أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - القِدر لا يركب إلا على ثلاث














المزيد.....

القِدر لا يركب إلا على ثلاث


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تقف الفلسفات والايديولوجيات ودروس التاريخ مشدوهة امام الثورة السورية ، فلا هي انطلقت كما الثورات في التاريخ ولا استمرت كما رسمت الفلسفات ولا هي مؤدلجة باي اتجاه ،، هي ثورة سورية لها فلسفتها وايديولوجيتها التي تتبلور ، وبالتالي هي تنتج سياسييها وتصقلهم بالفعل الثوري اليومي المستمر .

والثورة السورية وهي تدخل شهرها التاسع وتكمل حملها الطبيعي المقدس ، ما زال المنظرّون يصرّون على تأطيرها وحبسها في قوالب جاهزة مسبقة الصنع ، لانها تحرجهم وتهزّ قناعاتهم المسلّمة ، بل واحيانا تنسف كل ما آمنوا به وعملوا على التبشير به طوال حياتهم هي الثورة السورية، اعظم ثورات التاريخ - نظرية فلسفية جديدة تتكوّن ، وايديولوجيا متكاملة تتألّف ، وتاريخ حاضر يكتب ، وهم مصرّون على حشرها في زواياهم ، ويرفضون الصعود اليها ، بل ويحاولون انزالها الى مواقعهم .

بماذا تتميز الثورة السورية ايضاً ؟ - تتميز ثورتنا بان توفرت لها عناصر ثلاث لم تتوفر لغيرها في التاريخ لا البعيد ولا القريب : وهي : 1- الحراك السلمي الحضاري البطولي على الارض ،2- الجناح المسلّح : المكوّن من الجنود المنشقين عن الجيش النظامي الذي تحول من مهمته الوطنية الاساسية لحماية العائلة الحاكمة ومصالحها ، 3- الوجه السياسي : الذي يتواجد بعدة صيغ ، منذ البداية ، ولكنه وبعد مخاض عسير ، ومحاولات كثيرة لتركيزه في اطار واحد يجمع كل الصيغ التي تآلفت في اشكال متعددة من مؤتمرات وروابط وهيئات وافراد مستقلين ، وبسبب تأخر هذا العنصر بالتشكّل بنفس السرعة مع العنصرين الاخرين ، فقد تم فرض مجلس أمر واقع ، وقبله الشارع ،على امل ان يصل بعمله لمستوى التطور الذي وصل اليه الوجهان الاخران للثورة ، ويستطيع التعبير عن مطالب الشارع ، وايصال صوته الحقيقي الى الجهات المعنية بدعم الثورة لتحقيق انتصارها .لايمكن الجزم ان الحراك السلمي على الارض ، والجناح المسلّح قد وصلا الى درجة عالية من التنظيم والتنسيق بين مفاصلهما ومكوناتها ، لنقول ان الوجه السياسي عليه ان يكون مثالياً وهو الذي من المفترض ان يعبر عنهما ، ويستخدمهما بالواقع لخدمة اهداف الثورة ، لكنه مازال متخلّف عنهما بمراحل ، الا انه رغم التوافق النسبي بين الثوار والجبش الحر ، مازالت النخبة السياسية منقسمة ومتشتتّة ومتحزبّة وحتى متحاربة ، وهذا ينعكس سلباً بل بشكل كارثي على الثورة بكل مكوناتها .مالعمل الآن والثورة تحقق انجازات ملموسة على الارض وانتصارات حقيقية ، وتفرض واقعا جديدا ،رغم كل الارهاصات وغياب الدعم وضغف التنسق وانعدام التنظيم ، ؟؟؟لابد من اجتماع ممثلين حقيقيين عن العناصر الثلاث : الحراك الشعبي السلمي ، والجيش السوري الحر ، والمعارضة التقليدية والناشئة ، اما لترميم المجلس الحالي لتصويب عمله وتصحيح مساره ، او على الاقل نفي حجة تفرّده بالقرار ، وتحقيق التوافق والتنسيق بين جميع العناصر الثورية الاساسية ، او في حال تعنت اعضاء المجلس الوطني واصرارهم على اغلاق الابواب بوجه جميع المبادرات الوطنية ، لتشكيل مجلس وطني حقيقي ، يكون اكثر فاعلية وديناميكية وشفافية وشمولية ، ، متفق على الاهداف والمهام والرؤيا ، يضع برامج عمل ممكنة التحقيق وآليات تنفيذ واضحة ، ويجد مصادر تمويل نظيفة ، ويكون حتى قادرا على قيادة مرحلة انتقالية بنجاح .

اذا الركائز الثلاث الرئيسية لمرجل الثورة اصبحت اكثر وضوحا الان ، وقد افرزت كل منها لحد ما ممثليها ، وصار من السهل (ان توفرت النوايا الحسنة والقناعة ) ان تجتمع وتتبنى مطالب الثورة الاساسية ،التي بدورها اصبحت ايضاً اكثر تبلوراً ووضوحاً وتحديداً ، وان توزّع المهام الرئيسية فيما بينها لنصل باسرع وقت وباقل التكاليف البشرية والاقتصادية ، الى النصر الناجز المحتّم .هذه هي تشكيلات الشعب السوري الحقيقية الان ، : شعب ثائر + جيش حر + نخبة سياسية وفكرية وطنية حرّة ، واهداف الثورة ومطالبها ايضا اصبحت جليّة كعين الشمس ، والطريق صار معروفاً ، واي جهة تحاول ان تفرض رؤاها وتحالفاتها وطريقها، وتسعى للوصاية منفردة على الثورة ، هي بالتأكيد تعيق الوصول وتطمس الطريق وتغيّر الاتجاه وتهمل التضحيات وتضيّعها .ارى ان اي مبادرة لجمع الممثلين الحقيقيين للعناصر الثلاث المذكورة ، هي التي ستنجح بالتأكيد ، وستتحول الى الهيكل العام الممثل الفعلي للشعب السوري بكل مكوناته (الثورية ) الان . وهذه دعوة لكل من يهمه الوطن ، للاسراع باعادة ترتيب الامور ، ووضع الركائز الثلاث في مكانها المناسب تحت مرجل الثورة ، فالقِدر لا يركب الا على ثلاث .

منقول عن السيد وسيم أبازيد




#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساء الخير يا وطني ..
- حوار .. تفاوض ..جدل ..
- أربع كلمات أسقطت الديكتاتور
- مبروك ها قد بانت بشائر النصر ...
- أيديولوجيا الربيع العربي


المزيد.....




- سوريا .. حرائق الغابات تلتهم مساحة أكبر من دمشق وتشكل اختبار ...
- رسائل -تلغرام- وعروض مالية.. وثائق تكشف كيف جنّدت إيران جواس ...
- -إمارة الخليل- مقترح تقدم به شيوخ فلسطينيون للسلام مع إسرائي ...
- بين تغيّر المناخ والتوترات الجيوسياسية: كندا تدخل معركة -كاس ...
- فيديو دعائي جديد منسوب لـ-حسم-.. وتكهنات بمحاولة لإحياء نشاط ...
- بعد خلافه مع ترامب إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب جدبد
- غزة: جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في الدو ...
- 4 أسئلة عن آخر تطورات مقترح الاتفاق بين حماس وإسرائيل
- اتهامات للصين بالسعي لتقويض مبيعات طائرة رافال الفرنسية
- محللان: المقاومة قدمت مرونة كبيرة ونتنياهو لن يوقف حرب غزة


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - القِدر لا يركب إلا على ثلاث