أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - الخوفُ من الحكمِ باسم الدين .. ليس وهماً ولا مبالغةً














المزيد.....

الخوفُ من الحكمِ باسم الدين .. ليس وهماً ولا مبالغةً


حسام محمود فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تنشعلْ البلاد مثلما هى الآن، الحديثُ الرئيسي لا يخرج عن ما هو المصير عندما يستولي أى تيار إسلامي علي الحكمِ، مصير البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومصير حرياتِ البشرِ واحترامِ اختلافِهم وتعددياتهم. ما يلفتُ النظرَ أن ردَ المتشيعين للحكمِ الديني سواء في الصحفِ أو الفضائياتِ أو علي الشبكة العالميةِ للمعلوماتِ لا يخرجُ عن تسفيه المعارضين أو القلقين، وسبهم بحجة أن الشعبَ اختارَ وأنهم علي ضلالٍ وغيرةٍ من أهلِ الإسلامِ، وأن ما يثيرونه لا يخرجُ عن العمالةِ والسَفسَطةِ، وهو ردُ فعلٍ جدُ مخيفٌ ومؤكدٌ على نمطٍ رافضٍ لمن يخالفُه، أليس هو من ينطقُ بما يأمرُ به الله؛ وهنا تكمنُ الخطورةُ كلُها، على هذا الوطنِ، الذي باتَ في محنةٍ تهددُ وجودَه ووحدةِ أراضيه في زمنٍ لا رحمةَ فيه.

ما نشرَته تقاريرُ مراقبةِ الانتخاباتِ تؤكدُ على نزاهةِ فرزِ الأصواتِ وعلى تواجدِ الناخبين بأعدادٍ طالما قاطعَت الانتخابات، وتحديداً المثقفين منهم. لكن هناك فئةٌ امتهنت التصويت، التصويت بمقابل، وهي تعتبرُ الانتخاباتِ موسمَها، لم يقلْ عددُها، ومع تدفقِ الأموالِ الخليجيةِ تحديداً علي الساحةِ الانتخابيةِ المصريةِ ظهرَ تصويتٌها المكثفُ لصالحِ التياراتِ الدينيةِ، بعد أن كان موزعاً بينها وبين الحزب الوطني. إضافةً إلى استخدامِ الشعاراتِ الدينيةِ السهلةِ سابقةِ التجهيزِ، مثل التصويت يضمنُُ الجنةَ إذا كان لصالحِ من يرون أنهم الإسلامِ، أو أنه حرامٌ إذا كان لصالحِ غيرِهم أياً كان تصنيفُهم. ماذا يفعلُ المرشحُ القبطي المتهم بأنه صليبي أو المسلم المنادي بالحرياتِ المدنيةِ المتهم بالكفرِ؟ وضعٌ غيرُ متكافء، يجعلُ المرشحَ المخالفَ في حالةِ دفاعٍ عن النفسِ مُشَتَتٍ مُنصرفٌ عن برنامجه الانتخابي، حالفاً بالله أن الليبرالبةِ ليست كفراً وأن مصر في خاطرِه ودمِه.

وإذا كان القانون يجعلُ تَعَيُبَ الإرادةِ مبطلاً للتصرفاتِ، فكيف تمكنُ رؤيةُ التأثيرِ علي إرادةِ الناخبين بالمالِ والجنةِ والنارِ والحلالِ والحرامِ في أمورٍ سياسيةٍ صرفةٍ؟ كيف يمكنُ تقبلُ تكفيرَ المنافسين والمخالفين ومازالت الانتخابات في أولِها وماآلَ الحكمُ إليهم بعد؟ المؤشراتُ من تصرفاتِ من يرون أنهم الإسلامُ مهما كان تصنيفهم كرَست في النفوسِ قلقاً وخوفاً مشروعين، فالاسلامُ صُوِرَ بفعلِ رافعي شعاراتِه وكأنه وسيلةُ عقابٍ وتخليصُ حق ووقفُ حال؛ وكأنه سبيلُ من خذله زمانه للانتقامِ، ليس إلا، مرشحاً كان أو ناخباً، حاكماً أو محكوماً. رافعو الشعارات الإسلاميةِ يرفضون الحياةَ الحديثةَ وينتقون منها بالقطارةِ لكنهم يتكدسون على الإنترنت، بمنطقِ الغايةِ تبررُ الوسيلةَ، لماذا؟ للدخولِ على المواقعِ الإلكترونيةِ وسبِ مخالفيهم، حتى لو كان خوفُهم مشروعاً.

تصريحاتُ النشوةِ الانتخابيةِ رفعها من بانَ فوزُهم في المرحلةِ الأولى، لم ينجْ منها كتابٌ ولا أدباءٌ، سياسيون وصحفيون وأصحابُ رأيٍ، دولُ كبرى وصغرى، بعيدة وجارة، سبابٌ وتسفيهٌ، وكأن البلادَ على شفا حربٍ، منطقٌ محاربةِ طواحين الهواءِ، جرٌ للبلادِ لمشاكلِ لن تقوى عليها، داخلياً أو خارجياً. مصر ضعيفةُ المناعةِ، مع الأسفِ، ليست في وضعٍ يضعُها في مواجهاتٍ يستحيلُ أن تكسبَها، لا بالنشوةِ ولا بالصراخِ ولا بالتسخين ولا باسترجاع الماضي الذي ولى بلا عودةٍ. الطرحُ مع ذلك لم يتغيرْ منذ مئات السنين، هل تسيرُ مصر للأمام أم إلى دواماتٍ مُغرقةٍ؟

عملَ الشبابُ الثورةَ وأكلَها بالهناءِ من التياراتِ الدينيةِ من لا يعترفون بإنترنت ولا حداثةٍ. ربنا يستر، مستقبلُ مصر لا هزلَ فيه ولا تهاونَ ولا خجلَ من طرحِ الأمورِ بمنتهى الصراحةِ،،



#حسام_محمود_فهمى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختيارُ الآمنُ …
- من عنده كلمة يوفرها ...
- القذافي .. مفيش غير كده
- أقباطٌ مواطنون وليسوا أقليةٌ مهاجرةٌ …
- ثورةٌ أم غسيلُ ماضي؟! 
- أساتذة الفيسبوك …
- هل تصبحُ مصرُ دولةَ العبيدِ والسبايا؟
- يا وزير التعليم العالي … كيف حصلت علي إحصائياتك ومن أين؟!
- الجامعات داخلة الجُب … ومعها وما معها
- هي جَت علي العريش؟!
- من عبرات سقوط الدولة العثمانية ... وأي دولة دينية
- هل اِنتُخِبَ طه حسين وأحمد لطفي السيد؟!
- صنائعُ الفضائياتِ … 
- كثير كده؟!
- اِحترموا أنفسكم بَقَى …
- مِهنُ ما بعد الخامسِ والعشرين من يناير … 
- اللاسلوكيات …
- فيسبوك، لعبة، نشاط، أم مؤامرة كبرى؟
- الانتخاباتُ ليست الحلَ الأمثلَ لاختيارَِ القياداتِِ الجامعية ...
- صَومَلِة وحَمسَنِة مصر ...


المزيد.....




- بسبب زيارة إيران.. قائد الجيش في جنوب أفريقيا يضع بلاده في أ ...
- الهولنديون يهربون من حرّ الصيف إلى مياه القنوات والأنهار
- أزمة السكك الحديدية .. الحكومة الألمانية تطيح برئيس -دويتشه ...
- شروط نتنياهو لإنهاء الحرب وخطط إسرائيل لاحتلال غزة
- تفاصيل مشروع -إسرائيل الكبرى- كما يتخيله نتنياهو
- شاهد: غزية تنتشل جثمان والدها بعد 45 يوما من استشهاده
- زهران ممداني يكشف نصائح أوباما له بعد الفوز المفاجئ في الانت ...
- الحرائق المستعرة في اليونان تحاصر البشر والشجر والحيوانات أي ...
- قمةٌ بين ترامب وبوتين في ألاسكا - هل تَكتُبُ نهايةَ حرب أوكر ...
- تركيا تعلن عودة أكثر من 411 ألف سوري إلى بلادهم منذ سقوط الأ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - الخوفُ من الحكمِ باسم الدين .. ليس وهماً ولا مبالغةً