قرارات الشرعية الدولية أين...؟

جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 14:29
المحور: القضية الفلسطينية
    

كتب ولاء تمراز يقول : لقد بات واضحا جدا الآن , ولم تعد تلك المساجلات سواء العلنية أم تلك الخفية بين المسئولين الأمريكيين والاسرائليين كافية بحق لزحزحة الحكومة الاسرائلية برئيس وزراءها " بن يا مين نتن يا هو " عن مواقفه المعروفة , والمفروض أن تكون كافية لإقناع السادة العرب بأن الإدارة الأمريكية لن تستطيع إجبار الحكومة الاسرائلية على القبول أو الموافقة بالعودة إلى مفاوضات السلام حسب شروط الجانب الفلسطيني المفاوض !؟

إن مواجهة هذه اللعبة وإجهاضها يتطلب موقفا عربيا موحدا بقرارات الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في الوجود وفي الاختيار لمن يمثله , وحتى لو لم يتحقق هذا المطلب فان الإمكانية متوفرة لتلبيته من قبل عدة دول عربية , ويحث الإدارة الأمريكية على الانتقال من الغزل الرقيق إلى الغزل الخشن مع الحكومة الإسرائيلية .
والحق إننا أمام لحظات حاسمة ودبلوماسية ينبغي استغلالها حتى الحد الأقصى لصالح القضية الفلسطينية وقضية السلام المشروع وليس المشروط وحقوق شعبنا المشروعة والشرعية والدولية , ولم يخف باراك اوباما طموحات الإدارة الأمريكية في بناء شرق أوسط جديد بعد التحولات في انطلاق ما يسمى بربيع الثورات العربية , وبعد نجاحه في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة " أسامه بن لادن " المطلوب رقم واحد للاميركا , كل ذلك على أساس الشرعية الدولية للتدخل العسكري ضد أي طرف كان على سبيل المثال : العراق وأفغانستان , ومن ثم إقامة انظمه جديدة في منطقة الشرق الأوسط يكون نموذجا لما يريد فعلة في مناطق أخرى في العالم ؟!

وليس مهما ألان , مناقشة مضمون طموحات الرئيس الأميركي وإدارته في البيت الأبيض وتطلعاته لكن المهم هو إدراكه أن فشلة في هذه المنطقة وخاص هان الولايات المتحدة هي الراعي الأساسي والوحيد لعملية السلام في الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل من جهة وبين الفلسطينيين من جهة أخرى , وهذا بدوره سوف يقضي على تطلعاته الاشمل وهذه خسارة تتجاوز مسألة الهيبة الشخصية إلى صميم المصالح الاسترايجية الأمريكية على الصعيد الدولي لذلك .... وهذا هو الأكيد يكون من المشكوك فيه أن لا تسمح الإدارة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية تعطيل عملية السلام ويكون ذلك بطرح شروط تتجاوز المعقول إلى حد التدمير الصريح لمشروع السلام في الشرق الأوسط .

ويمكن القول , وبعد حرب الخليج الأخيرة واحتلال العراق العظيم , أصبحت الإدارة الأمريكية أكثر تورطا في شؤون المنطقة , بل أكثر قدرة على التدخل , ولعل هذا الحديث الذي أزعمه أنا من رأي الشخصي هو الذي يقف وراء تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي " بن يا مين نتن يا هو " لتعنته , وظنه أن حاجة الإدارة الأمريكية لمتابعة الدور الذي كسبته أثناء الحرب على العراق يدفعها للضغط على الجانب الفلسطيني ؟! لحل النزاع على حساب شعبنا الفلسطيني والمصالح القومية العربية في المنطقة ؟!

الخلاصة : يجب تفويت هذه الفرصة على كل من يراهن لتقديم تنازلات لا تبررها قرارات الشرعية الدولية , والتمسك بتلك القرارات والإصرار على تنفيذها كاملة , وهذه هي المهمة الحالية المنوط بنا كشعب وقيادة فلسطينية .

سلامتكم .
فلسطين – غزة
[email protected]

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل