أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علاء الصفار - الأزمة الاقتصادية للرأسمالية والاحتجاجات في العالم















المزيد.....

الأزمة الاقتصادية للرأسمالية والاحتجاجات في العالم


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 23:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الاحتجاجات التي يشهدها العالم في الأساس ذا صلة بالوضع الاقتصادي السيئ الذي دفع بالجماهير العريضة بالنزول الى الشارع ان للاعراب عن السخط لما تعرضه الدولة من تخبط في مجال العمل والأجور في فضاء من تضخم,غلاء وبطالة لم يشهد لها مثيل وطبيعي ان البلدان الفقيرة او البلدان الغير الصناعية والمرتبطة بالفلك الرأسمالي والدولار هي اول من بان عليها الإعياء وترك نظام الراسمالية المترنح نتيجة الأزمة المستفحلة اثاره القاسية فالانتفاضة بدأت في تونس لشاب كادح يكسب عيشة على الرصيف الا ان الأرصفة باتت صعبة وقاسية فكان الذي كان. ليهتز الكيان العربي من المحيط الى الخليج لتنهار دكتاتوريات كالحة تحت ضربات احتجاجات الخبز والكرامة. لم تستطع الأجهزة القمعية استيعاب الهياج ونزول الشعب الكادح المهان في الصميم من سلطة نظام الجلاد الذي لم يعي ان الجوع والاحتقار لم يعد يطاق لقد طفح الكيل ولم يخسر الشعب سوى أغلاله بالمواجه مع السلطة الدكتاتورية نجح الشعب في إزاحة الجلاد لكن كل الجلادين هم أدوات للرأسمالية العالمية .وبلدانهم أسواق رهيبة ومن ناحيتين الأولى_ بلدان ذات ثروات وتمتلك النفط اي بلدان مدارة من دكتاتور مدعوم من الرأسمالية واجبه ضخ المواد الخام والثروة للبلدان الرأسمالية بالشروط المجحفة التي تجسدت بالاتفاقات الاقتصادية وحسب الأسعار التي تخدم تلك الرأسماليات التي جاءت بهم. ثانيا_ انها أسواقها الكبيرة لشراء المنتوج المصنع الذي سيباع بالسعر الذي تفرضه عين الرأسماليات لتكون الإرباح مضاعفة عدة مرات .
لقد أربكت الشعوب تلك الرأسماليات لذا حاولت ابداء الانحياز إلى الشعوب ومطالبة الدكتاتور بالتنحي لتأخذ دور اللاعب المؤثر في الساحة. لا سيما أمريكا والناتو قد دعمت البوسنة حررت الكويت وأسقطت عميلها صدام وخدعت العالم بأنها نصير الديمقراطية.و بعد انتصار الامبريالية وسيادتها كقطب أوحد وإنها جادة على عمل الديمقراطيات و ترتيب العالم وخاصة العربي بعد احتلال أفغانستان والعراق. لذا نجد بات سهلا ولا عيبا ان يطلب المعارضون العون من الدول الرأسمالية والناتو لضرب الدكتاتور من هنا يكون الشكل الحديث للدخول من جديد الى دار السلطة العربية.
هناك وعي لهذا الشرك من قبل الشبيبة التي باشرت الانتفاضة لكن وعي الجماهير يشوبه امل بالمنقذ الناتو او بالأحرى الامبريالية الامريكية بعد ان حاولت امريكا تبيض صفحتها بالادعاء المزيف لإنشاء الديمقراطيات في مناطق نفوذها بعد ان اوحت انها الدركي الوحيد. الا ان أفغانستان باتت مقبرة للغزاة والعراق بلد لا يتمنى اي شعب ان يكون مصيره مثله.
القلق كبير في مصر وسوريا من ان يطاح بالشعب بعد الإطاحة بالدكتاتور فشبح الأنظمة السلفي والطائفية مخيف والحرب الأهلية ممكن ان تحدث ومحاولة العسكر في مصر إحدى محاولات الالتفاف على محاولات الانعتاق من براثن الدكتاتورية التي ستصطدم اكيد مع البرنامج المرسوم من قبل الامبريالية في لجم التحرر الاقتصادي وهو الشكل الأخطر على المصالح الامبريالية .اذ ان ذلك يعني لا نهب للثروة بالاتفاقات المجحفة لصالح الرأسماليات لذا أمريكا والناتو يعمل على إيجاد البديل عن حركات الانتفاض الجماهيري للاستحواذ على سوق الثروة الخام و بالشروط ذاتها وتبقى أسواق لها لفرض بضاعتها و أسعارها لذا خرج رجالات من بطانة السلطة على الملء للجوء الى الرأسماليات لضرب الدكتاتور:
1- للإيحاء بان الناتو قوة محررة و ليتركز ذلك في وعي الجماهير وطبعا يجري ذلك بالإيعاز من قوى الامبريالية لأجنداتها ورجالاتها .
2- لتحويل الأمر إلى مجرد نقمة على الجلاد لا على النظام الدائر في فلك الامبريالية( لقد انطلت اللعبة على الجماهير الليبية لكن يبدي المصريون فهم أعمق لمصلحة الشعب والانتفاضة).
3- خلق حالات يأس وقلق و تذبذب من خلال نشر الفوضى والقتل التي ستؤدي إلى انحسار المد الجماهيري وبعدها يجري العمل على لي و تصفية ذراع المبادرة بالانتفاضة.
لقد تعاطفت الناس مع الانتفاضة حين بدأت, وبات الأمل يدب للتغيير نحو الديمقراطية والتحرر لكن قفز القوى العسكرية والسلفية ذات الصلة مع الامبريالية والغوغاء جعل الكثير يتشاءم و يفتر بالحماسة وهذا كان اول ضربة قاسية وذات بعد مخضرم في إحباط روح الانتفاضة لتتحول إلى يأس و ندم وقنوط فالفوضى والقتل ستنسي الشعوب الديمقراطية. والنضال سيكون فقط من اجل الأمان كما حدث في العراق. امريكا غزت العراق لتحويله الى نموذج ديمقراطي في المنطقة . كان ذلك طبعا ادعاء جورج بوش فلما أبدى الشعب جموح نحو الانعتاق والتحرر نزلة حمم قوى التفجير القاعدية الأمريكية لتهز الشعب لتصحيه من الحلم الوردي و للجم خطوات الديمقراطية وليطل نفس الجورج بوش على الشعب و العالم ليقول ان الأولوية في العراق هي توفير الأمان لتدخل البلاك وتر في العراق و مع القاعدة تبخرت الديمقراطية و أصبحت خبر كان حتى بالتفكير. الامبريالية ألان لديها مهمات كبيرة في المغرب العربي و مصر وأكيد في سوريا سيكون مسلسل من قتل وفوضى فهل سيكون بحرين جديدة ام ليبيا جديدة.
للرجعية السعودية وأمريكا خيارات دموية عديدة. فالقادم صعب اذ الخطوات محسوبة وبدقة من الامبريالية .ان دورها يشبه كثيرا دور طبيب معالج سريري يعرف مريضه جيدا وسيقدم الدواء السم المناسب للتخلص من الدكتاتور والمنتفضين. لكن من كل الذي يجري في المنطقة من انتفاض,عصيان وتحرك و رد قوى الثورة المضادة هو شيء جيد و أفضل من الخنوع لان في ذلك خبرة وتعلم ومعرفة .وان للشعب دور وكلمة, وحتى انتصار السلفي و الرجعية والامبريالية سينتهي أسطورة الناتو والامبريالية المحررة للشعوب. لقد دام هذا الوهم عقود بطول عمر الانهيار السوفيتي وستلمس الشعوب هذا الرياء وستعرف من النصير الحقيقي لها . وستبقى في الذاكرة عبق الانتفاض و العصيان, لقد عرف الشعب شكلا أخر و طرق أخرى بالتعامل مع الجلادين و أكيد لا عودة للخنوع الطويل كالعقود الصدامية ام القذافية وهذا اكبر مكسب للشعب وهذا ايضأ ما تحسب حسابه الامبريالية وترتعد الرجعية العربية المتمثلة بالسعودية وإمارات التخلف الخليجي الأمريكي .انها بداية على الطريق الصحيح وجاءت بالجديد والأزمة مستمرة فبالامس صخب فقراء فرنسا و انكلترا واليوم فقراء أمريكا و الهياج اكيد هو ضد النظام الرأسمالي المتهرئ. لكن في بلداننا اخذ أبعاد اخرى كالكرامة والحرية اذ الإنسان هنا ليس سلعة فقط بل عبيد مهانون بأنظمة دكتاتورية عسكرية قروسطية متخلفة .لكن يبقى الطموح الى نضال ذا شكل اكثر نضج وأكثر تنظيم لمواجهة الامبريالية والأنظمة العربية الرجعية ذات السلطة المدجج بالسلاح والخبرة بتصفية الخصم الطبقي على الصعيد العربي و العالمي. ان اليسار العربي و العالمي هو المدعو الآن إلى الحضور لمواجهة شرور العولمة الامبريالية الوحشية ضد البروليتاريا في الدول التابعة. و بتأسيس مشروع تضامني أممي يوحد العمل في العالم من اجل لجم الرجعيات و الأنظمة الدكتاتورية الدائرة في فلك الامبريالية . ان توحد قوى اليسار في العالم بأممية تعمل على الخلاص من الأنظمة الرأسمالية هو الحل,السند او المنقذ الحقيقي في حسم الصراع الطبقي لصالح القوى المنتفضة على الدكتاتورية من اجل التحول الديمقراطي الحقيقي في العالم، و لا محال سيكون صدام مع الامبريالية العالمية.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالّون


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علاء الصفار - الأزمة الاقتصادية للرأسمالية والاحتجاجات في العالم