أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - برامج أنتخابيه لقصور في الهواء و على ميزانية مفتوحه














المزيد.....

برامج أنتخابيه لقصور في الهواء و على ميزانية مفتوحه


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1057 - 2004 / 12 / 24 - 08:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وبدات الاحزاب العراقية بالاعلان عن برامجها الانتخابية حول العراق ومستقبلة. المميز في هذه البرامج و الصفة المشتركة في كلها و اقول كلها و دون تمميز هو الاستناد على الاقوال و رص الكلمات وتجميل برامجها لغرض كسب تأييد الناخبين العراقيين فقط و لم يفكر حزب واحد بالميزانية المطلوبة لتنفيذ و تحقيق هكذا برنامج ، وكأن ميزانية العالم كلها ستكون تحت تصرف هذه الاحزاب و تحقق أحلام العراقيين بين ليلة و ضحاها.
التعميم في التحليلات السياسية هي من احدى صفات المحلل الغير واقعي و الذي لا يميز بين الاختلافات الجزئية بين الاحزاب و التنظيمات السياسية، ولكني و بدون تردد أستطيع أن أعمم هذا الخطأ ليشمل جميع الاحزاب التي تتنافس على المقاعد البرلمانية.
الميزاينة و الاموال المطلوبة لتحقيق برنامج ما، هي من أصعب النقاط التي تقيد الاحزاب و تمنعها من أدخال نقاط محدده في برامجها الانتخابية. فما اسهل كتابة برنامج يلبي طلبات المواطنين ولكن كيف سيحقق الحزب هذا البرنامج؟؟ أن اي حزب سياسي يجب أن يثبت أمكانية تحقيق هذا البرنامج عمليا قبل طرحة على الشعب و أعلانه الى الجماهير.
البرامج الغير مستندة على معادلة أقتصادية صحيحة لا يمكن أن نسميه برنامجا أنتخابيا محاصرا. لقد ولى زمن خدع الجماهير في المجتمعات الراقية.
الان و بعملية بسيطة و من خلال بعض المنقشات السطحية يمكنك أثبات عدم واقعية أي برنامج أنتخابي عراقي، لأنها و بكل بساطة لم تستند على ميزانية محددة، لا بل أن جميع الاحزاب لا تعرف ميزانية العراق و لم يطلب أي حزب من هذه الاحزاب حتى تخمينا للميزانية للسنة أو الخمس سنوات القادمة.
هذا يعني بأن كل ما ورد في برامج الاحزاب العراقية هي ليست ألا بأقاويل خيالية لا ترتبط بالواقع العراقي المعاش فيه و الموجود وهي كالذي يبني قصرا في الهواء و يوزع طوابقه على أفراد الشعب العراقي.
الاحزاب السياسية في جميع البلدان الديمقراطية، تركز اولا على الميزانية و الراس المال الذي ستستند عليها في تحقيق برامجها. و لهذا نراها تعطي ارقاما دقيقة للضرائب و الواردات و تدخل في مناقشات لا نهاية لها حول كيفية العمل على رفع الميزانية و الحصول على الاموال المطلوبة. أحدى أهم نقاط الحملات الانتخابية هي الطعن بمصداقية هذه الميزانية.
بصراحة لا أدري أن كانت أحزابنا فتية و لا تعرف أسس الحملات الانتخابية وووضع البرامج او أنها تشكك في قدرات الشعب العراقي على التقييم.
لو وضعنا برامج الاحزاب العراقية بصورة مفردة أو التي أتفقت على قوائم ، أمام اي حزب أوربي لضحك عليها و أستهزأ بها. لأنها تريد الدخول في الانتخابات على الطريقة المصرية المشهورة، و التي تتضمن بحل جميع المشاكل و خلق جنة للناخبين وأعطاء و عود لا نهاية لها.
الانتخابات و البرامج الانتخابية بقدر ماهي سياسة و أدراة فأنها عملية حسابية دقيقة. يجب أن تتوازن فيها الكثير من العوامل. فالاحزاب الاوربية مثلا تتحدث عن أجزاء من العشر من الضرائب. لأن أي خلل حسابي بسيط سيكلفها برنامجها الانتخابي و الفشل. لو كانت الاحزاب العراقية في أوربا لوعدت الجماهير و الشعب على أنهاء الضرائب و رفع كل الاجور و أنهاء البطالة بجرة قلم. و لنست أن البطالة هي من احدى افرازات المجتمع الرأسمالي و النظم الاقتصادية و ليس بامكان اي دولة راسمالية أن تنهي البطالة.
فمثلا كل القوائم توعد العرقيين بالعيش الرغيد و التعليم المجاني و العمل و الضمان الاجتماعي و والعلاج المجاني و ووووو الى أخر القائمة ولم يبقى ألا أن يقولوا للناس قولوا ما تريدون فسنلبي كل طلباتكم وبمجرد وصولنا الى السلطه فانكم ستعيشون في جنة حقيقية.
طبعا هذه كلها اشياء جميلة ولكن، باي ميزانية سينفذونها. فالعراق المدمر من كل النواحي لا يمكنه أن يلبي كل الطلبات و ليست هناك الاموال الكافية لتفيذ كل هذه الاقاويل.
الاختلاف الوحيد بين الاحزاب العراقية لحد الان هو الرؤية السياسية للعراق المستقلي. فمنها ما تؤمن بالعراق الديمقراطي و منها تريد الفدرالية (الوهمية) و منها الاسلام و منها لافرق بين عربي و اعجمي و أخرى تختلف على كركوك وأخرى على تواجد القواعد و الجيش الامريكي الخ ..الخ .. الخ. وهذه الاختلافات كلها لا علاقة مباشرة لها بالميزانية و الاموال بل لديها علاقه بالهيكل السياسي للحكومة و العراق القادم. أي أن الميزانية المطلوبة لتنفيذ برامج جميع الاحزاب العراقية هي تقريبا نفسها. ولهذا نرى كل الاحزاب و الاطراف ساكتة عن هذه النقطه ولم تصبح نقطة خلاف. لأن كل الاحزاب العراقية لا تستطيع فك هذه اللغز و حل هذه المعادلة الغير متكافئة الطرفين.
ليس هناك بأسهل مما تقوم به الاحزاب العراقية حول الانتخابات و الحملات الانتخابية لانه كما يقول المثل العراقي ليس الا بحبر على ورق و رقص على ذقون العراقيين الفقراء. لو كانت هذه الاحزاب صادقة مع جماهيرها فالتقل كيف و باية طريقة و باية ميزانية ستحقق هذه البرامج. لأن رص الكلمات بسيط و لكن تعريفها هو الصعب و الاساسي.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعادلة الارهوبعثية للوصول الى السلطة
- المنتمي و اللامنتمي في تقييم الانتخابات العراقيه...
- هل من يستطيع أن يُكذب السيد حازم الشعلان؟؟
- سدوا الثقوب وأطردوا القراصنه كي لا تغرق السفينه
- أنتشار صورالسيد السيستاني في كل مكان، ديانة أم سياسة
- نعم .. نعم .. للقائمة
- زوبعة الانتخابات و الدكتاتورية التي تجري في عروق العراقيين
- لولاكم لأنكر الكرد عراقيتهم، منذر الفضل و أحمد الشمري نموذجا
- الانتخابات قوّضت بتحويلها الى لعبه طائفيه
- هل من الممكن ان اترك مثل هذا الشخص حيا؟
- الاغلبيه السياسيه و ليست الاغلبيه المذهبيه والطائفيه...
- هل ستنجر تركيا الى (فخ) كركوك؟؟
- مقاطعة الكرد للانتخابات و تأثيراتها على مستقبل العراق؟؟
- خالد القشطيني، نحن في زمن العولمه وليس القوقعه
- البعثيون أحرار و المسيحيون أشرار
- معادات أسم كردستان لا يولدعراقا موحدا
- .....المطلوب عراق أفغاني و أن لم تستطع فدكتاتوري
- هل تكوين الدوله الكردستانيه حلم و خيال كما يقولون!!!!!
- السنه والارهابيون في محنه و الانتخابات المحدوده نعمه
- أسرائيل وأمريكا تبنيتا أنشاء الدولة الكردستانية


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - برامج أنتخابيه لقصور في الهواء و على ميزانية مفتوحه