أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهند السماوي - الثورة الخالدة














المزيد.....

الثورة الخالدة


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 19:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا توجد ثورة في التاريخ لها من القدسية والاشعاع الفكري والروحي كثورة الامام الحسين(ع)...فكل الثورات التي كانت قبلها كانت توصف على الاكثر بكلمات وعبارات بعيدة عن الوصف الحقيقي مثل التمرد والعصيان وايضا بسبب كونها فاقدة لمنهج نظري وعملي متكامل يؤدي الى تأسيس بناء جديد للدولة والمجتمع فضلا عن قيادة وقاعدة متميزة...
من هنا كانت عملية كسر تلك القيود والرتابة المملة للحياة السياسية البدائية تعتبر في حينه ثورة حقيقية متجاوزة حاجز الزمن والفهم والادراك!...ولا يشذ العالم الاسلامي في حينه عن بقية اصقاع الارض بالرغم من زخم الاندفاع بل ان عملية التحريف والتدليس المتعمدة لتعاليم الدين الصريحة بغية جعلها خاضعة للسلطة السياسية المدنية الوراثية كانت تسير بوتائر سريعة جدا حتى ان الجيل التالي للمؤسسين الاوائل للدولة نشأ وفق تراث وتقاليد ممزوجة بين تعاليم الدين الجديد والتقاليد والعادات والافكار السابقة،ومن هنا فأن عملية اعادة الوعي المفقود للاذهان كانت عملية مجازفة بحكم قوة السلطة الدموية التي لا تتردد في ان تقوم بأي عمل بغية الحفاظ على السلطان!كما ان بناء الحضارة الاسلامية كان في بداياته ولم تكن هنالك موجودة مدارس فكرية ناضجة وقادرة على بث الوعي الممنهج للاتباع بالرغم من بعض بدايات التمرد الصغيرة في حركة الخوارج وغيرها.
من تلك البداية المفقودة كان ميلاد حركة سيد الشهداء الامام الحسين(ع) واهل بيته واصحابه المؤمنين بكل دقائق الايمان والعمل الصالح الهادفة الى احداث نقلة نوعية بل هي حركة كبرى في التاريخ الاسلامي حتى انها اعادت رسم خريطته الشاملة القادمة بدون ادنى اعتبار لكل تقديس زائف للملوك والسلاطين واتباعهم القادمين!...
لم تنتهي مأساة كربلاء في حينها بل انها اعادت الحياة الى صفوف الشعوب المسلمة الخاضعة لسلاطين لا يمكن اعتبارهم ممثلين حقيقين للدين او الامة،بل انها اسست لمناهج فكرية جديدة ومختلفة سبقت عصرها بكثير وتميزت بمعان واهداف جديدة غير خاضعة لسلطة زمنية محددة بل لسلطان روحي نقي يهدف الى تأسيس حياة كريمة وفق تعاليم الدين الاسلامي النقية من اي تحريف او تأويل فاسد!...ومن هنا كانت قراءة المفكرين والفلاسفة والمشاهير من كافة بقاع الارض لها مختلفة لان عملية الاستيعاب ليس بتلك السهولة التي يقدرها البعض والا لما رأينا لحد الان الكثيرين من داخل العالم الاسلامي نفسه يحاربون وبضرارة فكر ومنهج وسيرة الامام الحسين(ع) وثورته الخالدة!.
التأسيس للمنهج الثوري الاصيل:
لقد كانت بداية العمل السياسي المعروف بالثورة قد تم بعد ان استوعبت مضامين واهداف الثورة الحسينية المباركة فيه،واصبحت منذ ذلك الحين تمثل مرحلة زمنية كاسرة لقواعد الخضوع والخنوع للاستبداد السياسي وقوانينه الوضعية،مما يعني انها اعادت رسم خارطة العمل السياسي بكل تفاصيله كي تجعل للشعوب فرصة التحكم بذاتها المسلوبة بعد ان فقدتها نتيجة للتوريث السياسي الدموي النفعي!.
ومن هذا المنطلق بدأت الثورات المحلية والاقليمية والعالمية تنتشر في شتى بقاع الارض بشكل كثيف وخرجت من الاوصاف والاتهامات الباطلة التقليدية في كونها حركات تمرد وعصيان وفتن لا تتفق مع الدين والعادات والتقاليد وعليه فأن الواجب محاربتها بكافة الاسلحة المتيسرة النظرية والعملية،الى اوصاف ومسميات اخرى جعلت البعض منها خالدا كالثورات العالمية المميزة او التحررية الاقليمية.
ومع انتشار الوعي السياسي الممزوج بنزعات ثورية او تحمل صفات النقد والمعارضة في كل بقاع الارض،فأن التخليد المميز والقدسية العالية الرفيعة بقي للثورة التي اسست لكل مناهج الرفض والاباء والتضحية ونقصد بها الثورة الحسينية الخالدة التي مازالت تشع نورا على الجميع بل انها تتميز بتجدد رائع وفق كل المناهج المستحدثة التي تحاول تفسيرها وفق اصولها المعرفية المتعارف عليها بغية الوصول الى دقائق اسرارها الخالدة!.
التجديد السنوي في ذكرى ثورة الامام الحسين(ع) لا يوجد نظيرا له في العالم!...فأي ثورة شغلت الناس والتاريخ في حقبة معينة تمر كذكرى سريعة لا يمكن مقارنتها بالذكرى الخالدة للثورة الحسينية المباركة،والادهى من ذلك ان الدروس والعبر والمعاني المستنبطة بدقة في الاداء وروعة في الاسلوب بقيت مستمرة دون ان تتوقف عن العطاء بينما بقيت آثار الثورات الاخرى اقل توهجا وتأثيرا بالرغم من حفظها في نصوص تدوينية لغرض المحافظة عليها كتراث انساني جامع!.
مع الثورة الخالدة تتجدد سنويا كل معاني الفكر والادب والابداع والعمل في روحانية رفيعة تجذب العقول والقلوب،ومن نبعها المتدفق بحرارة العشق الحسيني يرتوي الاحرار العطاشى للحرية والخلود.



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبالغة والتهويل في الاداء والتقييم
- النهاية الطبيعية
- الثورة الاقتصادية العالمية
- الربيع التالي!
- الارهاب المزدوج
- الفوبيا الخليجية!
- تأثير الرموز
- افضل المدن في العالم
- الثورة الثالثة
- مذكرات من بيت الاغتراب 10
- مذكرات من بيت الاغتراب 9
- المكارم الوطنية
- انهيار الامن الفكري
- الجمود الثوري
- الاستفتاء الخاوي!
- تآكل تصدير البترول!
- الفراغ المفتوح
- من يعوض من؟!
- آيات القرمزي:ذلك الرمز الخالد
- راعية الطغيان


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهند السماوي - الثورة الخالدة