أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح نادر - شَفتي العُليا














المزيد.....

شَفتي العُليا


فرح نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 19:02
المحور: الادب والفن
    


صحوت صباح أمس من النوم لألقى شفتي العليا أصيبت بانتفاخ هائل ومُضحك، أصبحت بين ليلة وضحاها كأنني المدعو Donald Duck، ويوم الخميس مقرّنا في المكتب، وأنا أستعد في الصباح الباكر ككل يوم، ألبس أكثر الملابس أناقة وحشمة للعمل، أما الماكياج، فهذه هوايتي وفن من الفنون بالنسبة لي، فكنت أمام مصاب بسبب شفتي العليا، فأي محدّد للشفاه هذا الذي سيتحدّى هذا الانتفاخ ويخضعه لرسم متناسق غير ملفت؟ اجتهدت بوضع المحدد ولم أفلح، ووضعت أحمر شفاه بلون بني لكي يخفي الانتفاخ، وهممت منطلقة بسيارتي إلى العمل.

في مبنى العمل، صبّح علي أحد الزملاء وهو معتاد على معاكستي، إلا أنه منذ فترة قصيرة عائد من الحج، لحظت عيناه (زووم) على شفاهي، وشعرت بالإحراج وضحكت موضحة له سبب الانتفاخ، وهو نسي أنه حاج وقال: انتِ النهار دا أجمل من كل يوم .. قمر! كدت أنفجر ضحكًا، وفي مكتبنا، كنت ألاحظ نظرات الزميلات وأنتظر أي تعليق منهن ولم يقلن شيء، فمن طبعهن الكتمان، ولسان حالهن يقول لعل هذا الانتفاخ من جرّاء عملية تنفيخ فاشلة، ولم أتمالك هذا الظلم ووضّحت لهن بأن هذا الانتفاخ حصل بسبب سخونة خفيفة أصبت بها قبل أسبوع وظهرت أثارها الآن، إحداهن قالت وهي تضحك: لا تحاولي، لقد فشلت عملية التنفيخ وهذه هي النتيجة! وضحكنا.

كنت طوال يوم العمل أتجنّب أن ينظر لوجهي أحد، ويوم أمس تم الإعلان عن احتفال وطني، وتم توزيع البطاقات، وأخبرونا بأن علينا المغادرة مبكّرًا، فالاحتفال سيبدأ في الثانية ظهرًا. عدت للبيت مسرعةً لتغيير لون ملابسي، ليتناسب مع المناسبة، وجعلت شعري ينسدل مع (عضّاضة) حمراء، ماسكة بشعري بنهاية رأسي، بدلاً من رفعه كاملاً كما هو حاله كل يوم في العمل.

وصلت متأخّرة ولم أحصل على مكانٍ مناسب يليق بوظيفتي، فجلست في مكان مخصص لتلاميذ المدارس الأشقياء، وبعد أن جلست، التقطت أنفاسي وحصلت وقتًا لتأمل من حولي، فبعض المسؤولات عن التنظيم كن يتمتعن بصوتٍ عالٍ رغم الفوضى في هذا الحشد، فلو كنت بدلاً منهن سأضطر لاستخدام لغة الإشارة لضبط الحضور، ثم وقعت عيناي على شفاههن، ربما أصولهن من أفريقيا منذ حوالي قرن أو أكثر من الزمن، وقد تحسّنت جيناتهن، ولكن ظلت شفاههن منتفخة من الأسفل للأعلى دون استراحة، وذوات مؤّخرات هائلة، عز علي أن تشبه شفاهي شفاههن المنتفخة بشكلٍ مضطرد، وشعرت بالأسى، وبنفس الوقت، استنكرت هذا المديح بشفاه أنجلينا جولي، والغزل بمؤخّرة جنيفر لوبيز التي أمّنت عليها بمبالغ هائلة، فهذه المقوّمات متوفّرة في نساء أفريقيا دون أن يلتفت إليهن أحد، ربما الشهرة هي التي تجعل ما هو خارج عن التناسق يفوق مقياس الجمال، أو ربما ذوق الرجال هو الذي يجعل مقاييس الجمال تتغيّر.

وليلة البارحة، دخل (رفيق حياتي) الغرفة وهي بظلامٍ دامس ليذكّرني عن سهرة ليلة السبت، فهي الليلة الوحيدة التي أسمح لنفسي وله السهر خارج البيت، ولا أدري إن رأى منظر شفتي العليا في النور، هل سيرجو دميته السهر معه أمام جمهور من الناس أم سيلغي الدعوة؟ لا تهمني الدعوة للسهر خارج المنزل، ولكن لم أعد أتحمّل شكلي في المرآة، خاصةً إن ابتسمت، تنفرش شفتي العليا وكأنها الخبز الفرنسي، بل تشبه الدولفين وهو يقفز مرحًا في البحر.

لا أعتبر ما كتبته مقالاً، بل هي استراحة محاربين (:
متمنيةً الشفاء العاجل لشفتي العليا ():



#فرح_نادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعي والملحد
- صفاتنا الحُسنى وغير الحُسنى
- الحب والرغبة
- ملاحظات حول بعض الكتّاب والمعلّقين والمشرفين بالحوار المتمدّ ...
- الرجل العاهر
- حرب وسلام
- أسباب الشك والإيمان
- كلمات قلتها في الرجل وعلاقته بالمرأة (1)
- حاجة المرأة لأكثر من رجل
- حق الرجل في تعدّد النساء
- ثورة دمية
- كيف أخلص منكِ؟
- كلمات قلتها في الدين والأخلاق
- ما أخفيه عنك
- التحرّر الفكري
- كن بيتي
- لا أدرية أنا
- الملحد المتناقض


المزيد.....




- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح نادر - شَفتي العُليا