حدثت و تذكر انه حين دخل صالة المحكمة بادر بسؤال عمدة باريس عن صحته, تزوج كارلوس من محاميته وهو في السجن وهي الزوجة الثالثة, وله بنت واحدة من زوجة سابقة.الآن هو سجين لو سانتي الفرنسية و يكتب الرسائل أحيانا إلى الرئيس أوباما, ربما يسخر منه إذ لم أقرأ أي رسالة من رسائله.
خفت الأعمال الثورية ذات الصبغة اليسارية بعد انحسار المد اليساري على الصعيد العالمي, و انهيار الاتحاد السوفيتي.

وقد ظهرت المنظمة الإرهابية الأحدث التي تواجدت على الأرض الباكستانية بقيادة أسامة بن لادن وأفرادها من تنظيمات السلفية والعربية و الغالبية كانوا من السعودية الوهابية. تلقت هذه المجموعة الرعاية المالية من السعودية باسم الجهاد ضد الشيوعية في أفغانستان أما التدريب فقد أشرفت عليه قوات الكوماندوز الأمريكية و أل سي .اي. أى . من اجل الحرب ضد القوات السوفيتية إذ بان الحكم الشيوعي سبعينات القرن الماضي. فهي تتصف بالتعسف الإرهابي لإنمائها إلى الرجعية العربية و الامبريالية الأمريكية أساسا ومن البداية.
أن الحرب الأفغانية طورت الشكل الإرهابي لتنظيم القاعدة لها, إذ أصبح لها تجربة ميدانية بقتل البشر و على الطريقة الأمريكية في حربها في فيتنام. فالتدريب العسكري العالي على حرب العصابات نجح في إنهاء الوجود السوفيتي في أفغانستان. فهي تشذ عن كل المنظمات الثورية بكونها حركة رجعية معادية لليسار العربي والحركات التقدمية, و عرابها الامبريالية الأمريكية كما أوضحنا. فكل التنظيمات الثورية الأخرى توجه رصاصها قدر الإمكان نحو العدو الرجعي و الإمبريالي, وتتجنب قتل الأبرياء إذ لها أهداف إنسانية و وطنية وتريد الحياة الأفضل للبشرية.
أما جيش القاعدة أمره أمر آخر, فهو جيش قد انتصر على دولة عملاقة و أقام دولة سلفية رجعية في أفغانستان, فأصابه الجنون والغرور فصار أيمان عناصرها أقوى و أقوى, لخرافة أن الله صار معهم.
هناك مرض يصيب الجنود فكثير من الجنود في حرب التحرير ضد هتلر لم يعرف العودة إلى الحياة الطبيعية فقد عرف شكل أخر للحياة وليس لديه مستقبل واضحا بعد الحرب, الحياة المدنية معادلة صعبة له, إذ لا بد من البحث على مهنة والحصول على عمل.
لكن المشكلة أعقد لأفراد منظمة القاعدة فهذا الجيش له دولته أو دوله التي ترعاه وتريد بقائه, وللتذكير *فقد كان يعلن عن أسامي قتلى القاعدة في جوامع السعودية كشهداء أبرار قبل أحداث 11سيتمبر المشبوه*. المضيف الأساسي هي السعودية السلفية و جوامعها و المنظر الشيخ المفتي الوهابي و الموجه أل سي أي اى الامبريالية الأمريكية. و العقيدة لهذا الجيش هو الخلاص من الحياة الدنيا. فلإنسان الذي يفجر ذاته ليس إنسان اعتيادي فهو محصور في بيوت الله و مصروفه اليومي جاري من الملك الوهابي السلفي, يدرب عسكريا يوميا يثقف يوميا بأفكار الوهابية المسمومة يزدري البشرية وذاته والحياة ويوعد بالحياة الخالدة مع حور العين. يغسل فكريا وذهنيا تماما و يتحول إلى رابورت إنسان آلي ويطلق عليه مجاهد و الماركة العلنية سلفية وهابية و *المخفية* أل سي أي اى, فهو يؤدي هذه الأغراض:ـ

*الهدف الأول* يخدم الرجعية العربية وهو لنشر عدم الاستقرار في دول الجوار و دعم الأحزاب السلفية و مدها بالخبرة و تصفية الخصوم السياسيين وإجهاض المشاريع التي لا تريد السلفية السعودية نجاحها كما في العراق و البحرين وغيره من دول المنطقة و العالم.

* الهدف الثاني* يخدم الإمبريالية الأمريكية. وهنا جل النفاق. القاعدة جهاز أمريكي يستخدم لضرب الشعوب العربية وهو في الآن ذاته جهاز يوفر الحجة لنهب الشعوب وشن الحروب, فقد احتلت أفغانستان باسم القاعدة و اتهم العراق على علاقة مع القاعدة لتمهيد الغزو والبقاء في العراق وإلحاق الدمار الكبير و المكمل للمشروع الامبريالي في تدمير البنية التحتية للبلد وتدمير النسيج الأثيني و الطائفي و القومي و سيستخدم في كل المنطقة العربية هكذا دور.

*الهدف الثالث* جيء بمشروع كبير وعريض ودائم من التعسف الإرهابي يخدم الإمبريالية الأمريكية, ألا وهو الحرب ضد الإرهاب إذ أمريكا بحاجة لسوق لبيع الأسلحة فسلحت كل الخليج تحت هذه الذريعة ثم كنظام امبريالي تحتاج إلى حروب, و بعد الانهيار السوفيتي صار الإسلام هو العدو و ممثل بالقاعدة الأداة الإرهابية وهي في الآن ذاته الأداة الحجة للمطاردة و احتلال الدول لا يوجد أكثر من هكذا دهاء .

وصار الحديث عن الإسلام شامل بأنه دين إرهاب و أجج العداء نحو الإسلام فنجحت أمريكا إحلال الإسلام عدو محل الشيوعية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي. وكما صارت أمريكا رمز التحرير و السلام وصاحبة حمامة بيكاسو. ونسى العالم حروب أمريكا في فيتنام و جنوب أفريقيا وهايتي و المكسيك و فلسطين وفي أفريقيا باختصار في كل العالم. فالنشاط الإرهابي و الإجرامي للقاعدة أضحت في مجملها حرب تعسف للإمبريالية ضد الشعوب العربية و الإسلامية, إنها لا تختلف عن حرب الفاشية الهتلرية ضد اليهود.و كذلك قامت الإمبريالية الأمريكية على إدغام الحرب على الإسلام مع الحركة الصهيونية, و ضد العرب وتجلى ذلك بالهجوم الضاري على الشعب الفلسطيني بحجة الإسلام الإرهابي. أي الضحايا للامبريالية الآن ليسوا اليهود بل المظلوم هو العربي المسلم وجلاده القاعدة المصنعة في السعودية السلفية و المدارة من قبل الامبريالية الأمريكية, وبجهد وعقل أكثر دهاء وخبث وشرور من أعمال الهتلرية ضد اليهود, بعد أن أصبحت أمريكا البلد المنتصر على السوفيت. فجيش القاعدة في خدمت الرجعية السلفية و الامبريالية الأمريكية وبمفهوم ومصطلح فرق تسد أو ما يسمى بمصطلح, فتنمت, الحرب أي صار العربي يقتل العربي. ومن أبرز القادة في القاعدة هو أسامة بن لادن المليونير السعودي الأصل والجنسية له بنت يقال تعيش في باريس.وهو كان صديق الغرب الرأسمالي الحميم بزياراته الخاصة لباريس و بون و ستوكهولم وغيرها من العواصم في 70نات القرن الماضي من اجل ضرب الشيوعية.و لكن المنتصرون دائما من يكتبوا التاريخ وهم من يصنف الأحداث و الشعوب والأديان و المنظمات والبشر.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضابط العسكري و الضابط المعمم
- الحضارات القديمة في الأزمنة الحديثة
- هل الانبياء من عند الله
- الناس المحترمة
- العلماني و الرجعي و الشيوعي
- النفاق الاجتماعي
- الاخوة الاعداء
- سقوط حضارة عمالقة الموت *الامبريالية الامريكية*
- عند الساقية
- الانتفاضة بين الامال والاعمال
- الصراع الجنسي والطبقي للمرأة
- تخبط , استسلام ام خيانة تأريخية
- رحيل الاوباش الاشاوس
- الانتفاضة العربية والسلفية الوهابية
- الأزمة الاقتصادية للرأسمالية والاحتجاجات في العالم
- بالّون


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء الصفار - التعسف الإرهابي والعنف الثوري