أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن محسن رمضان - السلطة المعنوية لقمة الهرم السياسي الكويتي كما هي عليها اليوم














المزيد.....

السلطة المعنوية لقمة الهرم السياسي الكويتي كما هي عليها اليوم


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 16:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



تميزت الفترة القليلة الماضية من عمر الكويت بتطورات متعددة أهمها دخول السلطة المعنوية لقمة الهرم السياسي في الإمارة كطرف علني ومضاد لمجموعة من نواب مجلس الأمة وأتباعهم يطلقون على أنفسهم لقب “معارضة”. علنية الموقف الذي تبناه قمة الهرم السياسي منذ حوالي الإسبوع في إصراره على بقاء شخص رئيس الوزراء من دون تغيير واستمرار مجلس الأمة حتى نهاية فترته البرلمانية، ثم تأكيده على إيصال هذا الموقف واضحاً للرأي العام الكويتي من خلال الصحف وقنوات التلفزيون ثم بعد ذلك التراجع عن جزئية مهمة من هذا الموقف المعلن أكدت على أن الإشكالية الكويتية باتت من التعقيد بحيث أن النظر فقط إلى مشكلة تفاعل (الدولة – العائلة) ضمن آل الصباح العائلة الحاكمة في الكويت وكيفية اتخاذ القرار السياسي ضمن محيط هذا التفاعل ودور المؤسسات التنفيذية في إدارة الدولة أو الذهنية القبلية أو الطائفية ضمن المجتمع وأفراده أو ذوبان دولة القانون أو تهاوي السلطة المعنوية للرموز التنفيذية لا تكفي للفهم. فالحراك السياسي الكويتي في أصله بات محكوماً ضمن أقليات عائلية أو عِرقية أو طائفية أو ربما حزبية ذات طابع ديني أيضاً، والجميع يتحرك ضمن مصالحها فقط ومن وجهة نظر فردية أو فئوية واضحة غير معنية إطلاقـاً بدور المؤسسات المدنية أو دولة المواطنة والقانون أو حتى الأعراف التي حكمت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في السابق. فنحن اليوم أمام واجهة جديدة لا يمثل فيها رموز الدولة إلا سلطة قانونية غير مؤثرة إطلاقاً خارج حدود تلك السلطة، وبات من الواضح أيضاً أنها أصبحت مهيأة جداً لأن تفقد المزيد لصالح تلك القوى الفئوية.

التراجع الواضح لقمة الهرم السياسي عن موقفه المعلن منذ حوالي الإسبوع هو نقطة تحول قد تعني تغلب الذهنية القبلية أو الطائفية التي تقود المعارضة وأفرادها تحت مسمى (المعارضة الشعبية) على الآمال المعقودة لتغلب ذهنية الدولة وقوانينها وأعرافها، كما أنها قد تعني بداية التآكل السريع لِما تبقى من السلطة المعنوية التي يمثلها هذا المنصب على مَنْ يمثل السلطات الأخرى في الدولة وربما حتى في قناعات أفراد الشعب. وهذا بلا شك بداية تحول خطير جداً في الآلية السياسية في الكويت، إذ البديل البارز الآن هو مجموعة تطلق على نفسها لقب “معارضة” إلا أنها نتاج أصيل لصراع اجتماعي قبلي – طائفي لا يرى في “الدولة” إلا مورداً يستحق الصراع عليه مع “المواطن” المختلف عنه عِرقياً أو مذهبياً حتى وإنْ كانت وسائل هذا الصراع مجرمة قانوناً أو تنتهك قيم العدالة والمساواة وأسس الممارسات الديموقراطية النزيهة. فلا عبرة إطلاقـاً بالشعارات المرفوعة من جانب ما يسمى بـ “المعارضة”، هي في النهاية كلمات وعبارات من المحتمل جداً أن تكون فارغة المضمون أو حتى هي غير مفهومة حتى لمن رفعها وتبناها، العبرة تكون دائماً في الممارسات الاجتماعية والسياسية السابقة والحاضرة لأشخاص هذة “المعارضة” مع ما يصاحبها من قناعات وآراء هي التي تشي بالحقيقة وتفضحها. هذه المعارضة التي أخذت بالتأكيد أكبر من حجمها الحقيقي والواقعي هي التي قررت اليوم أن “تهادن” السلطة المعنوية لقمة الهرم السياسي بعد أن ربحت مساحة واسعة في تحديها لتلك السلطة، إلا أنها بالتأكيد سوف تنقلب عليها غداً تحت حجج متنوعة ومن الواضح أنها ربما سوف تربح مرة أخرى. الخطير في تآكل هذه السلطة المعنوية أمام هذه النوعية من “المعارضة” هو الإيحاء العام للنسيج الاجتماعي الكويتي أن البديل الواقعي والمميز للدولة ومؤسساتها هو هذه التكتلات القبلية أو الطائفية التي تستطيع بنجاح واضح أن تواجه الدولة ورموزها وأفرادها إلى درجة فرض أفراد على حق دستوري خالص للأمير، وإلى درجة المطالبة باطلاق سراح منتهكي القانون مع احتمال جدي في نجاحهم أيضاً.

المشكلة الرئيسية لسياسة الدولة في الكويت أن المناورة فيها تعتمد على تجليات وقناعات وأفكار (الأفراد) وليس على دراسات وتحليلات المؤسسات السياسية المحترفة التي تجمع المعلومات وتحللها ثم تضع تصورات للقرار وتتنبأ بانعكاسات هذا القرار المتخذ وطرق المناورة ضمنها وفيها. إذ حتى الطاقم الاستشاري ضمن الدولة يغلب عليه طابع الولاءات والمعرفة الشخصية أو صلة القرابة، فلا وجود حقيقي محترف لـ “مشورة سياسية“. فالصراع الدائر اليوم بين الدولة والمجتمع يكون الغالب فيه دائماً هو من يلعب على وتر الصراعات بشتى أنواعها العرقية أو الطائفية أو المصلحية، وهذه بالذات هي نقطة ضعف قمة الهرم السياسي في الكويت إذ هو لا يستطيع بداهة أن يناور ضمنها وإلا لكانت الخسائر أكبر بكثير من المصلحة، على العكس تماماً من أفراد المصالح الانتخابية الذين يقفون اليوم في مواجهة هذه السلطة المعنوية لقمة الهرم السياسي في الكويت.

الكويت اليوم ذات وجه جديد، مصبوغ بكميات كبيرة من مستحضرات التجميل لتبدو جميلة أمام الناظر من بعيد، إلا أن المتمعن في وجهها عن قرب سوف يخرج بانطباع مختلف جداً.



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة في الفرق بين التمدن والتحضر
- المشكلة المذهبية في مجتمعات الخليج العربي
- الذهنية السياسية الشعبية الكويتية المتناقضة … الموقف من معتق ...
- في مشكلة الائتلاف والاختلاف ... الحالة الكويتية كنموذج
- الآراء الاستشراقية في نقد النصوص المقدسة الإسلامية
- مقالة في أن الحرية لا بدّ لها من قانون يقننها
- أن الحرية ذات المنشأ الديني هي حرية أنانية بالضرورة
- المنهج الليبرالي وضرورات الإيمان والإلحاد
- الرأي العام في السياسية المذهبية والدينية
- في أوهام الشعار الإسلامي (صالح لكل زمان ومكان)
- المشكلة العرقية في المجتمع الكويتي
- المشكلة السياسية في الكويت
- الخطاب التمجيدي الإسلامي
- ضرورة إعادة قراءة وصياغة الفقه الإسلامي
- والشعب أيضاً كان يريد إسقاط النظام أيام عثمان بن عفان
- الحرية التي نريد


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن محسن رمضان - السلطة المعنوية لقمة الهرم السياسي الكويتي كما هي عليها اليوم