أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - الإنسان السوري ... أين حقوقه ...!!؟؟















المزيد.....

الإنسان السوري ... أين حقوقه ...!!؟؟


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يوم حقوق الإنسان هو مناسبة يحتفل فيها سنوياً حول العالم في 10 كانون الأول . تم اختيار هذا اليوم من أجل تكريم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم 10 كانون الأول 1948 حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كان أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان. تنظم الأمم المتحدة في هذا اليوم العديد من الاجتماعات السياسية الهامة والأحداث والمعارض الثقافية المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان.
تحتفل البشرية في العاشر من شهر كانون الأول كعادتها من كل عام في مثل هذا اليوم باليوم العالمي لحقوق الإنسان و الذي اعتمده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول 1948 .و هذا الإعلان يعتبر مكسبا هاما لكل المجتمعات الإنسانية، و الذي توكد على احترام مبادئ الإنسانية و كرامة البشر و المساواة بينهم.
احتوى المنشور العالمي لحقوق الإنسان على ديباجة وثلاثين مادة تنص على مبادئ احترام حقوق الإنسان. و ينص هذا الإعلان على ان الناس جميعا ولدوا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ولكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، من دون اي تمييز ، بسبب العنصر، أو العرق او الدين او اللون، أو الرأي .
إن هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة و الكثير من الدول المتقدمة و المتحضرة في العالم قد شكل انجازاً إنسانيا و حضاريا مميزاً، حيث أصبح اليوم بمثابة نقطة تحول او مبدءا من المبادئ الأساسية و القانونية في طريق التضامن والتعاون بين الدول، و التفاعل الايجابي في بينهما في عالمنا الذي يتكون من مختلف حضارات وثقافات واديان.
لقد عملت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ إعلان هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ان يصبح هذا الإعلان الإنساني النبيل إطارا قانونيا دولياً لفهم و معالجة الكثير من القضايا الإنسانية و ان تتبناه الدول العضو في الجمعية العامة في دساتيرها و تتعهد بتطبيقه بين شعوبها. ومع وجود المؤسسة الدولية المعنية بحقوق الإنسان الا ان هذا المنشور العالمي لم يجد الكثير من التطبيق في بعض الدول متحديةً بذلك المجتمع الدولي و المبادئ الإنسانية التي جاء منها هذا الإعلان و ناضل من اجله الكثير من الشعوب و الشخصيات البارزة في العالم على مدى التاريخ. و تزداد انتهاكات حقوق الإنسان في هذه الدول على قدم و ساق و تحت مسميات كثيرة منها تهم الإرهاب و الانفصال و الإلحاد و غيره من التهم الغير مبررة مما يجعل سمعة و عمل المؤسسة الدولية للأمم المتحدة على المحك لمواجهة هذه التحديات من قبل هذه الدول .
و قد نال النظام السوري على مدى أكثر من أربعين عاماً من نصيب المنتهكين لسيادة و كرامة الإنسان من المرتبة العليا حيث القرارات الدولية و المؤسسات العالمية لحقوق الإنسان تطالب هذا النظام بالكف عن هذه السياسات التعسفية و احترام مبادئ الإنسان المنصوص عليها في الأمم المتحدة و حتى المنصوص عليها في الدستور السوري.
و اتخذ النظام السوري الجانب الأمني للتعامل مع هذه القضية حتى تسيطر عليها القوة الأمنية بالتعامل مع القضاء الغير محايد و الخاضع للحكومة و ليس عبر المؤسسة التشريعية او التنفيذية الأمر الذي مكن لهذه القوات الإفلات من العقاب من تلك الجرائم التي ارتكبوها بحق المواطنين حيث السجون السورية امتلأت بالمطالبين بالعدالة و الحرية و بالناشطين لحقوق الإنسان و الصحفيين و أصحاب الرأي الذي يختلف أرائهم مع رأي النظام.
أتي سوريا في مقدمة تلك الدول التي يشكل فيها الاحتفال بهذا اليوم مناسبة للتذكير بمآسي الاعتقالات والاختفاءات القسرية والتعذيب والأحكام الجائرة وسواها من الانتهاكات على اختلاف أنواعها. وإذ نستحضر من الذاكرة البيانات التي صدرت في هذه المناسبة في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، لنلحظ أن المسير يتابع في خطى متسارعة نحو مزيد من التدهور ومزيد من الانتهاكات. و سوريا التي تستحضر قانون الطوارئ في التعامل مع مواطنيها على المستويات كافة، عادت بعد انفراج قصير بداية العقد، إلى التعامل بلغة واحدة مع قضايا حقوق الانسان والحريات العامة، هي لغة الاستثناء بكامل مفرداتها وأدواتها القمعية.
ففيما يستمر قمع أبسط أشكال التعبير عن الرأي، واعتقال النشطاء وممارسة التعذيب وإصدار الاحكام الجائرة بحق معتقلي الرأي، تغلق أمام المواطنين جميع أبواب الشكوى القانونية والقضائية حين يتعلق الأمر بحقوقهم وحرياتهم، ويضفى المزيد من الحصانة والحماية على مرتكبي تلك الجرائم عبر قوانين استثنائية بدورها، تضرب عرض الحائط بما ضمنه الدستور السوري للمواطنين جميعا من حرية وكرامة، فضلا عن المواثيق الدولية التي صادقت عليها سوريا وبقيت حبرا على ورق.
وفي ظل ظروف دولية وإقليمية متغيرة على نحو متسارع، ومهما اختلفت تلك الظروف وتبدلت، تبقى السلطات السورية على ثبات في موقفها من قضايا حقوق الانسان والحريات، تجاهلا واستهتارا. وأمعنت في سلوكها هذا فضيقت على المدافعين عن حقوق الانسان وزجت أبرزهم في السجون ومارست مختلف أشكال القمع والتضييق من أجل إسكات جميع الأصوات التي تعمل على فضح تلك الانتهاكات وتوثيقها.
ولا تقتصر تلك الممارسات كما قد يتراءى للبعض على النشاط المعارض أو الوسط الحقوقي، بل يمتد ليشمل المواطنين جميعا وفي شتى مفاصل حياتهم، فلا يزالون عرضة للاعتقال على خلفية التقارير الأمنية المغفلة بناء على جملة أو نظرة انتقدوا فيها وضعا قائما او شخصا فاسدا، ولا يزالون عرضة لشتى أنواع الإساءات والانتهاكات متى ما فكر أحدهم بممارسة حق بسيط من حقوقه، وحيث يفترض أن تصان حقوقهم ويرفع لواء العدالة، تحصل أكثر الخروقات، في القضاء وأقبية الأمن الجنائي التي تنتهج التعذيب أسلوبا في التحقيق، وأجهزة الشرطة التي ينخر فيها الفساد. هذا من غير أن نتعرض لانتهاك حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية عبر سياسات حمقاء وغير مدروسة تمعن في تردي أوضاعهم وتأبيدها.والحال هكذا في سوريا بعد مرور أكثر من نصف قرن على صدور الإعلان العالمي لحقوق الانسان، وبعد عقد كامل من استلام “العهد الجديد” مقاليد السلطة في البلاد، فإن في ذلك ما يراكم اليأس جنبا إلى جنب مع آلام السوريين المنتهكة حقوقهم وحرياتهم كل حين.
واذا أخذنا فقط هذا العام 2011 نرى أنه منذ الثامن عشر منذ أذار عندما انطلقت في سورية ثورة الكرامة و الحرية حيث خرج ملايين السوريين عاريين الصدور و حاملين أغصان الزيتون يطالبون بالحرية و الديمقراطية و إنهاء حالة الطوارئ و الإفراج عن جميع معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين و وقف جميع أشكال التعذيب والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية و رفع الحصانة عن عناصر الأجهزة الأمنية التي تمارس تلك الانتهاكات بأوامر من أعلى هرم رأس النظام الحاكم الشمولي . نرى أنهم ردّوا على هذه المطالب المحقة باقتراف أفظع الجرائم ضد الإنسانية مثل عمليات القتل و الاغتصاب و ملاحقة المتظاهرين السلميين و تعذيبهم و قمع المظاهرات بكل الطرق الغير مشروعة حيث و صل عدد الشهداء أكثر من خمسة ألاف شهيد و عشرات الألاف من الجرحى و المعتقلين والمخفيين والملاحقين , إنها جرائم يندى لها جبين الإنسانية ..
ألا تعرف أيها العالم أن جرائم النظام السوري لم يشهد لها تاريخ لقد تجاوزت كل الحدود و تحدّت جميع القوانين … فماذا نقول لكم أو تقولوا لنا ما نحن فاعلين يا منظمة حقوق الإنسان إن الشعب السوري جزء لا يتجزأ من المنظومة الإنسانية العالميه و عليكم العمل على إنقاذ هذا الشعب المسالم العظيم من وحشية هذا النظام الدموي المجرم و تقديمه للعدالة الإنسانية .
ان هذا اليوم العالمي لحقوق الإنسان يجسد لنا هذه الفكرة انه لابد من التواصل و السعي من اجل ان يعمم هذه المنشور العالمي على جميع الدول و ان تدعمه اجراءات دولية حتى يتم تطبيقه على مساحة كبيرة من العالم و ان تحل من خلاله الكثير من المسائل العالقة بين الدول و بين شعوبها .و الا فان العدالة و المساواة التي نص عليها هذا المنشور لن تحقق بل تتكاثر الكوارث و تقل طرق معالجتها.

الدكتور إياد أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية .... إلى أين؟
- جوزيف ستالين خالد بكداش وحافظ الاسد اولاد القومية العدمي
- السوري ... أنا
- السلمية والحرب الأهلية
- سندان الثورة السورية بين المطرقة و المطارق
- أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين
- صباح الخير سورية
- حسن الخيِّر .... قطعوا لسانه و أعدموه
- البرنامج الانتقالي لليسار الثوري في سورية
- القِدر لا يركب إلا على ثلاث
- مساء الخير يا وطني ..
- حوار .. تفاوض ..جدل ..
- أربع كلمات أسقطت الديكتاتور
- مبروك ها قد بانت بشائر النصر ...
- أيديولوجيا الربيع العربي


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - الإنسان السوري ... أين حقوقه ...!!؟؟