أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل عبدالله - دبابات الفرقة الرابعة الحرس الجمهوري














المزيد.....

دبابات الفرقة الرابعة الحرس الجمهوري


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 18:05
المحور: حقوق الانسان
    


كعاتي التي لا تتغير وأنا أتصفح موقع اليوتيوب الشهير , كنت أحتاج إلى وقت كي أستوعب أحد المقاطع المرئية , حيث اختلطت مشاعري تجاه أحد الأشخاص الذي مدد على الأرض لتسير علية دبابة سوفيتية الصنع من توع T80 وتسحق بجسده الأرض ذهابا وإيابا , هذا الشخص لا يملك في تلك اللحظات سوى الشهادة المواجهة الموت , وقد كان هو الموت .
شخص أصبح في هذا المشهد الدامي نحن جميعا , ولذا أختار الدار الآخرة وأن يغادر الدنيا بأبشع موته , ليحفظ ماء وجهنا أمام وقاحة الأنظمة العربية القمعية الدكتاتورية الظالمة , وشماتة القتلة .

في لحظته الاخيره , أصبح هذا الشخص شهيدا لكل العالم العربي حين سال دمه ليغطي أرض سوريا العظيمة والساحات والمساجد وحتى البيوت العربية , لأرادوا لهذا الشخص أن يكون عبرة لغيرة وأرادوا له محكمة تليق لجرائمهم , فانحزنا إليه عندما أدركنا أنهم كانوا يسحبون جسده الطاهر على الطريق لتدوسه الآلية المجنزرة في الواقع هم سحبونا نحن تح هذه الآلية..!! وسحلوا جثثنا في شوارع سوريا , وما كانوا هناك إلا لتمثيل مشهد قتل هذا المواطن مشهد الإعدام المعنوي لنا , كي نعتبر من ميتته ؟!

قذفوه بالشتائم , فرد عليهم بالشهادة , العدالة في سوريا لا تحضر إلا الاليا العسكرية المموهة , ولا تحتاج إلى هتافات الشماتة , كان هذا الشخص كما توقعناه حيث رفض الانصياع لمرتزقة النظام الحاكم , وتمدد على الأرض أنيقا في طلته الأخيرة يودع الدنيا تحت جنزير دبابة ...
لعل الرئيس بشار الأسد يعرف , في زمن طغيان والده , أن الضحية دوما أكثر أناقة من جلاديها , سلاحها ودمها , لذا لا قاتل يقتل شعبة يخرج نظيفا من جريمته , شيء ما يعلق في جنزير هذه الدبابة يديه .. ثيابه .. فتات اللحم المقطع .. جلدة رأسه .. تصور الكاميرات المشهد لتنقلها للذي يعلق بقلمه الذي صادق على قتل هذا الإنسان وهو جالس في قصره وعلى مكتبة .

كل هذه الصور والمقاطع , احتفالا بقتل رجل حتى الموت دهسا بدبابة , في زمن الديمقراطية السورية وحقوق الإنسان المباركة , البعض لم يجد في هتافات الجلادين , ورقص بعض الحاقدين حول جثة الشهيد , ما يستدعي الاعتذار , السيد وزير الداخلية ومستشار الرئيس بشار الأسد الذي أبدا اعتذاره الكبير في مشاهده هذا المقطع , أجاب الأعلام العالمي عن همجية ما حدث , فرد قائلا : " إن من تقاليد السوريون رقصهم حول الجثث للإرهابيين وذلك تعبيرا عن مشاعرهم ... فأين المشكلة هنا ؟؟ " ....
طبعا لا مشكلة , عدا أن جوابه جردنا كليا كعرب من حقنا في مساءلة إسرائيل بعد ألان لماذا ليس لموتانا وشهدائنا قيمة موتاهم وهيبتهم , ما دام في بعض أمة العرب هذا القدر من الاحتقار للحياة الإسلامية السنية الإنسانية , الله علينا أن لا نتوقع من العالم أي احترام لإنسانينا , و إن هو سحقت كرامتنا .
بكاء البسطاء , والفقراء الذين زاد من فقرهم استشهاد هذا الشخص , أحلامهم في أن تحر سوريا من هذا الجيش المجنون , بكاه من رأوا فيه قامة العروبة , طلتها , رجولتها , وعنادها ... حتى الموت .

السؤال هنا : هل في قل ذلك الشخص معاقبة له على أفعالة أم لنا على أفعلنا ؟ هل كان هو الضحية أم نحن ؟ هل علينا أن نعترض أم لا ؟ أم على مبدأ القتل ؟ في هذه اللحظة يبدأ السؤال العربي الخطير الذي لم نجد له أجابه ؟
في تلك اللحظات والشهيد روحه تصعد إلى بها , أغمض عينية حتى لا يراهم يرقصون حوله كالأقزام في حضرة المارد الرجل , والله للان الأسد هيبته في الاستشهاد ليست للأقزام في حياته ! فهل عرفتم بحق هذه الكلاب ؟

في النهاية : بصدق بكيت هذا المشهد بكيته مدهوسا على الطريق , بكيته إنسانا عربيا , إنسانا مسلما , اليوم , وقد أعدموا هذا المسكين دهسا , وأعدموا معه شعبا ووطنا بأكمله واليوم قد قتلوه و أهانوه لينالوا من عروبتنا وما بقي من عزيمتنا , أشعر بالأسى الكبير لما يحدث في سوريا ولو قدر لي بعد نجاح الثورة أن ازور سوريا سوف أزورها .
أعتذر لكم عن زمن تفشى فيه داء نقصان مناعة الحياء , لدى بعض حكامنا العرب وأنخفض فيه منسوب الكرامه العربية , حتى غدا مجرد قل أي شخص عربي أمرا مساويا لقتل كلب ما دامت إسرائيل هي التي سلمتنا لسياف مثل هكذا حكام .

سلامتكم .
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة للمفاوضات ... !!
- أحكي لكم عن التاريخ السري لحرب الخليج ..؟
- أتصال هاتفي - لبحث موضوع الكتاب العرب ودورهم الريادي في تطور ...
- أنقذوا غزة من ألحصار والدمار القادمين ..؟
- تمثال الحرية
- الديمقراطية الغربية
- الدولة الفلسطينية
- مأزق الفلسطينيين في مفاوضات المرحلة النهائية
- حدود دولتنا الفلسطينية
- سياسة العصا والجزرة
- قرارات الشرعية الدولية أين...؟
- على الشعب العربي الفلسطيني الصمود على أرضة ...
- خلف الكواليس ..
- لأول مرة ندخل في اشتباك سياسي مع الصهيونية الإسرائيلية..؟
- بنيامين نتن يا هو .. وألازمه الحالية ؟
- الحكومة الاسرائيلية ....؟
- أوقفوا الاستيطان ... وانجدوا القدس ...
- سلامي لك يا عراق
- منهمكون في قصف غزة...!!
- تهنئة بالعيد الى بشار الاسد ...!!


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل عبدالله - دبابات الفرقة الرابعة الحرس الجمهوري