أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح نادر - الملحد المتناقض














المزيد.....

الملحد المتناقض


فرح نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 15:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المعروف أن بعض أو غالبية الملحدين في بلداننا العربية لا يختلفون عن المؤمنين، فهم يتّسمون بالعصبيّة والتفرّد بالرأي تصل لحد التعصّب ومن ثم فقد السيطرة على الأعصاب والبدء بشتم المخالف لرأيهم أو الاستهزاء بهم، وفي الغالب هذه الشخصيات تراها تعاني خللاً في مكانٍ ما من في تفكيرها، مليئة بالتناقضات، يظهر تناقضهم بصورة جليّة في تباين قولهم عن فعلهم، وينبغي توضيح أن هناك فرق كبير بين الملحد الذي توصّل لحقيقة أن الأديان أوهام كنتيجة حتمية للبحث واستقر رأيه وتعايش مع تلك الحقيقة في انسجام تام دون أي تناقض وبين والملحد الذي لديه شك في الفكر الإلحادي وينظر للإلحاد بصورة ظلامية، لا تختلف عن نظرة المؤمن للإلحاد، وربما معاداته للدين نتجت لأسباب نفسيته دعته يترك الدين بلا عودة، فالملحد من هذا النوع يقتصر إلحاده في ممارسة حريّته الشخصية وتجده لا يختلف عن المؤمن العاصي.

أقول رأيي هذا بعد التعرّف عن قرب على مجموعة من الملحدين المتطرّفين والذين ظهرت تناقضاتهم من خلال ردودهم واختلاف مواقفهم عن أقوالهم.
ببساطة، إن كنت تريد أن تختبر مدى قناعة الملحد بفكره فاطرح عليه هذا السؤال: على أي مبدأ ستقوم بتربية أبنائك؟ هل ستربّيهم على المبادئ الدينية أم ستدعهم يكبرون بلا دين؟

لقد قمت بنوع من الاستفتاء في إحدى المنتديات العلمانية وطرحت السؤال ذاته على الملحدين واللادينيين، ومن الغرابة أن أغلب المشاركين في الرد على السؤال أبدى استعداده لتربية أبنائه على التعاليم الدينية متمسّكًا بالأعذار التالية: عدم تقبّل المجتمع للأبناء إن كان فكرهم مخالفًا له– الخوف من خسران الأهل والأصدقاء – تفضيل مسايرة المجتمع لكي لا يشعر الملحد أنه منبوذ – الخوف من اصطدام الأبناء مع المجتمع المدرسي– نظرة المجتمع للفتاة غير المحجّبة نظرة فيها ريبة وشك في تربيتها وسلوكها – الخوف من قطع الرقاب في المجتمعات المنغلقة والمتشدّدة .. إلخ

ربما من يعيش بالدول المنغلقة والمتشدّدة دينيًا له كامل العذر للخوف على حياته وحياة أبنائه، أما من يعيش بدول الغرب ويتعذّر بأسباب واهية، فلا يدل موقفه إلا على ضعف شخصيته، ولكونه ضعيفًا تراه يسخر من المعتقدات ولا يحترم المؤمنين.

إن الملحد العربي يعيش بشخصية ازدواجية بعيدة كل البُعد عن الإقناع، كأن تكون الملحدة محجّبة وزوجها ملحد وتعيش بمجتمعٍ لا يمانع خلع الحجاب وتظل محجّبة، وأخرى تخشى من تربية أبنائها بلا دين، وعذرها أنها هي تربّت منذ صغرها التربية الإسلامية وربما لذلك السبب هي ما زالت متمسّكة ببعض المبادئ الأخلاقية، وخوفها ناتج من أن الأبناء قد يشعرون بالضياع بلا نهج ديني. هذه التناقضات تدعو الملحد الذي اختار أن يحيى بلا دين وأن ينشأ أبنائه أيضَا بلا دين للاستغراب من أمر تلك الفئة من الملحدين الذين يعيشون في صراع بينهم وبين مدى قناعتهم بفكرة الحياة بلا دين.

كما ترون، يلتمس الملحد المتناقض الأعذار لنفسه ثم يتمنى إبادة المؤمنين من على وجه الأرض، لأنه عاجز عن التعايش مع مجتمعه، ولتجنّب وجع الرأس والإحراج يقوم بتربية أبنائه التربية الدينية. إذًا ما الفائدة من إلحاده وتحرّر فكره من الدين؟ ولمَ يعاقب أبنائه باعتناق معتقدات هو شخصيًا لا يؤمن بها؟ وكيف يستطيع خداع نفسه والقيام بإقناع أبنائه بمعتقدات يسخر منها أمام المؤمنين بها؟

تساؤلات أطرحها وأود معرفة رأيكم بالتناقض الذي يعيشه من يدّعي التنوير وهو عاجز عن تنوير أقرب الناس له.



#فرح_نادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...
- نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م ...
- لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي ...
- واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
- سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا ...
- سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ...
- الأردن.. توقيف أشخاص على صلة بجماعة الإخوان المحظورة
- روبيو: نعمل على تصنيف -الإخوان- كتنظيم إرهابي
- روبيو: الولايات المتحدة في طور تصنيف جماعة الإخوان منظمة إره ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح نادر - الملحد المتناقض