أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - العراق .... بلد كل الأزمات المجنونة !!!!















المزيد.....

العراق .... بلد كل الأزمات المجنونة !!!!


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وكأن ما يحفظ وحدة العراق هو وجود القوات الأمريكية , و ما أن رحل أخر جندي أمريكي من العراق , حتى فُتحت كل أبواب الجحيم , وحانت ساعة تصفية الحسابات , وأُخرجت كل الملفات القديمة من الأدراج المنسية وأصبح طارق الهاشمي مجرما وقاتلا وهاربا في إقليم كردستان , وأصبح نوري المالكي هو الوحيد الذي يحافظ على القانون وهو الفارس الذي يرفع راياته في العراق حاميا ومدفعا ومقاتلا ...
حقيقة لا نزال لا نفهم ما حدث , مع إن الذي حدث أصبح طبيعي في عراق اليوم , حيث الأزمة تولد الأزمة , والتصريح يفجر قنبلة , ومحاولة القبض على قاتل منسي مثل طارق الهاشمي ... أن كان هو قاتل حقاً , منسي منذ الأزمات الأخيرة والتي أجهضت عملية سياسية معقدة ودنيئة في نفس الوقت , حين توالت الانفجارات اثر الانفجارات في بغداد .... وتشكلت على أثرها حكومة مشوهه مثل الابن المشوه اللقيط والذين يولد من عملية قيصرية من أب وأم لا يعرفان كيف التقيا وكيف تعاشرا معاشرة الأزواج وكيف تمت ولادة هذه الحكومة في مؤتمر دبر بليل في اربيل وكانت مشاركة رغما عنهم , ولكنها كانت ضرورية ومجبر الشعب عليها , ولان العقلاء الحقيقيون وجدوا في هذه الحكومة الحد الأدنى من المرتكزات والتي يمكن إن تحافظ على ما تبقى من الأسس والتي تحفظ على وحدة هذا البلد , ولان الشعب مل المهاترات , ولكن مع ذلك اعتقد الكل بأنهم فرسان العصور الوسطى أو كرجال الخلافة الأولى , ولكن بأيديهم سيوف مخضبة بالدم العراقي , وعلى رؤوسهم أكاليل العار والتي يفتخرون بها وكأنها أكاليل الشرف ....
ليس دفاعا عن طارق الهاشمي , والذي متيقن من أن له يد إن لم يكن بالحماية أو التدبير أو بمجرد العلم والسكوت على ما صرح به عناصر من حمايته , وليس هجوم على المالكي , والذي لا اعتقد إن صولته الجديدة أريد منها حماية ما تبقى من الشرف والأخلاق والقانون والقضاء ....
حقيقة اشعر دائما إن السياسيون عندنا لا يفقهون شي في السياسة , فلا هم سياسيون محترفون , ولا هم رجال دين حقيقيون وأقول هذا لان الساسة رضي الله عنهم سواء كان المالكي أو الهاشمي و حتى الجعفري أو الحكيم أو أتباع التيار الصدري أو الحزب الإسلامي , فهم أبناء مؤسسات دينية عريقة سواء كانت شيعية أو سنية ....
هل فعلا كان المالكي يدافع عن القانون حين اتهم شريكه الأخر بالحكم الهاشمي ... إما كان يخلط الأوراق مهددا الاستقرار الهش في العراق , والذي يراه الموطن العراقي نعمة كقطرات ماء في صحراء قاحلة , نعمة لان هذا الأمن والاستقرار الهش هو ما يتمناه الموطن البسيط المتعب لتحصيل لقمته بظل غباء السياسة وجنون الإرهاب .... هل هي لعبة جديدة يريد منها المالكي الحصول على أقصى تنازلات ممكنه من شريكه في الحكم , ويحاول إن يكون سيد مطاعا , أو حاكما مستبداً خر .... صورة من صور صدام المتعددة والكثيرة .
العملية السياسية في العراق اعقد مما تبدو عليه , فلا الحكومة هي حكومة حقيقية ولا البرلمان هو برلمان طبيعي , ولا الرئاسة هي رئاسة طبيعية ... العملية السياسية في العراق بنيت على صورة دستور خارجي , وعلى توافقات داخلية تم اتفق عليها بعد أن سال الدم العراقي , وكثرت الانفجارات في بغداد وغيرها من المدن العراقية , العملية السياسية بنيت بعد إن تم وضع خطوط حمراء ... لا يستطيع احد أبدا إن يتجاوزها , وفي حالة تجوزها , ابسط واصغر عراقي في الشارع سوف يقول لك النتيجة كيف هي وكيف تتشكل وكيف تتبعثر على أشلاء العراقيين , وبعد إن ثبتت لنا الحقيقة إن العراقي ودمه عرضه ارخص الأشياء والتي يمكن التلاعب بها وبكل سهولة عجيبة وغريبة ومدهشة في نفس الوقت ...
لننتظر قليل ونرى الصورة من قرب ....
جلال الطلباني مستاء جدا لعدم التشاور معه , وأبدى استياءه من عرض اعترافات عناصر من حماية الهاشمي خلافا لما تم الاتفاق عليه وفي تصريح له قال فيه " إن العمل بروية وهدوء وبعيدا عما يدفع له التسريب الإعلامي من تهييج وضوضاء واختلاط للأمور هي أهم ما ينبغي الالتزام به , والاتفاق عليه للخروج من الأزمة الحالية بما يحفظ حق القضاء وعدالة سير التحقيق ويحفظ الاستقرار السياسي المطلوب في ظرفنا الحالي أكثر من أي مرحلة مررنا بيها " .
هناك حقيقة قيمة سياسية يحاول العقلاء بالمحافظة عليها , وهي الاستقرار السياسي , ومحاولة المحافظة على الهدوء في الشارع , لان الاستقرار السياسي هو الذي سوف يحفظ الهدوء .... وبالتالي المحافظة على الأمن مستقر ومستتب في الشارع العراقي , والحقيقة انه ولا اقوي خطة أمنية تستطيع إن تحفظ امن العراق بدون الاتفاق على هذا التوافق , والتجربة علمتنا , انه في اللحظة التي يتم بها تجاوز الخطوط الحمراء بين المكونات الرئيسية في العراق (( الشيعة والسنة والأكراد )) تنهار العملية السياسية برمتها , إرادة هذه المكونات هي خطوط حمراء ومقدسه يجب أن لا يتم تجاوزها , وبناء عليه تم تقسيم المناصب الرئاسية في البلاد بين هذه المكونات الثلاث , ويجب المحافظة على هذا التقسيم كم هو .... ومنذ اليوم الأول وجدنا رئاسة الوزراء بيد الشيعة ووجدنا رئاسة الدولة ووزارة الخارجية بيد الأكراد , ووجدنا إن رئاسة البرلمان بيد السنة , ووجدنا إن هناك نائبين لرئيس الدولة احدهم شيعي وأخر سني , وكان هذا الاتفاق من خلال التوافق والذي كان نتيجة الكثير من اللقاءات حسنة النية أو سيئة النية , وبناء عليه تم تعين عادل عبد المهدي كنائب أول للسيد جلال الطلباني واختيار السيد طارق الهاشمي كنائب ثاني للسيد جلال الطلباني , وبناء على التدخل للسيد المالكي والكثير من الشد والجذب , تم اختيار السيد الخزاعي وزير التربية السابق , نائب ثالث , وتم ذلك كله في سلة واحدة , فإما يتم الاتفاق كله أو يتم رفض الاتفاق كله ....
وكان الاتفاق , وكان التوافق , وهذا الاتفاق ما كان يكون , إلا بطريق طويل من الدم والتفجيرات التي هزت العراق وقتها , ولم تتوقف هذه التفجيرات ويهدا الشارع , إلا بعد الاتفاق وتشكيل الحكومة ..
رئيس الدولة جلال طلباني نجده يقول إن طارق الهاشمي في ضيافته حتى يتأكد إن سوف يعامل معاملة عادلة , وفي هذا إشارة مبطنه للسياسة والتي أصابت كل شي حتى القضاء أصبح لا يخلو من سياسة , أو إن طالباني مثله مثل كل ألاعبين في العراق , يحسب جيداً ما هي فائدته وما هي لاضرار التي سوف تصيبه من الموضوع , ويتعامل مع طارق الهاشمي كورقة رابحة ضد رئيس الوزراء المالكي , وبهذا يتحقق ما قلناه سابقا بان الكل يلعب على الكل والكل يضحك على الكل والكل يخدع الكل ..... فلا وجود لحسن نية حقيقي بين الساسة العراقيون , ولا وجود لكلمة شرف بين أهل السياسة , بل إن كل شي في العراق هي أوراق ضغط تستخدم لمصلحة هذه الكتلة أو هذا الحزب , بما فيها كل وسائل القتل والإرهاب والتفجيرات والتي تصيب العراقيون الأبرياء .....
حقيقة أتمنى إن يكون لدى السياسيون بعض الشرف والأخلاق , ويعتبرون إن ملف الأمن والإرهاب خط احمر لا يمكن تجوزه .... وان حياة المواطنون وأعراضهم وأموالهم خطوط حمراء مقدسة , ولا يمكن التلاعب بها أبدا ....
ملاحظتنا إن في الإعلام والشارع كذلك خطابين متناقضين , الأول يصطف خلف المالكي , ويقول قولته ويصرح بتصريحاته .... دون النظر لحقيقة الأمر ولا حيادية في الموضوع , وكأن كل شي في العراق اليوم هو إما تكون معي و ضدي , ولم نسمع قول القضاء لغاية ألان , فهو حائر ومتردد وخائف في نفس الوقت , لان كل كلمة له ألان لها مضار أكثر من الفوائد , فهي أم تحسب لهذه الجهة أو تحسب لهذه الجهة .... لدرجة إن سكوته أيضا يحسب لجهة دون جهة .....
الشارع تحرك باتجاهين كذلك , وكأنه تحصيل حاصل لما يدور في كواليس الكتل السياسية , في محافظات الجنوب , تحركت الجماهير مصطفة خلف المالكي , تطالب بمحكمة طارق الهاشمي كونه قاتلا و يرعى الإرهاب , وتطالب بضرورة استقلال القضاء , واستقلال القضاء هنا , وان يتم تنفيذ المذكرة القضائية بسرعة وضرورة مثول طارق لهاشمي , وعلى كل أجهزة السلطة التنفيذية أن تعمل على إحضار المتهم إلى قاعات القضاء .
يقول المستشار القانوني للمالكي الدكتور فاضل محمد جواد " إن الأجهزة الأمنية ملزمة في كل أنحاء العراق , بتنفيذ مضمون مذكرة القبض , لأنه لا حصانة لأي مسئول تنفيذي في الدولة ,ويشمل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء , والوزراء أنفسهم " وان الحصانة فقط لأعضاء البرلمان ....
والخطاب الآخر يصطف خلف الهاشمي والقائمة العراقية , ويقول انه اتهم باطل تم تدبيره بليل , وانه لا يثق إن يمثل الهاشمي أمام القضاء العراقي في بغداد , وفضلا عن ذلك طالب إن يمثل في اربيل عاصمة إقليم كردستان , وان يكون مثوله بحضور أعضاء من جامعة الدول العربية ومندوبين عن الحقوقيين العرب والمحاميين العرب ووجود مراقبين دوليين ..... الشارع السني مصطفا خلف طارق الهاشمي , لأنه يشعر ويعتقد جازما , إن هذا التحرك مقصود به المكون السني وقالها أكثر من مرة أسامة النجيفي إن السنة في العراق مهمشون , وان نوري المالكي , يعمل ما بوسعه لزيادة هذا التهميش , وقالها طارق الهاشمي في كل خطبه وحواراته بان ألسنه مهمشين في عراق اليوم , ويقولها اليوم وبصوت عالي غاضب في أكثر من حوار .
المشكلة كبيرة , وكبيرة جدا , والسياسيون بينهم الكثير من عدم الثقة وسوء النية بشكل أكيد , وكل كلمة و اتفاق يحتج إلى ألف ضامن وضامن , وكل توقيع على اتفاق يحتاج إلى ألف كفيل وكفيل , وكل اتفاق يبرم ليلا , يمحوه أول ضوء النهار .... والمتدخلون في الشأن العراقي أكثر مما يتصور العاقل , الكل له مصلحة في العراق , من دول الجوار إلى أخر دولة لا نسمع بها في أقصى المحيط الهادي .... فهل كانت أمريكا حقاً هي الضامنة لوحدة العراق ؟!!!!



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير بسيوني ... ورد الأعتبار للمواطن البحريني
- العراق .... والحل في الفيدرالية
- عملية اغتيال السفير
- ثقافة المال العام .....
- 11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم
- أزمات الحكومة العراقية
- عبد الكريم قاسم
- سورية ... وضرورة التغير .
- حافظ الميرازي والاعلام السعودي
- الفيدرالية وأقاليم الشمال والجنوب والوسط
- رعب الحكومات العربية من ثورات الشباب
- ميناء مبارك الكبير ..وبوادر أزمة جديدة
- وهم التعايش الأسلامي القبطي
- المصالحة الفلسطينية ومشكلة اين يجلس خالد مشعل ؟
- الأزمة البحرينية
- لماذا لاتكون البحرين دستورية ملكية ؟
- مهزلة الأيفاد في العراق
- المالكي ومأزق المائة يوم ..
- أخر أيام القذافي
- و هل تختلف البحرين ؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - العراق .... بلد كل الأزمات المجنونة !!!!