عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 01:05
المحور:
الادب والفن
فبراير جديد مستمر 2012
و أنا أستوقف فهرسها .. وأستبكي عناوين ديوانها القفراء لا مكان فيها لشطح الفقراء ولا إشارة لشارات العصيان في شوارع المدن الريفية ... و كأن ديوانها قد قد من دبر و من قبل في حانة الرقابة .. لست ابن خدام كي أطيل النحيب على طلل والربيع أراه في قصيد يورق على مهل ... لم أدرك جحودها وأنا أتجول في سطورها كطفل غرير أو سائح ضرير أضاع دليله من طول المسير ... و أنا أترصد الصور قلت أنبش في هذي النعوت والعبارات الاعتراضية ربما أتصيد ملامحي العنيدة .. أعرفها وأساطيري الجديدة معا نسجنا خيوطها بالأبيض والأسود بعيدا عن عيون الطغاة ...
ذاهب إليها في دروب صمت رتقت زادي المدرج بالسهو .. وعائد إليها من شقوق الصبابة ريثما يبسط البسطاء جحيم الوجد في عري اللغة .. على غلاف ديوانها شربت ما بقي ألوان باهتة لا تبشر بلقاء .. ثم انعطفت إلى غلافها الخلفي كانت النوافذ موصدة قلت سأقضي ليلتي على عتبة عنوانها ربما يستيقظ بريدها المشاكس لحظة سهو .. فخوفي يتسع كلما علي الشوق اشتد .. وأنا على عتبة الإهداء أبحث عن ملامحي الطازجة ربما أهدت لي ديوانها المعطر بعتابي .. لم أدرك جحودها إلا وأنا أستوقفها ...
و لم ترد فاتسعت سكة المعنى في الطريق إليها .. فكل الأوهام تؤدي إلى عشها المخضب بالنسيان .. كأنها تنسج خراب خيمتها الأنثى المحلاة بالسراب .. لم تسأل أبا رقراق عن عشيقها حين غازل القناديل وقد أخمدتها المماليك رهبة ورغبة .. فلماذا يجيئك عطشي مدرجا بالرغبة وكأن عناقيدها ودعت كؤوس الرجاء ؟ .. لك عندي فراشات مسودات طرزها ربيعنا المشتهى .. لك سرور سريري افتضته يداك في مقام الشهوة .. وقفت فأوقفت نزيف سفري الزؤام .. لك الأنهار ما تشتهي من يبسي .. كيف لي أكتم عشقا تقرح في خيام البسطاء .. و لا يسعفني غير الهروب إليك ؟ .. فأنت مصدر حماقاتي وحكمتي .. فكيف لا أستوقف فبراير وهو على الأبواب ؟ .. طوبى لفبراير يكتب ديوانا جديدا للوطن منقحا ومزيدا .. في طبعة أنيقة بالشهداء ...
30 دجنبر 2011
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟