أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح نادر - أسباب الشك والإيمان














المزيد.....

أسباب الشك والإيمان


فرح نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشك والإيمان لهما أسبابهما ودوافعهما، ولسنا هنا لكي نحكم من هو على صواب أم خطأ، ولن نتحيّز لأي طرفٍ منهما حتى وإن كنت شخصيًا أنتمي إلى أحدهما أو كليهما، ولن توجد غرابة بعد أن نعرف أو نتعرّف على الأسباب والدوافع.

إن لكل منا نمط من التفكير، هو الذي يسمح لنا بتكوين قناعاتنا منذ الصغر، لأننا نولد بذلك النمط من التفكير، ثم لا ننكر دور البيئة المحيطة والثقافة والظروف التي تساهم في تشكيل قناعاتنا.

لسنا هنا في محاضرة تربوية لذكر أنماط التفكير كلها، ولكن لكي نوضّح إلى أي نمط ينتمي إليه عقل الملحد وعقل المؤمن، فتتضح الصورة للطرفين.

عقل الملحد، وما أسباب إلحاده؟
يميل عقل الملحد إلى التفكير المنطقي، والتفكير الناقد، والتفكير العلمي، فالتفكير المنطقي يعتمد على التعليل لفهم واستيعاب الأمور، والملحد لكون عقله يلح عليه الشك والبحث عن العيوب والأخطاء والنقد، فإنه يميل للتفكير التأملي التحليلي ليصل إلى رأي، ثم طرح فكرته والدفاع عنها لما لديه من أسباب مُقنعة بالنسبة له، كما تفكيره يفرض عليه النظر للأمور بطريقة علمية ومنهجيّة ورغبة ملحّة في المعرفة بالتساؤل عما يراه غير منطقي وعلمي.

ومن الصفات التي يتمتع بها صاحب هذا النوع من التفكير، الثقة بالنفس، الانفتاح الذهني والمرونة وحب التغيير، والابتعاد عن الغموض والتناقض حبًا في الوضوح، وتراه يستمع لوجهة نظر الآخر ويحترمها رغم رفضه لها، إحساسه يخلو من الوهم والتخيّلات، وحبه للوضوح يجعله يرى آيات القرآن كالطلاسم، لا معنى لها لأنها صعبة التحليل بالنسبة إليه، بعيدة عن الصحة والدقّة وتفتقر للعمق، كما المعجزات يراها بعيدة عن المنطق.

عقل المؤمن، وما أسباب إيمانه؟
يميل عقل المؤمن إلى التفكير العاطفي، وعدم التفكير في الجزئيات بل العموميات، والتفكير العاطفي هو تفكير وجداني هوائي، يفهم صاحبه الأمور ويفسّرها ويتّخذ قراراته وفق ما يراه ملائمًا له وما يرتاح إليه ويألفه، ومن سمات التفكير العاطفي هو التسرّع والتبسيط والسطحية، ثم حسم الأمور إلى صح وخطأ.

ومن الصفات التي يتمتع بها صاحب هذا النوع من التفكير، تغلّب العاطفة على تفكيره، الاعتياد على الألفة والميل للطاعة لكونه ليس بإمكانه تغيير الواقع ولا يستطيع مقاومة التيّار، والخوف من المجهول ومن الجديد، وبالإضافة إلى ذلك يميل المؤمن إلى تصديق الغيبيات التي لا تستند إلى حقائق علمية، والتي تناقض الواقع الموضوعي، كونها تتعارض مع التفكير العلمي الذي يرفضها.

لو نظرنا إلى مقياس - هيرمان - باختصار، فقد قسّم الدماغ إلى أربعة أقسام، القسم العلوي الأيسر ويتّصف بالموضوعية، القسم السفلي الأيسر يتصف بالتنفيذ، القسم السفلي الأيمن يتصف بالشاعرية، والقسم العلوي الأيمن بالإبداع، وكل إنسان يطغى عليه نمط من التفكير يتعلق بأحد الأقسام الأربعة، أو قسمين، أو ثلاثة، ومن النادر من يفكّر من خلال أربعة أقسام بشكلٍ متساوٍ، ولا مجال هنا لتفصيل كل نمط.

هذا المقياس لا يخص الذكاء والقدرات، وإنما يقيس طريقة التفكير وطريقة تعامل الناس مع بعضهم، بسبب طغيان نمط خاص من التفكير يختلف عن الآخر.

فالملحد المتطرّف عندما يلتقي بالمؤمن المتطرّف، ماذا يحصل بينهما؟ وكأنهما مغناطيسين متنافرين، المؤمن يعبّر عن إيمانه بكامل عاطفته، والملحد يرد بتفكير ناقد منطقي وعلمي، دون فهم أسباب وحجج المؤمن، فيحدث التخاطب المتعاكس، بأسلوب تصادمي مما يسبّب صراعًا بينهما وبلغة مختلفة كليًا، لن يصلا إلى أي اتفاق في الرأي، والسبب أن المؤمن يستخدم الجانب الأيمن من دماغه، والملحد ذو التفكير الناقد يستخدم الجانب الأيسر من دماغه.

ولا نستغرب إن كان هناك ملحدًا يستخدم الجانب الأيمن من دماغه ومؤمنًا يستخدم الجانب الأيسر من دماغه، وهذا يحدث لا إراديًا ودون تعمّد منا.

وفي النهاية، لا يوجد نمط تفكير أفضل من الآخر، وفي الحياة ليس من المشترط أن تكون طريقة تفكيرنا واحدة، وعلى كل منا تقدير ومراعاة شعور الآخر، فاختلاف أنماط تفكيرنا لا ينبغي أن تكون سببًا للشجار أو الإساءة إلى بعضنا، إننا بحاجة إلى السلام والمحبة على هذه الأرض الجميلة.



#فرح_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات قلتها في الرجل وعلاقته بالمرأة (1)
- حاجة المرأة لأكثر من رجل
- حق الرجل في تعدّد النساء
- ثورة دمية
- كيف أخلص منكِ؟
- كلمات قلتها في الدين والأخلاق
- ما أخفيه عنك
- التحرّر الفكري
- كن بيتي
- لا أدرية أنا
- الملحد المتناقض


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح نادر - أسباب الشك والإيمان