أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - فرح نادر - الحب والرغبة














المزيد.....

الحب والرغبة


فرح نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 17:56
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


الكثير منا لا يميّز بين الحب والرغبة، فالبعض عندما يرغب أو يشتهي شخصًا يعتقد أنه يحبه، والرغبة تختلف عن الحب، وهي مكمّلة للحب، لتضفي نكهة خاصة بالحبيب، لذا ينبغي الفصل بينهما بتعريف كل منهما على حدة، قبل مزجهما معًا.

إن جئنا لتعريف الحب، فلكل منا تعريفه الخاص، لا يمكن وضع الحب في قالب معيّن، فمن الأفضل ترك الحب للحبيب ليكتب تعريفه، برأيي، الحب هو إسعاد الحبيب والسهر على راحته، كما تحب الأم ابنها، هذا هو الحب الصافي، دون تدخّل الرغبة والغيرة وحب التملّك، رغم وجود الكثير من الآباء والأمهات الذين يتّصفون بحب التملك، وكأن الأبناء مُلك لهم، ويمنحون أنفسهم الحق بالتصرّف بحياة أبنائهم والتدخّل بشؤونهم واتخاذ القرارات المصيرية بدلاً منهم، حيث الأنانية تتدخّل هنا مما تؤدّي إلى حب السيطرة وبالتالي ينشأ الأبناء ضعيفي الشخصية، حيث قُتلت شخصيتهم الحقيقية منذ طفولتهم الأولى، وهذا ليس موضوعنا، ولكن المرأة الغيور تمثّل دور الأم الأنانية هنا.

نعود ونقول، إن الحب هو أن تحب شخصًا محبّة خالصة دون تدخّل الرغبة، أن تمنحه أفضل ما لديك، أن تظل تحبه حتى وإن ابتعد عنك وفضّل شخصًا آخر عليك، أو حتى فقد نصف جسده كما في الحروب، وهذا أفضل اختبار للحب، فإن غضب الطرف الآخر أو تغيّرت مشاعره نحو الآخر، فهذا يدل على حب المرء لنفسه وليس حبًا بالحبيب. الحب الخالص هو العطاء دون انتظار المقابل، خاليًا من المشاعر السلبية. هذا هو تعريفي للحب.

نأتي للرغبة، وكيف تكون الرغبة خالصة؟ الرغبة هنا هي الرغبة الجنسية بالتأكيد. يقال أن الرغبة الجنسية تزداد في مرحلة الشباب المبكرة وتخف شدّتها مع مرور الزمن، هذه قاعدة عامة وأنا ضد القوالب الجاهزة وإصدار الأحكام، ففي كثير من الأحيان هناك فتيات وفي مرحلة الشباب المبكرة لا يشعرن بالرغبة الجنسية وعلى العكس، يشعرن بالاشمئزاز من كل ما له علاقة بالجنس، وهذا ليس استثناء، وهناك المرأة وهي في عمر النضج وتبقى رغبتها متوقّدة. أما الرجل يبقى متوقّدًا طوال عمره مع اختلاف نسبة الرغبة من رجلٍ إلى آخر كما المرأة التي تتمتع بصحّة جنسية.

الرغبة الجنسية لا تخلو من العوامل النفسية، وتتكون كجزء من شخصيتنا وتكويننا منذ الطفولة، وينمو ذوقنا في تكوين الصورة الذهنية لشخص نرغب به وبصفات معيّنة، فهناك الرجل الذي لا يرى المرأة جميلة إلا بشعرٍ طويل، وآخر يشترط أن تكون ذات لون بشرة محدّدة، والبعض يقول، لا يهمني سوى أن تكون ذات أنوثة طاغية. والمرأة كذلك، لكل امرأة ذوقها، وتتأكّد من ذلك حين تتمشى لا مبالية، ثم يلفت انتباهها رجلاً ربما لشعره الرمادي، صوته، ذقنه المُشعر، أصابع يديه، أو حتى ذوقه في اللبس، وتنفر من رجلٍ لا تجد فيه أية جاذبية، كونه لا يتوافق وذوقها، بينما ذلك الرجل يثير امرأة أخرى.

إن ما يثير رغبتنا، لا علاقة له بالحب، له علاقة بالصورة الذهنية المطبوعة في أذهاننا، التي نرى فيها الكمال في الجمال والإثارة، إنه حور عيننا.

جمال ومتعة الحياة، حين الرغبة والحب يجتمعان بشخص واحد، وأن يكون ذلك الشخص في متناول أيدينا، لا نحلم به، بل نلتقي به في الواقع ونقضي معه الوقت الذي لا يتركنا إلا ومشاعرنا ورغباتنا مشبّعة ومتحققة، ومن النادر أن يحصل ذلك كما في الأفلام الهندية، البطل والبطلة مكتملي الجمال وجهًا وجسدًا وعاطفة جيّاشة تربطهما.

إنه ليس من المستحيل تحقيق ذلك، وبالوقت نفسه، الحظ لا يصادف الجميع، قد تحب المرأة شريكها وتجد فيه الصفات النفسية والفكرية التي تحبها، ولكن ذلك الرجل لا يثير رغبتها، لا تمانع بمشاركة الحياة معه، ولا تريد أن تكمل حياتها مع سواه، ولكنه ليس الرجل الحلم بالنسبة لها، شكلاً ومضمونًا، وقد تثيرها نظرات الرجال الذين يلتفتون إليها فتحرّك فيها الرغبة نحو شريكها، معتقدًا ذلك الشريك المسكين أنه المرغوب به. والرجل هنا لا يختلف عن المرأة، يحب شريكته ولا يريد العيش مع سواها، ولكن عيناه تتطاير حول أية امرأة تثيره، وفي الحالات الصعبة، يلجأ الرجل للشرب لكي يشتهي شريكته السمينة أو الخالية من الأنوثة، أو ربما لأسباب نفسية، لسيطرتها عليه، فهي لا توافق رغباته، فتكون بعيدة بُعد الشمس عن المرأة التي في ذهنه، ولا يختلف الحال مع المرأة التي لا ترغب بشريكها إلا بإثارة خارجيّة.

هذا الموضوع لا ينفصل عن الموضوعين السابقين فيما يخص احتياج الرجل والمرأة لأكثر من واحد، بل مكمّل لهما، حيث اتّضحت هنا بعض المبرّرات التي تدعو الرجل أو المرأة لعلاقة غير مسموح بها. والسبب والمبرّر هنا بعيد عن اللعب أو التسلية، بل إنها حاجة ملحّة، البعض يضعف أمام إلحاحها، والبعض يصمد، متحليًا بقوة الإرادة، لكي لا يعرّض نفسه لمواقف هو في غنى عنها، فالراحة النفسية أهم من تلبية الرغبات لدى الإنسان.



#فرح_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول بعض الكتّاب والمعلّقين والمشرفين بالحوار المتمدّ ...
- الرجل العاهر
- حرب وسلام
- أسباب الشك والإيمان
- كلمات قلتها في الرجل وعلاقته بالمرأة (1)
- حاجة المرأة لأكثر من رجل
- حق الرجل في تعدّد النساء
- ثورة دمية
- كيف أخلص منكِ؟
- كلمات قلتها في الدين والأخلاق
- ما أخفيه عنك
- التحرّر الفكري
- كن بيتي
- لا أدرية أنا
- الملحد المتناقض


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - فرح نادر - الحب والرغبة