الوعي والاحتراز // أوراق من دفاتر الثورة // شموخ المرأة السورية ((2))

ثامر إبراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 23:23
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

الوعي والاحتراز // أوراق من دفاتر الثورة // شموخ المرأة السورية ((2))
المحامي ثامر الجهماني // معتقل سابق //
رغم بلوغها منتصف العقد الخامس ، لا تزال تضج بالأنوثة والحيوية .
هي امرأة بمائة رجل ، وأمثالها كثر .
الموقف : وعي واحتراز ، أفق يرى إلى البعيد ، يخترق كل التجارب ، ينم عن بطولة وإدراك ووعي .
الزمان : بداية الحراك الثوري والمظاهرات في دوما .
المكان : دوما الأبية البطلة الساحة العامة .
بطل الحدث : امرأة حورانية ، متعلمة متقاعدة جدة لثلاثة أطفال ، تقطن في دمشق .
الهدف : البحث عن تظاهرة لتحقيق حلمها بالمشاركة .

* * *
لم اعرف البطلة مسبقا ، زارتني صديقة في المكان الذي أتوارى فيه وحدثتني عنها :
إليكم القصة :
كان وجهها ممتقع مهزوم ، ترامى إلى سمعها بانطلاق مظاهرة عارمة في مدينة دوما التابعة لريف دمشق ، دبّ فيها الحماس ، امتشقت قامتها الصلبة القوية ( وهي الحورانية الفلاحة بنت الأرض ) ، ركبت سيارتها مسرعة تسابق الزمن ... تحدث نفسها :
- أخيرا سأنال شرف المشاركة بالمظاهرات .
وصلت إلى المكان .... ويا لهول ما رأت ... شبان مفتولي العضلات .. يمتشقون هامتهم ، يحملون الهراوات ، والعصي الكهربائية والأسلحة البيضاء .... يتطاير الشرر من أعينهم ....سألت نفسها بسذاجة وعفوية :
- ما هذا الفعل يا شباب ...آه !! لقد انتهت الثورة ، .. لن يكون هناك حرية ..... إن كان هذه هي السلمية .
فجأة قررت نصحهم ..بل ردعهم عن تسليح الثورة ( وكانت الثورة لم تزل في بداياتها ).
توجهت من فورها إلى أقربهم إليها مخاطبة إياه بصوت الأم التي تعاتب ابنها ....
(( لَهْ ..لَهْ ... يمّه ... لَهْ يا شباب مش اتفقنا سلمية ..؟
يا أولادي غلط هالشي هذا إلى بدو ياه النظام ....خلوها سلمية مشان الله )).
لم تكمل نصحها وكلامها التوجيهي الرائع . وإذ بالشباب هم مرتزقة النظام ( الشبيحة ) ، انقضوا عليها مسعورين واعتقلوها ... وهي تضحك فرحة لا تسعها الدنيا ( وقد أدركت خطأها صائحة ً) ..
- الثورة بخير الثورة بخير

#ثامر_إبراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات