أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - من تراجيديا الوجع العراقي














المزيد.....

من تراجيديا الوجع العراقي


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هلا...هلا...هيا أطوي الفلا طيا

ما برحنا نكتب ونصرح ونصرخ ونعلن وننبه أن الوضع السياسي في العراق طلاسميا وليس بإمكان أحد أيا كان لونه وعبقريته وإدراكه حتى وإن سبر أغوار الفلك السوبراني وفهم علم التنجيم وقراءة الأبراج وفناجين المستقبل، أن يفك شيفرات ودهاليز وفوضى هذا الوضع السياسي الفنطازي وخفاياه المرعبة...
هل لمخلوق عاقل أن يصدق أينما كان وحيثما وجد، أن نائبا لرئيس الجمهورية لدولة خرجت للتو من المحارق وهي تسعى لبناء صرحها المهدم من جديد أن يكون داعما وحاضنا وراعيا وممولا للإرهاب لقتل الأبرياء من الناس ويسعى لاستهداف زملائه من السياسيين وكل من يعارض سياسة حزبه الإسلامي الفاشي، ليذهب ضحية هذا الإجرام بكواتم الصوت والعبوات الناسفة والمفخخات مع سبق الإصرار، بشر أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، ناهيكم عن استهداف السياسيين والصحفيين وكل من يناوئ توجهات هذا الحزب الظلامي في بلد لو نطق ترابه لزلزل الأرض وقلب أعلاها أسفلها من كثرت ما ضاق ذرعا بهذه المخلوقات.
السيد النائب القاتل والإرهابي المحترف هو رئيس حزب إسلامي ويدّعي انتماءه للأمة العربية والإسلامية، واقسم بالمصحف الشريف بأن لا يخون الأمانة وان يحافظ على أمن الوطن وسلامة المواطن ووحدة وسيادة العراق...
كل هذا المفردات نسفها السيد النائب ومن يدور في ذات السلوك الإجرامي بجرة قلم حينما عرفنا وبصدمة المنذهل أنه مجرد إرهابي قاتل من الطراز الأول...
كيف؟ ولماذا؟ ولأي هدف كل هذا العبث والنزوع العدواني؟
لا جواب لدينا، إلا ما كتبنا عنه ونبهنا منه ورفعنا عقيرتنا لتصل أصواتنا لمن يحتكم على آذان صاغية طيلة سنوات التغيير، إن البعثيين كانوا ولا زالوا وسيظلون فايروسات خطيرة لا حل لها ولا يمكن معالجتها لأنها تتكيف والحالة التي تمر فيها حتى وإن حط بعضهم يوما رجله في هذا الحزب الخراب...
إنهم ذيول عوجاء وعرجاء وميئوس منها ولا يمكن ائتمانها والوثوق فيها ومد اليد لمصافحتها وقول "عفى الله عما سلف" كما قالها شهيد العراق الخالد المرحوم عبد الكريم قاسم والذي ذهب ضحية هذا التسامح على يد هؤلاء القتلة.
ومن الغفلة أن ندّعي أننا أولاد اليوم، والأمس قد ولى دون رجعة والحقيقة أن الأمس يظل قابعا في تفاصيل وجودنا ويجترح جراحاتنا ولا سبيل للنسيان.
وها هم البعثيون يعودون لديدنهم بذات السلوك والمنحى التخريبي لأنهم أصلا ضد أدميتهم ولا يشعرون برغد العيش ويهنئون كبقية خلق الله إذا لم "يتكاونوا" وهم يسمعون لعلعة الرصاص ويسمعون أنين الضحايا ويشاهدون سيل الدماء ويقفون على صيغ الخراب منتشين، عندها يتنفسون الصعداء ومن ثم فليكن ما يكون...
ما يحدث الآن في العراق لا يمكن تفسيره إلا بهذه الطريقة دون سواها، وإلا ماذا يفسر القارئ أن نائبا للرئيس يتمتع بامتيازات لا حدود لها ومتاح له كل ما يريد من أموال وسلطة وحكم وجاه وعيش رغيد وهو ينسف كل هذا ويتوجه إلى طقوس القتل ونحر الناس من خلال كلاب حراسته بدعوى أنهم رافضة أو معارضين لسياسة حزبه وهو المسؤول عنهم قانونيا ودستوريا وأخلاقيا، وما ذنب الساسة الذين يمسون ويصبحون عليه وهو يضمر لهم مصيرا يذكرنا بطرق صدام التصفوية، ثم ما ذنب ضحايا تفجيراته ومفخخاته الإرهابية...؟
لا يمكن لأي عاقل أن يجيب على هذه الحيرة ما عدا سكنة المارستانات والميئوس من سلامة مداركهم العقلية وما أكثرهم، هؤلاء وحدهم من يفبرك إجابات لهذه الطلاسمية المحيرة في اشتباكات الوضع السياسي.
ثم وهنا الحيرة الأخطر، كيف يعطل البرلمان العراقي كل مجساته ويدير ظهره لما يحدث من حالات في غاية الخطورة تتطلب اجتماعات متواصلة لإيجاد حل لهذه الإشكالات، بدل أن يسارع منتسبوه للاستمتاع بوقتهم والبلد تحت بركان يمكن أن ينفجر في أية لحظة، فهل لديكم تفسير عقلاني لذلك يا "سيناتورية وسيناتورات" العراق الذبيح، أم أنكم كديدنكم دائما تعيشون في "دار غفلون" كما يقول المغاربة؟
إنها دولة عصابات ومجموعة بلطجية وقتلة لا ينحصر خطرها في مارق واحد، بل بكثرة الخارجين عن القانون وبمناصب سامية، فهذا وزير المالية، رافع العيساوي وعصابته الخاصة بالقتل، وهناك الجميلي وقبلهم مر وزراء قتلة هاربون ولم تسع الحكومة العراقية لجلبها للمحاكمة وظلوا يصولون ويجولون كما يشاءون.
إن هذه الطينة النجسة اعتادت وجُبلت على هذه الأفعال الإجرامية المشينة، فقط لم يبق أمامنا إلا أن نعطي مثالا يختزل كل هذه السلوكات الطائشة والرعناء، حين قرر طاغية العراق وبجرة قلم وبحضور ومباركة ثلة من المتخلفين والأغبياء غزو الكويت دون أن يكلف نفسه بقراءة متأنية وحكيمة للوضع السياسي والدولي وما يترتب عنه من نتائج خطيرة، لا يوافق على القيام بهذه المغامرة الصبيانية حتى الطفل اليافع والغض، إذ كيف يسكت العالم إزاء محو دولة من الخارطة وابتلاع دول صغيرة أخرى وسطوة شريعة الغاب، فسقط في الفخ كأي بليد ومغفل وحصل ما حصل، لتستمر فنطازيا البعثيين بذات المنحى وما يحدث الآن إلا غيض من فيض رعونة هؤلاء.
وأخيرا لا يسعنا إلا القول ونحن نضرب أخماسا بأسداس أن الوضع السياسي في العراق هو كرحلة إبل في صحراء الجدب القاحلة لنغني على إيقاع حوافر النوق مع الراحل طيب الذكر ناظم الغزالي ...
هلا... هلا... هيا إطوي الفلا طيا
وقربي الحيا للنازح الصب
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أقلمة العراق؟!
- الطاغية
- الفيروس البعثي يزحف للصين وروسيا
- آخر هذيانات سعدي يوسف
- تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة
- ازدواجية معايير (حكومتنا) (الوطنية)
- كلنا هناء أدور......
- سعي الكويت لخنق العراق
- هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
- متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟
- شكرا للبعث السوري
- المرجعية ومواقفها الغامضة
- لصوص بحماية القانون
- بغداد كما وجدتها لا كما ودعتها
- فراس عبد المجيد شاعر يخرج من ركام الأزمنة المرة...
- حسين إسماعيل الأعظمي فنان وباحث أصيل لفن المقام العراقي
- ارفعوا أياديكم عن إتحادنا
- الكاتب المسرحي ماجد الخطيب يوثق لمحنة وطن وعذابات أمة
- أول الغيث قطر.......
- مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - من تراجيديا الوجع العراقي