أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام مسافر - الوردي بعزف الشماع















المزيد.....

الوردي بعزف الشماع


سلام مسافر

الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 18:06
المحور: المجتمع المدني
    


ياخذنا نحو تفاصيل نجهلها عن باحث ، نلجا الى نظرياته بحثا عن تفسير لطبيعة المجتمع العراقي فنكتشف اننا بحاجة الى اعادة قرائته مرات ومرات .
سلام الشماع ، يؤرخ لجوانب ثرة من مسيرة عالم الاجتماع علي الوردي في كتابين. ويستعد لمسلسل تلفزيوني عن حياة العالم الفذ الذي ضاق الكفر بمغتصبي ارض جامع براثا فدرسوا قبره مع نخبة من صحيح العراقيين ؛ الطاهر علي جواد ، و شيخ المؤرخين العراقيين جواد علي ، عليهما وعلى صاحبهما علي الوردي افضل الصلاة والسلام وعلى الصغار الطائفيين اللعنة الى يوم الدين !!

يجمع الشماع في ( من وحي الثمانين ) مجموعة مقالات لم تنشر للدكتور علي الوردي ، وينسقها تعليقا ومعايشة . ويرسم في(د.علي الوردي ..مجالسه ومعاركه الفكرية ) صورا قلمية نادرة عن اخر صاحب سدارة بغدادية قبل ان تزحف البداوة بجهالتها على مدن العراق وتكتسح العاصمة ، وتتلاشى المجالس الادبية والديوانيات الثقافية ، ويضيع معلم المدينة وسط حرائق الاحتلال وعفونة خدنته من لصوص ومحدثي نعمة امعنوا في تدمير العراق كما لم يفعله كل الغزاة في تاريخه القديم والحديث ؛ اضاء الوردي لمحات منه تجعلنا ندرك طبيعة القوة المدمرة المستديمة في صراع البداوة والحضارة وكل تناشزاتها الاجتماعية التي اسفرت عن اقبح الوجوه منذ الغزو الاميركي .

ابن الكاظمية ، الصحافي سلام الشماع ، جمعته رفقة مع الكاظمي الجليل امتدت لعقدين من الزمن قبل رحيل عالم الاجتماع ، وغيابه عن اروقة الجامعة و صالونات بغداد الادبية التي سجل الصحافي المقتدر مجالسها بحرفية مؤرخ ولم يخف حتى انتكاسات بطله الوردي وهزائمه المتكررة امام خصمه الفكري اللدود الشيخ جلال
الحنفي .
فمؤلف الكتابين ، يستلهم نظرة الوردي الديمقراطية ، ويتشبع باريحيته . انه يلتزم بموضوعية شجاعة تثير الاعجاب، اذا عرفنا ان قسما كبيرا من المقالات نشرت في الصحافة العراقية قبل الاحتلال ، وان الشماع واجه غضب رؤساء تحرير كانوا اقل شجاعة منه في ابداء اراء تخرج عن السياق الشمولي للدولة .
ولم يفوت الشماع ، لقطات عابرة في حياة الوردي ، تعكس مزاج وعواطف العالم الراحل الذي يقال ان مؤلفاته ضربت رقما قياسيا في المبيعات داخل العراق ، فيما الناشرون يعيدون طباعتها دون حسيب اورقيب في بلد منهوب . لكن العزاء في انها قد تكون بمتناول اجيال العراق الشابة التي عمل الاحتلال وخدنته على محو ذاكرتهم وتشويه تاريخ بلادهم .

الوردي بقلم الشماع ، ليس " اسطورة الادب الرفيع " ولا خدمة " لوعاظ السلاطين " او سخرية من " مهزلة العقل البشري " . انه الصورة الواقعية لعالم ردد امام مسامع اصدقائه وخصومه في السنوات الاخيرة من حياته المديدة ( مافائدة ان يظهر اسمك وان يشار اليك بالبنان ؟ ان الدود سياكلك كما ياكل من لايشار اليه بالبنان ) .
ويرى الشماع في تلك العبارة اعلانا مسبقا بان الوردي استنفذ غايته في الحياة وانه يعيش منتظرا الموت .
ولم يحظ الوردي ، شانه شان غالبية مبدعي العراق ، برعاية خاصة من قبل الدولة التي ابتليت بحروب وغرقت في القمع والحصارات خلال العقود الثلاثة الاخيرة قبل الاحتلال . وضاع العلماء بين عجلات العسكر الذين لفت الوردي الانتباه الى ادوراهم الخطيرة في تخريب البلاد وتشتيت العباد ، عندما رصد بالرواية والتحليل ، تاريخ الانقلاب العسكرية في العراق الحديث .
ولعل الشماع ، بتأريخه لمواقف لم يكتبها الوردي ، بل تشافه بها مع صديقه الشاب ، يقدم اسهامة كبيرة في تخليد ذكرى عالم اقام الدنيا ولم يقعدها حتى بعد ثبور الاحتلال .
يمثل جهد الشماع التوثيقي عن الوردي ، سردية تاريخية ، تعبق برائحة المدينة . واذا حرص المسلسل التلفزيوني المنتظرعلى المسيرة الحياتية الحافلة لعالم الاجتماع العراقي ، بنفس حمية الشماع ، في تسجيل صفحات مطوية من حياة بطله ؛ فاننا سنحصل على عمل يليق بذكرى الوردي البغدادي .
لكن الخوف ان يستسهل القائمون على صناعة المسلسلات التلفزيونية في القنوات العراقية ، فن تسجيل حياة ومسيرة الشخصيات التاريخية ، كما شاهدنا في مسلسلات ، اغتالت نوري السعيد باشا وذبحت اخر الملوك في العراق ، بعد اكثر من نصف قرن على سقوطهم مضرجين برصاص الدهماء وحراب البداوة .

واذا تمكن الشماع ، من فرض شروطه على المنتجين ، فعليه اولا ان يمنعهم من تسيس المسلسل ، لصالح ايديولوجيات رثة تهمين على الاعلام العراقي اليوم بعد عقود عجاف من الحكم الشمولي لتصبح الالة الاعلامية، بيد تجار شنطة ومتسقطي المناصب ومتعهدي الماتم في الاحزاب الطائفية.
فليس بعيدا مسلسل " ابو طبر " الذي لم تنفع كل الوثائق المنشورة على يد محقققين وضباط شرطة كانوا على دراية بتفاصيل دقيقة عن عمليات وشخصية المجرم الذي روع اهالي بغداد اواسط سبعينيات القرن الماضي في دفع القائمين على المسلسل التلفزيوني الى توخي الدقة والكف عن تحريف الوقائع لصالح اجندات مبتذلة للاحزاب المهيمنة على الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في العراق وتمتد سطوتها بقوة المال المنهوب ليلف اخطبوطها معظم وسائل الاعلام ، المرئية والمسموعة خاصة .

مسلسل الوردي المنتظر ، بحاجة الى منتج يحنو على شخصيات العراق الحديث . والى ممثلين تتسع مهاراتهم لمعانقة ذوات كبار اثرت حياتنا وتركت بصمات عميقة في تاريخنا الحافل بالصخب والعنف .
مسلسل الوردي بحاجة الى ممثلين ، مشبعين ببغداد . ليس سماعا بل معيشة . فشخصية بطل المسلسل ،من اقحاح بغداد ، ويتعين على من يلعب دور الوردي ان يجسد تفاصيل غاية في الدقة ، صور جوانب مهمة منها الشماع بعزفه المتفرد على ماضي العراق القريب .
الوردي حتى في قبره المدروس بمعول بدو براثا لن يغفر لمن سيجعل من مسلسل تلفزيوني معبرا لايديولوجيات رثة ، وسيغضب على من سيلعب دور " الكضماوي " المشاكس ولايعرف كيف يضع البغدادي القح السدارة وسط الراس المثقل بالافكار الخلاقة .

افكارجريئة ، عارك بها علي الوردي مجايليه ، ويمتد شعاعها مخترقا غبار البدواة والجهل ومظالم احزاب التحاصص .

لقد كان الوردي باسلا في معاركه ويستلهم الشماع شجاعته في المنازلة . ويجب ان يرقى المسلسل الموعود الى مستوى الراحل الكبير والى حمية تلميذه المجد .



#سلام_مسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات القذافي وبقيت دولة الخيمة
- جمعة الزفاف
- اقفاص VIP
- القناصة يصنعون التاريخ في الشرق الاوسط ؟؟؟
- من ليبيا ياتيك العجب
- مصر التي تدهشنا
- غباء الطغاة وخبث الجزيرة
- ملا خطير ووفد فطير
- بيرليسكوني بوتين
- قطرغيت !
- لماذا تعامت موسكو عن عيون -الجزيرة -؟؟
- الاحياء والاموات
- الرفيقة - فيات - والانسة - رينو -
- من الفكة الى تفكيك العراق كل عام وبرجينيسكي بخير !!
- تقرير تلفزيوني عن الجمال الخفي لسيدات عربيات عاملات
- نظام الفساد الالكتروني
- هوغو تشافيز يوقد الشموع للدب الروسي
- صلاح حزين : دعني في الغابة انتحب وحدي
- التانغو ايراني الاميركي على جثث اشرف
- الموت الاحمر في ارض السواد


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام مسافر - الوردي بعزف الشماع