أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارين هانسن - إذاً دع المطر يهطل














المزيد.....

إذاً دع المطر يهطل


دارين هانسن

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


دعه يزلزل بأجسادنا ويبللها طالما اشتقناه بعد أن عبدنا التصحر ومتنا بأكاذيبه . دع روحي تجرب الهوى المجنون تغرد بوجه العاصفة .تصرخ بالموتى توقظهم .دع موتي ساكتا وصمتي يصرخ.. دع الصور معلقة على الجدران لا تنزع فرحتهم..ودع رؤوسهم المليئة بالتفاهات تنطق..لا جدران تمنع العاصفة من القدوم ولا جسور ممتدة ......موت في أحشاء مدينتي ..وعيون أطفال تطرق النوافذ المثلجة بانتظار عودتهم ......ونساء يزغردن من سخرية المجهول .. وجنون غاضب غامض ...لرائحة الشتاء هذه المرة نكهة الدم ورائحة وداع ووجع أرمل وأمل يولد في العتمة ولعنة ساحر ..ضاعت رائحة الحطب أمام هستيرية النار في الخارج..وضاع معنى الدفء أمام برودة قلوبهم..دعهم يهولوسون ولا تقاطع شعوذتهم دعهم يقنعوا أنفسهم بأنه يمكنهم استعادة الطلقة وتوجيهها والتحكم بها بعد خروجها من فوهة المدفع ..دعهم يؤمنوا بقدرة الطلقة على الاختيار فعلهم يجربوا اختراعاتهم الغبية بين بعضهم ..ودعني أنا أنام تحت المطر أفصل روحي عن جسدي وأطير بها إلى حيث تكون الشمس وجسدي النائم يؤمن بإخلاصي له..إخلاص!!
هناك من يؤمنون بالإخلاص. ضحكت من نفسي وأقنعت أوهامي بأني مخطئة وبأن هلوسات الوحدة تسيطر علي..وبأن مدينتي على حق وأن مخاوفي غبية وبأن السعادة قدر لنا وأن الحزن في سابع بقعة أرض يحتاج سنوات ضوئية كي يصل إلينا ..
نرقص مع موتانا نراقصهم نضحك معهم ونشرب كأسهم الأخير قبل أن نوصلهم إلى مسكنهم الأخير ..وبعدها نعود ونكمل رقصنا ونبكي فراقهم ولكن لوهلة قصيرة حيث تزدحم الساحة بالراقصين الجدد ..
أريد أن أصغر أن أكبر أن أبقى أن أطير أن أعود طفلة وأصبح إمرأة بكامل انوثتها ..أريد أن التقيك أن أفارقك أن أقبلك أن أشاركك نبيذي وتشاركني سريري ..أريد أن أتحكم بحرارة الشمس ودرجة المطر وقساوة البرد..
الصناعة في بلدي ليست من أجود الأنواع ..يستوردون بضاعات خارجية وأغلبها صينية تغزو سوقنا الشعبي..ولكن صناعة الموت في بلدي احتلت أفضل المراتب وعلى أيد وطنية وبرصاص وطني وبنادق محلية وروسية..
كان وجه ذاك الطفل أجمل من الملائكة ومن وجه الله أجمل من الربيع والبحر الازرق ..كان يدندن أغنيته ويهرول يميناَ ويساراَ فرحاَ لأنه وأخيرا حفظ كل كلمات الأغنية ..كان وجهه يضحك ..كان جميلاً كان يضحك كان أجمل من الله ..كان يضحك ويدندن أغنيته ..وعندما قفلت عائدة إلى بيتي من نفس الشارع ..كان صامت كان يبكي كان يلوم صمتنا ..كان جميلا أيضاً ..كان متفائلاً وهو هامد ولكنه كان مازال يبتسم..وهو مضرج بدمائه مبتسم ..كان يضحك ..
دع المطر يهطل فوقه يبلل ابتسامته ..



#دارين_هانسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح أخطائه
- هي وهي وتلك
- سيرقص
- كنتِ على حق!
- ونكمل الرقص
- فقط أن تضميني
- أنتظره ....صديقي
- إذا هكذا
- وننتهي بالبحث عن صدفة جديدة
- لن تغفر لهم مدينتي ولن تقتلهم
- إلى أين تتجه سورية؟
- الثورة السورية


المزيد.....




- زلزال في -بي بي سي-: فيلم وثائقي عن ترامب يطيح بالمدير العام ...
- صورة -الجلابية- في المتحف تثير النقاش حول ملابس المصريين
- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارين هانسن - إذاً دع المطر يهطل